[ad_1]
كيف غيّر الملك عبد العزيز نهج كتابة تاريخ السعودية؟
راشد بن عساكر لـ«الشرق الأوسط»: الملك سلمان وثّق وحرر إشكاليات تاريخية… وولي العهد جدّد قراءة سيرة المملكة بمنظور عصره
الجمعة – 27 صفر 1444 هـ – 23 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [
16005]
الملك عبد العزيز (غيتي)
الرياض: بدر الخريف
(حوار سياسي)
ابتكر الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة أنظمة سياسية غير مسبوقة، لعل من أهمها وأبرزها اعتماد شخصيات من معظم الجنسيات العربية ليكونوا مستشارين له، كما شهدت البلاد وصول زائرين قابلوا الملك وكتبوا عنه وعن دولته الناشئة، واستطاع الملك عبد العزيز بذكائه وفطنته وحكمته وقوته أن يكوّن من المستشارين مجموعة متناسقة تعمل وفق إرادته وفي إطار ما يخطط له، ولم يستطع أي مستشار مهما بلغت مكانته أن يفرض عليه خطاً سياسياً أو أن يزج به في قضية يتولاها ذلك المستشار، وقد استفاد منهم الملك في نطاق أهدافه المحلية والعربية والإسلامية وبناء الدولة الحديثة، كما استفاد منهم في تدوين تاريخ الوطن بصورته الحقيقية بعد أن منحهم الحرية في التأليف.
حول كل هذه الأمور التقت «الشرق الأوسط» الدكتور راشد بن عساكر الباحث والمؤرخ والمؤلف في تاريخ السعودية، ورصد الإضافات التي تحققت من المستشارين لدى الملك، وخصوصاً كتابة تاريخ البلاد، ودوافع الملك المؤسس من وجودهم معه، وجاء الحوار على النحو التالي…
> قبل وبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932، عمل مع الملك عبد العزيز مستشارون من معظم الجنسيات العربية. كمؤرخ متخصص في التاريخ السعودي، كيف تقرأ الاستفادة التي تحققت من وجود هؤلاء المستشارين؟
– لن أتحدث عن استفادة البلاد من هؤلاء المستشارين وتعداد المهام الموكلة لهم ولكن الحديث سيكون مقتصراً حول مساهمتهم في كتابة تاريخ السعودية، إذ سلك المستشارون عدداً من الطرق التي تختلف عن المؤرخين النجديين أو المحليين في إضفاء الطابع التحليلي والبحث عن أسباب تلك الأحداث والأخذ بالنظرة المجملة للنتائج وإخراجها بصورتها التي حدثت، فالمنهج التاريخي هو إحياء الماضي ووصفه مع تسجيل الأحداث والوقائع. ويتم ذلك برصد الأدلة والحقائق ثم تمحيصها لتخرج بشكل دقيق إلى مرحلة التدوين والتاريخ، وكان المعروف أن الكتابة التاريخية تسير وفق منهجين، الأول المنهج الحولي أو التاريخ المرتب على حسب السنين، بحيث إذا انتهت حوادث السنة انتقل إلى حوادث السنة التالية. وبهذا يتضح أن هذا المنهج الحولي هو المتحكم في الحوادث، وليست الحوادث هي المتحكمة في السنة. كما أن من عيوبه أنه يحول بين الربط الكلي لواقع التاريخ وجوهره. أما المنهج الثاني فهو منهج التاريخ الموضوعي أو حسب الموضوعات، وهذا سار به عدد من المؤرخين وسلكه المستشارون عموماً، وحرصوا فيه على التثبت في تتبع الحادثة بالمشاهدة والمعاينة وما امتلكوه من وثائق كانت متوفرة لهم، خاصة في عهد المؤسس، وهكذا امتزجت المعاينة بالمعرفة والتوثيق لتكون قريبة من الحقيقة التاريخية.
