[ad_1]
«حماس» تستأنف علاقتها بسوريا مستكملة «شبكة التحالفات الإيرانية»
بعد جهود بذلتها طهران و«حزب الله» وزيارة هنية إلى روسيا
الجمعة – 20 صفر 1444 هـ – 16 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [
15998]
صورة نشرها موقع «حماس» للقائه وفد الخارجية الروسية في موسكو بحضور نائب الوزير بوغدانوف
رام الله: «الشرق الأوسط»
فيما بدت لغة اعتذارية؛ أعربت حركة «حماس» عن «تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعباً؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة»، معلنة بذلك أنها قررت، رسمياً، استئناف العلاقات مع دمشق بعد نحو 11 عاماً من القطيعة والتوتر. لتستعيد إيران، بذلك، حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها بالشرق الأوسط.
وأصدرت الحركة بياناً، الخميس، أكدت فيه «مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية»؛ «لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا».
البيان جاء بعد زيارة قام بها رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى موسكو، تضمنت لقاءات ونقاشات مع المسؤولين الروس حول معظم القضايا المشتركة؛ بما في ذلك مسألة المحاور، وهي زيارة قال عنها مصدر مقرب من «حماس»، إنها سيكون لها «أثر كبير في العلاقة مع روسيا، وفي العودة إلى سوريا ومد جسور مع حلفائها الآخرين في المنطقة».
وكانت عودة العلاقات بين «حماس» وسوريا جزءاً من نقاشات قادها لسنوات مع «حماس» كل من إيران و«حزب الله» اللبناني.
ونشرت «الشرق الأوسط» في يونيو (حزيران) الماضي عن مصدر مطلع قوله إن قرار استئناف العلاقة مع سوريا ليس جديداً، واتخذ في وقت سابق قبل أكثر من 10 أشهر، في ضوء تغييرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة «حماس»؛ في إشارة إلى صعود وسيطرة الجناح المتشدد القريب من سوريا وإيران في الدورتين الأخيرتين، الذي يؤمن بأهمية العلاقة مع إيران، وفي ظل التخلص من الحرج الذي كانت تشعر به الحركة، بسبب اعتبارها جزءاً من «الإخوان المسلمين» الذين هم في صراع مع سوريا، وبسبب تغييرات في المعادلة في سوريا وبالنسبة إلى «حماس» في الإقليم.
وأخذت المحاولات التي بدأها «حزب الله» أولاً، ثم إيران، سنوات طويلة للوصول إلى مرحلة استئناف العلاقات، مع وجود تحفظات سورية آنذاك وتعقيدات لدى «حماس». وكانت علاقة دمشق بـ«حماس» قد انقطعت بأسوأ طريقة، بعدما عارضت الحركة حملة الرئيس السوري بشار الأسد على انتفاضة ضد حكمه.
وكانت «حماس» جزءاً من محور إيران قبل انطلاق النزاع في سوريا عام 2011، لكنها أيدت التحرك في وجه الرئيس السوري بشار الأسد، مما خلف غضباً كبيراً لدى الأسد وإيران و«حزب الله»، الذين عدوا موقف «حماس» «انقلاباً من الحركة على البلد الذي قدم لها موطئ قدم، ودعمها لسنوات طويلة»، قبل أن تغادر الحركة دمشق إلى قطر وتقطع إيران عنها الدعم المالي.
واستطاعت طهران والحركة مد جسور للعلاقة من جديد بعد نحو 4 أعوام، عبر تدخلات من «حزب الله» في لبنان، ثم تطورت هذه العلاقة في عام 2019 إلى كاملة، قبل أن يلمح رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، آنذاك، إلى أن الطريق أصبحت مفتوحة مع سوريا، بتمنيات أطلقها بعودة سوريا القوية واستعادة عافيتها. ومن المعتقد أن يتوج كل هذا الجهد بزيارة هنية إلى سوريا.
وكان طاهر النونو؛ المستشار الإعلامي لهنية، قد أعلن مؤخراً، أن زيارة هنية إلى روسيا مقدمة لزيارة دولة أخرى، لم يسمها. وتعني عودة التحالف بين دمشق و«حماس»؛ من بين أشياء أخرى، استعادة إيران حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها في الشرق الأوسط.
وحمل بيان «حماس»، الخميس، تلميحات حول أهمية العودة للمحور الإيراني السوري، وهو محور على خلاف مع السلطة الفلسطينية إلى حد كبير وتتهمه السلطة بتعزيز الانقسام بطريقة أو بأخرى.
وتعارض إيران وكذلك سوريا اتفاق السلام الفلسطيني – الإسرائيلي، وترفض المفاوضات ونهج السلطة في هذا الشأن، وهو موقف منسجم مع موقف «حماس» كذلك. وقالت الحركة في بيان لها إنها تتابع ما يجري في المنطقة «من تطورات خطيرة تستهدف القوى الفاعِلة والمؤثرة، الرافضة والمقاوِمة للمشروع الإسرائيلي».
ورفضت «حماس» كل المحاولات «لإبعاد سوريا عن دورها التاريخي الفاعل، لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية». وقالت إن «سوريا احتضنت شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، وهو ما يستوجب الوقوف معها، في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم». وشددت الحركة على «أننا ننحاز إلى أمتنا في مواجهة المخططات الإسرائيلية الخبيثة، الهادفة إلى تجزئتها وتقسيمها ونهب خيراتها». وأدانت «حماس» كذلك بشدة؛ العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا، مؤكدة وقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العدوان.
فلسطين
حماس
النظام السوري
[ad_2]
Source link