[ad_1]
«بصلة المحب خروف»… معرض قاهري ينثر روح الفكاهة
رؤية تشكيلية معاصرة للأمثال الشعبية العربية
الجمعة – 20 صفر 1444 هـ – 16 سبتمبر 2022 مـ
لوحة «بنت السلطان» للفنان محمود خطاب
القاهرة: نادية عبد الحليم
يقدم معرض «بصلة المحب خروف»، المقام بـ«غاليري تام» بقرية أبو رواش (محافظة الجيزة) بمصر، وجبة دسمة من الأمثال الشعبية والعبارات القصيرة المأثورة في الفلكلور العربي، لكن بلغة بصرية حديثة تجمع بين الطرافة والثقافة المجتمعية، عبر 125 عملاً فنياً ما بين رسم ونحت وديكوباج وتصوير، بمشاركة 23 تشكيلياً من مدارس واتجاهات مختلفة.
وتعبر الأعمال عن ثقافة الإنسان الشعبي العربي ونظرته إلى الحياة انطلاقاً من أن الأمثال بمثابة رحلة تغوص في عوالم العامة من الناس على اختلاف سلوكياتهم وعاداتهم، وفق لينة موافي مديرة الغاليري، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»، «تنطلق فكرة المعرض من أن الأمثال ليست مجرد عبارات متوارثة عن الأجداد أو طرائف متداولة، لكنها على بساطتها تشكل صورة حية وصادقة للجماعة، وتغذي فكر المجتمع من خلال نقل الخبرات والتجارب التي مر بها أفراده ما يساعد على توطيد العلاقة بين ماضيه وحاضره».
وتردف: «وبالإضافة إلى ما تحمله الأعمال الفنية من قيمة إبداعية تساهم في حفظ تراثنا عبر جماليات السرد المرئي، فإنها أيضاً تربط الأجيال الجديدة بأحد ألوان الأدب الشعبي الشفاهي، وهو الأمثال، التي تلخص ثقافتنا وجذورنا بلغة بسيطة وسهلة الفهم، تتيح فهم الجميع لها وأخذ العبرة منها، وتشجع على التفكير الإيجابي، لا سيما عند تنقيحها واستبعاد الأمثال السلبية».
وتوضح: «يدور المعرض الجماعي حول الأمثال الشعبية العربية بشكل عام، وليست المصرية وحدها، لأن المنبع واحد، فقد تأثرت بالقصص والحكاوي التراثية القديمة، كما تأثرت بحياتهم اليومية، وشاعت الآلاف منها على ألسنة المصريين والعرب على مر العصور، وكانت تعكس عاداتهم وتقاليدهم وأيضاً طرق تفكيرهم».
يُعد عنوان المعرض الممتد حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) في حد ذاته تسليطاً للضوء على القيمة الإنسانية للأمثال الشعبية، ذلك أن «بصلة المحب خروف» مثل شهير يُقال لرفع شأن المحبة في العلاقات الاجتماعية، فالبصلة ذلك المكون زهيد الثمن والأساسي في الطعام، عند تقديمها بحب واهتمام فهي في عيني متلقيها كما لو كانت «خروفاً» في وليمة. كما أن المحب يرى كل ما يقدمه محبوبه رائعاً حتى لو كان بصلة، وفق موافي، لذلك «اختير هذا المثل عنواناً للمعرض، في دعوة للحب والمودة بين الناس».
تشارك الفنانة شيرين البارودي بأربع لوحات وسائط متعددة على ورق، تعكس مواجهة الأمثال لبعض الآفات الاجتماعية، منها «الطمع ضر ما نفع» و«بيسرق الكحل من العين»، تقول لـ«الشرق الأوسط»، «تتضمن ثقافتنا العربية الكثير من الأمثال الشعبية التي كونت موسوعة كبيرة على مدى السنوات، وهي تمثل منبعاً للاستلهام منها بالنسبة للفنان من جهة، ومن جهة أخرى تشكل دليلا ًيسترشده الإنسان البسيط في حياته، بناءً على تجارب واسعة ومتراكمة للسابقين».
من جهته، أثنى الفنان جوزيف الدويري على فكرة المعرض، وعدّها حلقة من سلسلة الموضوعات المتميزة، بما «تحمله من روح جديدة وطاقة إبداعية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، «نحن أمام حدث فني يرتبط بلون شعبي أدبي يعمل على توجيه السلوك الإنساني بأسلوب لطيف خفيف على النفس، يخلو من الطابع الخطابي الوعظي المباشر، ويبرز العيوب الاجتماعية والأخطاء الإنسانية بشكل يدفع المرء إلى النفور منها، وفي المقابل تبرز الأمثال كل ما هو حسن أخلاقي في السلوك».
وتابع: «اخترت في أعمالي بالمعرض (وعددها 6 لوحات إكريلك على كانفاس) تجسيد الأمثال المضحكة المبهجة التي تميز المصريين، وابتعدت عن تلك التي تحمل مضامين شائكة أو تثير الخلاف، ورغم ذلك فإنها تتمتع بالعمق وتنوع أبعادها».
يمتزج في أعمال الدويري الرسم بالكتابة التي تشكل أمثالاً شعبية اختار لها خطوطاً عفوية تلائم الطابع الشعبي، ومن خلالها يستعيد المشاهد عبارات لطالما سمعها، لكن هذه المرة يجد نفسه أمام مشاهد حية وكأنها جزء من فيلم سينمائي أو مسلسل كوميدي، يقول: «أحتفي بالموروثات لكن بشكل حديث لغاية، فحين عرضت عليّ الفكرة استعدت على الفور من الذاكرة فكرة الكوميديا الموجودة في الأفلام الأبيض والأسود، واستوحيت كدرات سينمائية ووضعتها في لوحتي تأثرت فيها بمشاهد تخص ماري منيب وفؤاد المهندس ومدبولي وغيرهم، وقدمت منها لوحات تبرز الأمثال في مواقف ضاحكة».
وتابع: «على سبيل المثال عبرت عن مثل (ماتخافش من الهبلة خاف من خلفتها) عبر رجل مكفهر من تعب العمل يدخل بيته فيفاجأ بحالة فوضى عارمة سببها الأطفال في إشارة لتقصير الأم، ومثل (اطبخي يا جارية كلف يا سيدي) عبر سيدة تقدم طبقاً به زيتونة لرجل كان ينتظر الكثير من الطعام في رمز لالتماس الأعذار، وعدم إلقاء المسؤولية كاملة على الزوجة، و(ياما جاب الغراب لأمه) عبر حماة ترفض عروس ابنها، وهكذا حولت الأمثال إلى مواقف تسيطر عليها روح الدعابة، وتدخل قلب المشاهد وعقله وتوصل له رسائل يتلقاها بصدر رحب».
مصر
أخبار مصر
منوعات
Arts
[ad_2]
Source link