[ad_1]
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال دوجاريك إن السيد عمران رضا، الذي يبقى في الوقت الراهن المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، أعرب عن قلقه الشديد بشأن استمرار تفشي الكوليرا في سوريا.
وقال دوجاريك نقلا عن السيد رضا: “نحث جميع الأطراف المعنية على ضمان الوصول المستدام دون عوائق إلى المجتمعات المتضررة، وكذلك الدعم من البلدان المجاورة للإسراع بمنح الموافقات اللازمة لضمان تسليم الأدوية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة في الوقت المناسب.“
معظم الحالات في حلب
وفي تصريح لعمران رضا صدر يوم الاثنين، تبيّن أنه في 10 أيلول/سبتمبر أعلنت وزارة الصحة السورية عن تفشي الكوليرا في محافظة حلب بعد تسجيل 15 حالة مؤكدة مخبريا، من ضمنها حالة وفاة واحدة.
وخلال الفترة الواقعة بين 25 آب/أغسطس و10 أيلول/سبتمبر، أظهرت بيانات المراقبة أنه تم الإبلاغ عن 936 حالة إسهال مائي حاد في سوريا، بما يشمل ما لا يقل عن ثماني حالات وفاة. وتم الإبلاغ عن معظم الحالات: من حلب (72.2 في المائة، 676 حالة)، من دير الزور (21.5 في المائة، 201 حالة) من الرّقة (1.8 في المائة، 17 حالة)، الحسكة (4.1 في المائة، 38 حالة) وحماة (0.2 في المائة، حالتان) واللاذقية (0.2 في المائة، حالتان).
وبناء على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لريّ المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوّث الغذاء.
ولا تزال الكوليرا تشكل تهديدا عالميا للصحة العامة ومؤشرا على عدم المساواة. ويمثل تفشي المرض تهديدا خطيرا للناس في سوريا والمنطقة، ولذا ثمّة حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمنع المزيد من حالات المرض والوفاة.
يُعدّ تفشي الكوليرا أيضا مؤشرا على نقص المياه الحاد في كافة أنحاء سوريا. ولفترة من الوقت دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن هذه المسألة. إذ إنه مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات والظروف الشبيهة بالجفاف ومدى تضرر البنية التحتية للمياه، يعتمد الكثير من السكان المعرّضين بالفعل للخطر في سوريا على مصادر المياه غير الآمنة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة المنقولة بالمياه خاصة بين الأطفال.
ويجبر نقص المياه الأسر على اللجوء إلى آليات التكيّف السلبية مثل تغيير ممارسات النظافة أو زيادة ديون الأسرة لتحمّل تكاليف المياه.
استجابة منسقة قيد الإعداد
وأكد السيد رضا أنه يجري الإعداد لاستجابة منسقة عن كثب في مجال المياه والإصحاح والنهوض بالنظافة والصحة، بقيادة وزارة الصحة، وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وذلك بالعمل مع شبكة واسعة من الشركاء الميدانيين للاستجابة. ومنذ أواخر آب/أغسطس، يعمل الشركاء في مجال الصحة بنشاط على تعزيز القدرة على التأهب والاستجابة للتفشي المحتمل للأمراض في كافة المحافظات المتأثرة.
وقد تم تكثيف مراقبة الإنذار المبكر في المناطق التي تم الإبلاغ عن تفشي المرض فيها وفي مناطق أخرى شديدة الخطورة، بما في ذلك في المخيمات التي تستضيف الأشخاص النازحين داخليا.
إضافة إلى ذلك، تم تسليم أربعة آلاف اختبار تشخيصي سريع لدعم عمل فرق الاستجابة السريعة المنتشرة للتحقق في الحالات المشتبه بها. كما تم إيصال المحاليل الوريدية وأملاح معالجة التجفاف عن طريق الفم إلى المرافق الصحية حيث يتم استقبال المرضى المؤكدة حالتهم.
وقام الشركاء بتعبئة إمدادات كل من قطاع الصحة وقطاع المياه والإصحاح والنهوض بالنظافة في المحافظات المتأثرة. ويتم توسيع أنشطة المعالجة بالكلور لتعقيم المياه كما يتم زيادة معدلات التعقيم في المجتمعات الأكثر عرضة للمرض وذلك للحد من انتشاره. كما يتم نقل المياه النظيفة بالصهاريج إلى المواقع المتأثرة.
تشجيع ممارسة النظافة الجيدة
يتعاون الشركاء مع السلطات المحلية لبدء إجراءات دورية ومركزة لاختبار المياه ودعم جمع عيّنات المياه. ويتم توفير معلومات حول تحديد موقع أقرب محطة ضخ مياه الشرب للمجتمعات المتأثرة التي لا تتمكن من الوصول المستدام إلى مياه الشرب.
وقد تم تحفيز القادة الدينيين ورؤساء المجتمعات المحلية والمتطوعين المحليّين لتشجيع ممارسات النظافة الجيدة والمساعدة في إحالة الحالات المشتبه بها إلى المرافق الصحية. وتُعدّ الجلسات التوجيهية مع العاملين في مجال الرعاية الصحية والزيارات المنزلية والحوارات المجتمعية جزءا من جهود التوعية المجتمعية لتزويد العائلات بمعلومات دقيقة ولتحسين الإبلاغ عن الأعراض وطلب العلاج.
وتقوم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة بالتنسيق الوثيق مع السلطات الصحية لضمان الاستجابة الفعّالة في الوقت المناسب.
[ad_2]
Source link