[ad_1]
كيف غيّرت سيرينا وفينوس ويليامز تنس السيدات إلى الأبد؟
بالقوة واللياقة البدنية العالية والعقلية الهجومية نجحت الأختان في رفع المعايير داخل الملعب
الجمعة – 12 صفر 1444 هـ – 09 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [
15991]
سيرينا ويليامز بعد الفوز على شقيقتها فينوس في نهائي بطولة ويمبلدون عام 2009 (غيتي)
لندن: تومينى كارايول
بينما كانت سيرينا ويليامز تقف على بُعد انتصارين فقط من أحد أكبر الإنجازات في لعبة التنس، بدا الأمر فجأة وكأنه في طريقه للانهيار. فلمدة 10 أشهر بين عامي 2002 و2003، كانت ويليامز تقدم مستويات ثابتة وتهيمن على اللعبة تماماً بشكل لم يسبق له مثيل منذ عظماء اللعبة في القرن الماضي. وفي ليلة دافئة في شهر يناير (كانون الثاني) في ملبورن، كانت ويليامز على وشك الخسارة الساحقة؛ حيث كانت متأخرة أمام كيم كليسترز 1 – 5 في المجموعة الثالثة من نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لعام 2003.
لكن ويليامز كانت قد فازت بثلاث بطولات متتالية من البطولات الأربع الكبرى. وكان هذا هو الوقت الذي بدا فيه الأمر وكأنه لا يمكن هزيمتها في المناسبات الكبرى. وعادت سيرينا بكل قوة أمام كليسترز، ثم فازت في ست مباريات متتالية، وفازت على شقيقتها فينوس في رابع نهائي متتالٍ بينهما في البطولات الأربع الكبرى لتحقق اللقب الذي يمكن وصفه بأنه «سيرينا سلام»، بسبب هيمنة الشقيقتين على البطولات الكبرى آنذاك.
لقد كانت هذه لحظة كلاسيكية لسيرينا ويليامز تعكس رغبتها الهائلة في القتال والكفاح حتى آخر نفس في حياتها، وهي العقلية التي ميزت مسيرتها المهنية وقادتها إلى تحقيق النجاح. تقول ماري كاريلو، لاعبة التنس الأميركية السابقة التي تعمل الآن مذيعة، وهي تضحك: «ما لم تنتهِ المباراة وتذهب لمصافحتهما، فإنهما لا تعتقدان أنهما ستخسران. إنهما لا تصدقان أنهما ستخسران. وهذا، على ما أعتقد، هو ما شعرت به اللاعبات الأخريات. لقد كانتا تلعبان ولسان حالهما يقول: يمكنكن الفوز علينا في مجموعة أو التقدم لبعض الوقت، لكن هل تعتقدن حقاً أنه يمكنكن الفوز علينا؟».
ومن خلال التفوق البدني والذهني بشكل مستمر، نجحت سيرينا، إلى جانب شقيقتها، في تغيير شكل هذه الرياضة؛ حيث رفعتا المعايير إلى السماء وأجبرتا العالم على محاولة مواكبة ذلك. وخلال معظم السنوات الأولى من رحلة صعود الشقيقتين ويليامز، كانت الأخت الصغرى، سيرينا، متأخرة عن شقيقتها، إذ دخلت فينوس معترك اللعبة أولاً، وأثارت حالة من المتعة والإثارة عندما كانت على وشك الفوز على أرانتكسا سانشيز فيكاريو، وهي في الرابعة عشرة من عمرها. بعد ذلك بعام واحد، بدأت سيرينا مسيرتها بالخسارة 1 – 6 و1 – 6 في الجولة التأهيلية الأولى من بطولة كندا المفتوحة. وحذر والدها، ريتشارد ويليامز، من أن سيرينا ستكون أفضل بكثير خلال المرحلة المقبلة، لكن لم يستمع الكثيرون إلى ذلك على ما يبدو!
وبينما كانت فينوس تستمد قوتها دائماً من طولها الفارع (1.85 متر)، استغرقت سيرينا بعض الوقت لتصل إلى تكوينها البدني القوي، الذي لعب دوراً كبيراً بعد ذلك في تفوقها. وعلى خلاف الطريقة التي تلعب بها فينوس، تعلمت سيرينا كيفية سحب الخصوم من الملعب في زوايا معينة لشن هجوم عليهم بذكاء شديد وتحقيق الفوز في نهاية المطاف. وفي عام 1999، وعندما كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، بدأت سيرينا في تسخير قوتها، بالإضافة إلى ذكائها الشديد، للتفوق على المنافسين.
أنهت سيرينا ذلك العام بشكل رائع من خلال سلسلة من أروع الانتصارات على الإطلاق في بطولة أميركا المفتوحة عام 1999: الفوز على كليسترز، وبطلة ويمبلدون كونشيتا مارتينيز، والمصنفة الرابعة عالمياً مونيكا سيليش، والمصنفة الثانية عالمياً ليندساي دافنبورت، ثم المصنفة الأولى عالمياً مارتينا هينغز. وحسمت سيرينا 4 من المباريات الخمس في ثلاث مجموعات، لتصبح في نهاية ذلك الأسبوع بطلة لإحدى البطولات الأربع الكبرى. تقول لاعبة التنس الأميركية السابقة بام شرايفر: «لقد فازت على 5 من مشاهير العالم. انظروا إلى اللاعبات اللاتي فازت عليهن! لقد كان ذلك شيئاً لا يصدق!».