> كيف كان واقع التدوين في العصر الحديث في الجزيرة العربية؟
– تركز التدوين في الجزيرة العربية في العصر الحديث، وتحديداً في القرن العاشر الهجري-القرن السادس عشر الميلادي، على مرحلة الإقليمية، فظهرت المدرسة الحجازية واليمنية والنجدية والإحسائية والعمانية، فسعى مؤرخوها لاعتماد الطريقة الحولية، ولا سيما الحجازية واليمنية، قبل القرن العاشر الهجري وبعده.
ولا بد من التنبيه أن تدوين التاريخ في نجد اتسم بالمنهج الحولي، بدءاً من الشيخ أحمد بن بسام، المتوفي بعد عام 1056هـ (حسب ما وصلنا مدوناً مع فقدان تواريخ سابقة قبل هذه الفترة كتاريخ القاضي وغيره)، ووصولاً إلى فترة قيام الدولة السعودية الأولى، فقد كان منهج المؤرخين هو اختصار الحادثة التاريخية بجمل أو أسطر قليلة. ومنذ اشتداد عود الدولة السعودية الأولى حتى أوائل الدولة السعودية الثالثة والحديثة، كان منهج المؤرخين هو بسط الحدث بجمل طويلة ككتاب ابن غنام المسمى «روضة الأفكار» وكتاب «عنوان المجد» لابن بشر، وجاء الفارق هنا في دعم المؤرخ أو المؤلف من قبل شخصية دينية في الدرعية كالشيخ محمد بن عبد الوهاب لابن غنام أو دعم ابن بشر من قبل حاكم مركزي كالإمام فيصل بن تركي، ومساهمة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في بعض الإضافات من ناحية التراجم. وظهرت ملاحظات كثيرة حول هذين التاريخين، وخصوصاً الأول، في التركيز على الشخصية الدينية وتصنيم الأشخاص والمبالغات الممجوجة.
خلال استرداد الملك عبد العزيز للرياض منذ عام 1319هـ-1902م حتى عام 1351هـ-1932م استمرت المدرسة التقليدية وجمعت 3 مناهج في الكتابة، وهي: المنهج التقليدي القديم والمختصر (قبل قيام الدولة السعودية) والمنهج التقليدي المطول (ابن غنام وابن بشر وابن عيسى وغيرهم مثالاً). وظهر استثناء في منهج الكتابة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري، فقد برز مؤرخ جمع بين بعض الأقاليم المختلفة، وهو الشيخ عبد الله بن بسام المتوفى عام 1346هـ -1927م من خلال كتابة «تحفة المشتاق في تاريخ نجد والحجاز والعراق».
> في مرحلة التاريخ الحديث والمطور من خلال مستشاري الملك عبد العزيز، من هم أبرز المستشارين الذين قدموا للرياض وعملوا مع الملك عبد العزيز وساهموا في كتابة تاريخ البلاد؟
– هناك كثير من المستشارين، لكن أبرزهم 5 وهم: حافظ وهبة (مصري) تعرف على الملك عبد العزيز منذ عام 1334هـ-1916م ثم قدم للرياض عام 1342هـ-1923م وأصبح مستشاراً للملك. له مؤلفات عدة، وتولى وزارة المعارف، ومن أبرز مؤلفاته «جزيرة العرب في القرن العشرين» و«خمسون عاماً في جزيرة العرب»، ويوسف ياسين (سوري) التحق بالعمل مع الملك عبد العزيز في عام 1343هـ -1924م، وعمل في وزارة الخارجية ومندوباً عن المملكة وممثلاً عنها، بالإضافة إلى أنه رئيس الشعبة السياسية ورئيس تحرير صحيفة «أم القرى». وبرز من المستشارين الذين كتبوا في تاريخ السعودية رشدي ملحس (فلسطيني) قدم إلى المملكة وأصبح معاوناً لصديقه يوسف ياسين في رئاسة تحرير صحيفة «أم القرى» منذ عام 1364هـ ونشر فيها بعض البحوث التاريخية، ثم أصبح رئيساً للشعبة السياسية في الديوان الملكي سنة 1366هـ -1947م، جمع بين الأدب والجغرافيا والتاريخ، واعتنى بتاريخ الجزيرة العربية المخطوط والمطبوع، وعُدّ من أبرز رواد البحوث التاريخية من المستشارين في عهد الملك عبد العزيز، ودوّن عن مؤرخي نجد والحجاز وبعض الشخصيات، وشرع في تحقيق الكتب المخطوطة، وأهمها تحقيق كتاب الأزرقي المسمى «أخبار مكة» كما اطلع على نسخ مخطوطة عن تاريخ نجد كـ«عنوان المجد في تاريخ نجد» لابن بشر، و«مثير الوجد» لابن جريس و«تاريخ أنساب القبائل» لابن لعبون، و«جزيرة العرب» للأصمعي، و«رسالة في الأنساب» لابن ضويان.
