ربما تكون جنازة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية أكبر تحد أمني لشرطة لندن في تاريخها، إذ يشارك ما يزيد على ستة آلاف جندي في تأمين المسيرة التي تضم شخصيات مهمة من مختلف أنحاء العالم.

ولذا استنفرت أجهزة الأمن البريطانية كل إمكاناتها ومواردها لتأمين البلاد خلال مراسم العزاء. وأقرت شرطة العاصمة بأن «الجنازة الملكية تمثل بالنسبة لها أكبر عملية أمنية على الإطلاق، مؤكدة أن لندن أمام الاختبار الأمني الصعب، بل الأصعب في تاريخ المملكة منذ الحرب العالمية الثانية».

وينتشر مئات آلاف الأشخاص على جانبي الطريق في لندن وصولا إلى ويندسور الواقعة على بعد 35 كيلومترا غرب العاصمة لوداع أخير للملكة التي كانت تتمتع بشعبية عالية بين ملايين البريطانيين الذين لم يعرفوا في حياتهم ملكا غيرها.

وتخشى أجهزة الأمن في بريطانيا من محاولات استغلال الحدث الأضخم لتنفيذ هجمات إرهابية، ما جعلها تطلق أكبر عملية لضبط الأمن والحماية في تاريخ لندن منذ الحرب العالمية الثانية، سدا لأي فجوة يمكن أن يتسلل منها الإرهابيون لتنفيذ هجماتهم. وحدد جهاز الأمن البريطاني الداخلي مستوى التهديد الوطني الحالي الذي يعد مؤشراً إلى مدى إمكان وقوع هجوم إرهابي عند درجة «حقيقي».

وفي هذا السياق، قال الضابط السابق في المخابرات العسكرية البريطانية فيليب إنغرام: إن تأمين هذه الجنازة هو أكبر عملية أمنية تقوم بها الشرطة على الإطلاق، إذ سيحضر المئات من قادة العالم وكبار الشخصيات إلى لندن. واعتبر أن هذه الجنازة تختلف عن جنازة الأميرة ديانا حيث التحديات تتغير من وقت لآخر، كما أنها ستكون الأكبر بحضور عدد أكثر من قادة العالم. وأفاد بأن سلطة العاصمة ستكون قائدة لهذه التعبئة وسيكون لها دعما من قوات الشرطة من كل المملكة المتحدة ومن الجيش البريطاني ووكالات أخرى موجودة في بريطانيا وحتى من المجتمع الدولي لتحييد أي تهديد إرهابي.

ولم يستبعد إنغرام احتمالية تنفيذ هجمات إرهابية، لافتا إلى أن مستوى التهديد في بريطانيا متوسط، وقال: علينا أن نخفف آثار أي هجوم إرهابي وأن نعمل على أن لا يحصل أي شيء من هذا القبيل في فعالية كمراسم جنازة، وأكد أن القوات الأمنية معبأة ومجهزة بالتنسيق مع وحدات أمنية دولية للتصدي لأي جماعة قد تقدم على عمليات إرهابية.