تمهيداً على ما يبدو لشن «هجوم كبير» على حركة الشباب الصومالية المتطرفة، دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مواطنيه إلى «تجنب» مناطق الحركة والابتعاد عن مواقع تمركز مقاتليها جنوب ووسط البلاد كونها هدفاً للقوات الحكومية.

وقال محمود، مخاطباً الشعب الصومالي، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، عقب اجتماع مجلس التشاور الوطني بحضور رئيس الحكومة حمزة عبدي بري، ورؤساء الولايات الفيدرالية: «ابتعدوا عنهم، مقاتلو الشباب وكل عنصر فيها، أهداف سيتم قصفها وهاجمتها ومداهمتها».

واعتبر أن «الحرب ضد حركة الشباب تجري كما خُطط لها، ونشيد بالثورة الشعبية ضد الإرهابيين في بعض الولايات للدفاع عن كرامتهم… والحكومة لن تدخر جهداً في حربها ضد الإرهابيين»، لافتاً إلى أن جهود الإغاثة والحد من الأزمة الإنسانية في البلاد لن تنجح لحين تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين كونها أكثر المناطق تأثراً بأزمة الجفاف».

وحذر المواطنين من الاقتراب من مناطق تمركز حركة الشباب؛ لأنها هدف للقوات الحكومية والغارات الجوية، وأكد أن الحكومة ستستخدم كل وسائل الحرب المتاحة لدحر الإرهابيين في القرى والبلدات التي ينشط فيها مقاتلو الشباب في جميع الأقاليم الصومالية. وتشهد ولايات هيرشبيلي وجنوب غربي الصومال عمليات عسكرية تنفذها القوات الحكومية بالتعاون مع ميليشيات عشائرية مسلحة ضد حركة الشباب.

وقال بيان للرئاسة الصومالية إن الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الوطني دعا الشعب الصومالي إلى الوحدة الكاملة، كما دعا المجلس أصدقاء الصومال إلى مضاعفة دعمهم للإغاثة من الجفاف.

وأشاد المجلس بالعمليات العسكرية ضد الإرهابيين في بعض مناطق البلاد لا سيما دور سكان ولايات هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب الغرب، وحث سكان المناطق الأخرى وجميع شرائح المجتمع على الوقوف بجدية في الحرب ضد الإرهاب الذي يقوده الجيش الصومالي وجميع القوات المسلحة الأخرى.

في المقابل، بثت حركة الشباب عبر مؤسسة الكتائب، جناحها الإعلامي لقطات مصورة لاعترافات 3 صوماليين، قالت إنها اعتقلتهم بتهمة العمل لصلح الحكومة الصومالية ووكالة الاستخبارات الأميركية.

إلى ذلك، قتل 5 أشخاص على الأقل في تفجير انتحاري في مقهى مزدحم في قرية «ميلكسو» في منطقة «سناج»، وهي منطقة متنازع عليها تطالب بها كل من الصومال وأرض الصومال. ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن التفجير رغم أن السكان المحليين ألقوا باللائمة على حركة الشباب ذات التاريخ العملياتي الطويل في العمل في محيط المنطقة.

وتدعي «أرض الصومال» السيطرة على منطقة «سناج» بأكملها، بما في ذلك منطقة «لاس خوري»، رغم أن الجزء الشرقي من المنطقة يخضع فعلياً لسيطرة «بونتلاند». تنازعت الدولتان ودخلتا في اشتباكات حول السيطرة الكاملة على كل من «سناج» ومنطقة «سول»، جنوب منطقة «سناج» مباشرة، مرات عديدة منذ عام 2007.