أما كتبه المنشورة فهناك «بحث المعادن» الذي طبع عام 1349هـ-1930م و«مسافات الطرق في السعودية» ضمن مطبعة الحكومة بمكة عام 1361هـ، وكتاب «تقويم الأوقات لعرض السعودية» صدر عام 1362هـ-1942م، وكذلك «تقويم أم القرى» عام 1353هـ، ومن كتبه المخطوطة: «معجم البلدان العربية – قسم الحجاز ونجد»، وقد بدأ فكرته في هذا المعجم عام 1349هـ-1930م قبل إطلاق اسم السعودية على البلاد.
أما رابع المستشارين ممن ساهموا في كتابة تاريخ السعودية فهو فؤاد حمزة (لبناني) الذي عينه الملك عبد العزيز معاوناً لمدير الشؤون الخارجية في عام 1345هـ-1927م، ومن أبرز كتبه: «قلب جزيرة العرب» المطبوع عام 1352هـ-1933 و«البلاد العربية السعودية» وطبعه عام 1355هـ -1936م. ومن كتب الأقاليم كتابه بعنوان «في بلاد عسير» المطبوع 1370هـ-1951م، وكتب عدداً من البحوث غير المطبوعة عن جزيرة العرب وسوق عكاظ وأمراء مكة المكرمة. وقد سعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للحصول على مذكراته، وكان لمتابعته أثر بارز في الحصول عليها، ونشرت عن طريق «دارة الملك عبد العزيز» فيما بعد بعنوان «فؤاد حمزة… مذكرات ووثائق». ويعد كتاباه «قلب جزيرة العرب» و«البلاد العربية السعودية» من أهم الكتب الحديثة التي سار فيها على المنهج الحديث لكتابة تاريخ السعودية، ومثّل نقله نوعية في ذلك.
أخيراً، سجل خير الدين الزركلي (سوري)، اسمه خامس مستشار ملكي ألّف في تاريخ السعودية، ومن أهم مؤلفاته «ما رأيت وما سمعت»، وهو عبارة عن مشاهداته للحجاز والطائف. تعرف على الملك عبد العزيز مستشاراً عام 1930م. وفي عام 1963م أنجز كتابه المهم «شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز». ويعد كتابه «الأعلام» من أهم مؤلفاته، جمع فيه نحو 15 ألف ترجمة.
كان لهؤلاء الخمسة أثر مهم في المنهج المحدث لرواية تاريخ السعودية.
> هل كانت تلك المساهمات في كتابة تاريخ البلاد بتشجيع ودفع من الملك عبد العزيز؟
– كان لتوجيه الملك عبد العزيز دور مهم في سلوك المستشارين للكتابة التاريخية بخلاف العمل الإداري والمضي فيها، بل ترك الحرية لهم للكتابة. كانت لدى الملك قناعة بأن عملية توحيد البلاد وتطويرها تحتاج إلى من يسجل وقائعها وتطوراتها، إضافة إلى شعوره بضرورة تحديث المصادر التاريخية المدونة عن البلاد، إذ لم يعد منهج الكتابات السابقة التقليدية مناسباً لعملية التحديث التي يقوم بها لبناء الدولة. كان الملك المؤسس مقتنعاً بأن الكتابات التقليدية قدمت صورة غير مكتملة لتاريخ البلاد، ما أوجب التجديد والتحديث. كما لمس الملك أن بعض الكتابات الحديثة نجح في إصلاح الخلل الذي كان بعضه قائماً والمتمثل في استخدام ألفاظ وكلمات غير مستحسنة يغلب عليها طابع العنف اللفظي، بل مندفعة، سواء تجاه المجتمع أو الغلو في بعض الشخصيات، مثل ابن غنام في «روضة الأفكار» وفي بعض مؤلفات سليمان بن سحمان. كما كان من أهداف هذا الدافع عند الملك عبد العزيز حرصه على عملية تهذيب تاريخ البلاد ونقله من الفردية والقبلية والطائفية والمناطقية إلى مرحلة شاملة تربط الفرد بهوية الوطن والمجتمع وبالتدين الوسطي.
