[ad_1]
الدين ينهض على عمودين لا ثالث لهما. الأول الكتاب الكريم والثاني ما يصح من الحديث. ليس من العقل أن نكون رهينة لما شرعه العصر العباسي لنفسه. علوم عصرنا اليوم وحياتنا ليس فيه شيء عن الجن والعفاريت والسحرة والخلاء وغير ذلك من ثقافة العصور الغابرة. عالم الدين اليوم يجب أن يكون عالما بزماننا ومشاركا فيه علما وحياة.
سئل شيخ قدير السؤال التالي: في الآية الكريمة (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) هل الشمس تدور حول الأرض؟ فأجاب الشيخ بكل ثقة:
بلا شك هذا ما دل عليه القرآن والشمس تجري هم يقولون الشمس واقفة والأرض هي الواقفة وهذا عكس ما جاء في القرآن وإبراهيم قال للنمرود إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر كوننا نترك ما جاء عليه القرآن ونأخذ بالنظريات الحديثة هذا لا يكون من المسلم يجب على المسلم أن يتبع القرآن… إلخ).
جهل الشيخ التام بعلوم الفضاء والفلك وجهله بعصره قاده إلى فتوى تدل على تناقض القرآن الكريم مع العلم. فالشيخ لم يقرأ سوى كتب أسلافه الذين يجهلون هذا العلم لعدم تطوره في زمانهم، الأمر الذي دعاه إلى تسفيه من يقول بدوران الأرض حول الشمس. الشمس لا تجري حول الأرض بل حول ما هو أبعد وأعظم مجرة التبانة. إذاً القرآن الكريم متفق مع العلم والشيخ هو المتناقض.
العلم الديني يجب أن يكون متصلا بعلوم اليوم لا مناقضا لها. لكن علومنا اليوم متعددة ومتشعبة. أصبح العلم الواحد عشرات العلوم، فالطبيب المتخصص في العظام لا يعرف كثيرا عن القلب أو العيون أو الأسنان وهذا ما جرى لبقية العلوم.
حان الوقت أن نقرأ كتاب الله وحديث رسوله دون التوقف في العصر العباسي أو غيره. عالم الدين اليوم يتوجب أن يكون متخصصا في واحد من علومنا المعاصرة. هذا لن يتحقق إلا إذا كانت العلوم الدينية تدرس بعد البكالوريوس وليس قبله. بعد أن يتخرج الطالب في الاقتصاد أو الطب أو علم الاجتماع له أن يتخصص بعد ذلك في العلم الديني أو الشريعة ماجستير ودكتوراه إن شاء. من تخصص في الاقتصاد مع الشريعة لا يحق له الفتوى إلا في المسائل الاقتصادية فقط، ومن تخصص في علم الفلك لا يحق له أن يفتي في غير الفلك وهكذا يتم تفكيك رجل الدين إلى علماء، وننتهي من رجل واحد تمتد معرفته من الاستجمار إلى المجرة.
[ad_2]
Source link