لكن سيرينا لم تهيمن على اللعبة على الفور، بل كانت فينوس هي التي بدأت في حصد الألقاب الكبرى أولاً؛ حيث فازت بأربعة من ستة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى في عامي 2000 و2001، ثم ارتقت سيرينا ببساطة فوق مستوى أختها الكبرى. وبحلول عام 2003، أصبحت سيرينا واحدة من أعظم اللاعبات عبر كل العصور من حيث التحرك الرائع داخل الملعب، وواحدة من أفضل اللاعبات تسديداً للكرات وأكثرهن قدرة على سحق المنافسين. لقد كان إرسالها (السيرف) سلساً ودقيقاً وقوياً. وبينما كانت سيرينا وفينوس تتألقان في مباريات الزوجي، طورت سيرينا طريقة لعبها بشكل كامل لتصل إلى مستويات أخرى. تقول كاريلو: «بدا الأمر وكأنهما كانتا تلعبان رياضة مختلفة عن لعبة التنس».
لقد كانت فترة أواخر التسعينات من القرن الماضي فترة انتقالية في السنوات الأخيرة من مسيرة شتيفي غراف، مع ظهور مجموعة من المواهب الشابة الرائعة التي تمتلك جاذبية كبيرة، وعلى رأسها في البداية هينغز، التي كانت لاعبة عبقرية داخل الملعب، لكن مكرها لم يكن كافياً لمواجهة الشقيقتين ويليامز. إن هيمنة الشقيقتين ويليامز على اللعبة، إلى جانب تألق دافنبورت وجنيفر كابرياتي، أغلق نافذة الفرص في وجه هينغز. وبحلول عام 2002؛ حيث لعبت فينوس وسيرينا في أربع مباريات نهائية متتالية في البطولات الأربع الكبرى، كانت مسيرة هينغز قد انتهت.
تقول كاريلو: «عندما ترتفع المعايير إلى هذا الحد، وبهذا القدر الكبير من السرعة، يكون من الصعب التكيف مع ذلك. أنت تلعب طوال حياتك بطريقة واحدة وفجأة وجدت لاعبتين تقولان لك (حسناً، أنت جيد حقاً، ونحن نعلم أنك كنت تفعل هذا طوال حياتك، لكن يتعين عليك مواجهة هذا الآن!) ماذا من المفترض أن تفعل؟ هل تغير طريقة لعبك؟» تُعد كارولينا بليسكوفا، البالغة من العمر 30 عاماً، واحدة من عدد قليل من كبار اللاعبات الحاليات اللاتي رأين الشقيقتين ويليامز خلال الأيام الأولى من مسيرتيهما. لقد رأت هي وشقيقتها التوأم كريستينا في الشقيقتين ويليامز أسلوب اللعب الهجومي الذي كانتا ترغبان في تنفيذه. تقول كارولينا: «كان التنس قبلهما لعبة مختلفة تماماً».
وعندما سقطت بعض اللاعبات خلال الموجة الأولى من هيمنة الشقيقتين ويليامز، تكيفت بعض اللاعبات الأخريات مع الوضع الجديد. كانت كليسترز بالفعل لاعبة قوية للغاية عندما ظهرت جاستين هينين في عام 2003 ببنيانها الجسدي القوي. وفي ظل الظروف المناسبة، كانت هينين تجد سعادة كبيرة في إضعاف قوة سيرينا من خلال طرق لعبها المتنوعة ومواجهتها بأسلحتها الخاصة. لكن بينما استمرت الشقيقتان ويليامز لأكثر من 25 عاماً، فإن التحدي المتمثل في تحديهما قد أصاب هينين بالإرهاق. وبحلول عام 2008، أعلنت كل من كليسترز وهينين اعتزالهما للمرة الأولى.
وعلى الرغم من أهميتها في تاريخ تنس السيدات، فإن تلك الذروة الأولى لسيرينا لم تدم طويلاً في سياق مسيرتها التي استمرت 27 عاماً. فبحلول نهاية عام 2003، خضعت لعملية جراحية في الركبة ثم اهتز عالمها تماماً وانقلب رأساً على عقب بمقتل أختها يتوند. واتسمت سنواتها التالية بعدم النشاط والاكتئاب وتراجع تصنيفها العالمي، وهو التراجع الذي مهّد الطريق لواحدة من المرات العديدة لعودتها الأسطورية عندما فازت ببطولة أستراليا المفتوحة لعام 2007.
ومع استمرار مسيرتها الرياضية الطويلة، أصبح إرسال سيرينا الرائع جزءاً أساسياً من طريقة لعبها. تقول كاريلو: «من الناحية الفنية، كانت لاعبة متكاملة. لقد كانت تلعب بنفس الطريقة وتسدد إرسالها القوي المعروف، لكن لم يكن باستطاعة المنافسات مواجهته. إرسالها الرائع هو الإرسال المفضل لدي في كل الأوقات». كانت شرايفر واحدة من أفضل مسددات الإرسال في وقتها، لكنها تعتقد أن إرسال سيرينا كان بمثابة تحول في اللعبة بأكملها. تقول شرايفر: «أعتقد أنها جعلت المزيد من اللاعبات في لعبة السيدات يدركن أن الإرسال يجب أن يكون سلاحاً. أشعر بأن الإرسال في تنس السيدات خلال السنوات العشر الماضية قد أصبح يحظى بتقدير أكبر، وأصبحت اللاعبات يتدربن عليه بشكل أكبر».
رياضة
[ad_2]
Source link