> هذا التوجه والشعور من الملك عبد العزيز بخصوص ضرورة تحديث المصادر التاريخية المدونة عن تاريخ السعودية، هل حقق أهدافه؟
– تم التعامل بالمنهج العلمي لتدوين تاريخ المملكة، فلم تصبح الكتابة تسير على المنهج الحولي والبلدان ووقائعها. وأصبح التحول للتاريخ الموضوعي العلمي للدولة، وهذا أدى إلى إعادة كتابة تاريخ السعودية بشكل حديث، خاصة بعد استرداد الحجاز ودخوله في كنف الدولة السعودية الحديثة. وقد استعان المستشارون بالوسائل الحديثة في تأليف الكتب من حيث تقسيم الكتب والفهارس العامة والاستعانة بالصور الفوتوغرافية للمواضع والشخصيات، وسلك المؤلفون منهجاً وعملاً يعتمد على إبراز المادة التاريخية وتوضيحها بأسلوب أدبي رصين وسهل. ومن ذلك اجتهادهم في وضع تقسيم تاريخي لمراحل الدولة السعودية؛ الأولى والثانية والثالثة، وسار على هذه التقسيمات الباحثون حتى اليوم، وهذا الأمر يحتاج إلى قراءة علمية تبين بعض الأوجه المختلفة.
وهنا يجب التأكيد على أن الملك عبد العزيز سهّل لهؤلاء المستشارين الاطلاع على الأوراق والوثائق والكتب والمخطوطات المحفوظة في الديوان الملكي مع الاستعانة بالاطلاع على ما لديهم للإفادة منه، كطلبه من الشيخ عبد الله البسام تزويد اللبناني أمين الريحاني بما يحتاجه من معلومات تاريخية عن المملكة. ونبّه الشيخ فؤاد حمزة عندما شرع في كتابة مؤلفه «قلب جزيرة العرب» ونشره إلى تشجيع الملك عبد العزيز له فقال: «وأحب أن أسجل هنا ثنائي العاطر على جميع الأصدقاء والإخوان الذين تفضلوا بإدلاء ملاحظاتهم القيمة وإرشاداتهم الثمينة في مواضع كثيرة من الكتاب وأخص بالشكر حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز الذي شجعني على المضي فيه».
> هل اقتصر التأليف عن تاريخ السعودية على المستشارين الخمسة الذين ذكرتهم؟
– لم يقتصر ذلك على هؤلاء المستشارين فقط للملك، بل شارك فيه عدد من الزائرين. لكن كان بقاؤهم مرتبطاً بفترة قصيرة، ومن أبرزهم هشام الرفاعي، ودوّن في كتابه المعنون بـ«من ذكرياتي» شيئاً عن الملك عبد العزيز وبعض ذكرياته معه في تلك الفترة. وقد طبع كتابه في بغداد عام 1358هـ -1939م، وفكر بإنشاء جريدة في الرياض بعد لقائه بالملك عبد العزيز، وكانت علاقته بالملك وطيدة، فقد كان والده يصحبه إلى مجلس الإمام عبد الرحمن عندما كان في الكويت، بالإضافة إلى دراسته في الكتّاب الذي درس فيه الملك عبد العزيز عندما كان في الكويت. وهو من عرض على أمين الريحاني مقابلة الملك عبد العزيز والترحيب به حال قدومه. وممن كتب عن الملك عبد العزيز، الريحاني الذي تعرف على الملك عبد العزيز أثناء مؤتمر العقير عام 1341هـ، وكان يدون ما حدثه به الملك عبد العزيز عن أهم مجريات حياته. ولم يكتب الريحاني كتابه بقصد كتابة تاريخ البلاد السعودية أو منطقة نجد، وإنما كان عن بعض أخبار الملك عبد العزيز.
وبرز اسم عبد الله فيلبي الذي عرف الملك والتحق به فيما بعد فكانت كتاباته تعبر عن أحداث ووقائع ومشاهدات عاصرها في عهد الملك عبد العزيز. وجاء زائرون قابلوا الملك عبد العزيز في كثير من الأوقات وكانت غاياتهم عقد الصداقة وتنمية العلاقات مع بلدانهم، فكانت كتابتهم تتركز حول شخصية الملك عبد العزيز والملامح العامة. إلا أنها لم تتطرق في الغالب إلى تاريخ بلادنا وتسجيله ونقل أحداثه السياسية والاجتماعية بصورة مفصلة، كما أن فئة منهم دوّنوا تقارير دبلوماسية عن مقابلاتهم للملك عبد العزيز، وقد تشمل هذه التقارير بعض الأخبار المختصرة عن تاريخ السعودية.
> كمؤرخ وباحث، كيف تقرأ واقع كتابة التاريخ في عهد القيادة السعودية الحالية؟
– عناية الملك سلمان منذ أكثر من نصف قرن بتاريخ الوطن أمر معلوم لدى الباحثين والمؤرخين؛ حيث يُعدّ الملك المؤرخ الأول والمتابع الدقيق لكل ما ينشر عن تاريخ السعودية، فقلّ أن تجد باحثاً أو أستاذاً أو زائراً ألفّ أو أراد أن يؤلف في التاريخ السعودي، إلا ويحرص على مقابلة الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض لمناقشته والاستفادة من إضافته وملاحظاته. وسُجل عن الملك سلمان أنه ساهم بتوثيق وتحقيق تاريخ بلاده، وحرّر إشكاليات في بعض الأحداث والوقائع وما ينشر عن تاريخ السعودية. وأذكر أنه في اجتماع علمي تاريخي عندما كان الملك سلمان أميراً للرياض، لمح أن في مكتبته 43 كتاباً ومؤلفاً عن تاريخ السعودية أنجز خلال شهر واحد قراءتها والتعليق عليها والتصحيح ومهاتفة مؤلفيها. وفي رحلة شقيقه الأمير سلطان بن عبد العزيز العلاجية، حمل معه كثيراً من المؤلفات التاريخية الجديدة وأكمل قراءتها والتواصل مع مؤلفيها هاتفياً. وسار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على منهج والده في العناية الدقيقة بتاريخ بلاده بأطوارها الثلاثة، ولديه دقة واهتمام بنقل صورة المملكة منذ التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود إلى اليوم، وفق أطر علمية وتجديدية تعتمد على التحليل والتوثيق والمتابعة وإبراز ما مرّ بالوطن من أحداث ووقائع وتغيرات مقرونة بالمنهج النقدي التاريخي الحديث. ولعل من أبرز الأعمال غير المسبوقة تذكير المجتمع بيوم التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود؛ حيث أقرت القيادة السعودية يوماً للتأسيس لتذكير الأجيال بجهود الإمام المؤسس وأبنائه وأحفاده والمواطنين ورجاله المخلصين في عملية تأسيس البلاد ووضع قواعدها الأساسية لتحقيق الأمن والوحدة حتى أصبحت الدولة السعودية مضرباً للمثل في ذلك، وتمكنت خلال 300 عام من الصمود والحفاظ على الوحدة والسير في طريق التطوير والتحديث خلال مراحلها الثلاث.
السعودية
السعودية
[ad_2]
Source link