| الشرق الأوسط

| الشرق الأوسط

[ad_1]

«هيدراوس»… مسرحية استعراضية تدعو إلى تجاوز الفقد

العمل النمساوي يعيد أسطورة «الأفعى متعددة الرؤوس»


الاثنين – 8 صفر 1444 هـ – 05 سبتمبر 2022 مـ


بطلات «هيدراوس» يقدمن تشكيلات بصرية وحركية «مدهشة» (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح)

القاهرة: رشا أحمد

تحبس أنفاسك بينما رأسك يضج بعلامات استفهام لا تنتهي… تتراوح ما بين الإعجاب بقدرة الممثلين على التعبير الحركي المليء بالانفعالات والمشاعر والتحولات الحادة، بقدر لافت من الليونة، وبين الدهشة من استحواذهم على الجمهور دون قصة مشوقة أو حبكة درامية.
كثير من التساؤلات تثيرها المسرحية النمساوية «هيدراوس» التي تعرض حالياً على خشبة «المسرح القومي» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي يستمر حتى التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري. يكتسب العرض تميزه من عدم اعتماده على اللغة إطلاقاً؛ فهو عمل صامت يتخذ من الاستعراضات والموسيقى لغة بديلة، ووحيدة، عبر ثلاث ممثلات يرتدين الزي الأخضر ويقدمن مجموعة من اللوحات الراقصة، تحمل رسائل درامية تتعلق بقدرة الإنسان على التجدد وتجاوز الفقد، مهما تعرض لضربات قاسية على المستوى الجسدي أو الروحي.
وكلمة «هيدراوس» هي المرادف لكلمة «هيدرا»، وفق اللغة النمساوية، في إشارة واضحة لإحدى الأساطير الإغريقية القديمة، التي تتحدث عن «أفعى عملاقة ذات 9 رؤوس تحرس العالم السفلي وتتصاعد منها أبخرة وروائح سامة». وبحسب الأسطورة، يأتي «هيركيليز» ابن «زيوس» في مهمة خاصة للقضاء على تلك الأفعى، التي تتميز بقدرتها على التجدد، فكلما قُطع أحد رؤوسها، نبت مكانه رأسان.
المستوى الرمزي الآخر، الذي يشير إليه الاسم يتعلق بكائن أخضر يحمل اسم «هيدرا»، يعيش في البرك والمستنقعات ذات المياه العذبة. وتتطابق كل من الأفعى والكائن في عدد الرؤوس التسعة.
يبدأ العرض وسط إضاءة خافتة مع موسيقى توحي بالحذر والغموض، تترافق مع خرير ماء في الخلفية وكأننا في واحد من تلك المستنقعات بالفعل. بهدوء تنبثق ست أذرع خضراء كأنها الرؤوس، في تشكيلات «باهرة» من جانب الممثلات الثلاث «مارتينا لورينك»، و«سونيا بوركوفيتش»، و«روزانا ريبيرو». تستبدل الممثلات في بعض المشاهد الأذرع بالسيقان في تكوينات لافتة، دون ظهور للوجوه إلا في مشاهد محدودة. وجاءت الملابس التي صممها «توماس هينتبيرجر» لتجعل الشخصيات على خشبة المسرح أشبه بكائنات محايدة، تشبه بالفعل ما ينبت في الأنهار، ويستدعي تعدد الرؤوس في أسطورة الأفعى.
تؤكد الاستعراضات على خلفية موسيقية تتراوح بين الرهافة، وما يشبه قرع الطبول على معنى التجدد، وتعويض الفقد عبر تلاشي ذراع هنا، أو ساق هناك، سرعان ما تتم استعادتها في إشارة قوية للصلة التي يمكن أن تربط الإنسان بالطبيعة.
وتصف الناقدة الفنية أمل ممدوح العرض بأنه «عمل متقن ومتميز قدم حالة بصرية ذكية رغم بساطتها، فضلاً عن رؤية موسيقية تعكس الجو النفسي المشحون بالرموز والدلالات»، وتقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الممثلات الثلاث قدمن أداءً شديد الانضباط والمرونة، وتمتعن بليونة حركية مدهشة بالنظر إلى صعوبة المهمة الدرامية، حيث تحتم عليهن توصيل كل هذا القدر من الرسائل الدرامية عبر تماهي أجسادهن أو أجزاء من أجسادهن مع كان الهيدرا».
وتشيد الناقدة الفنية بمخرجة العرض المسرحي، إيديتا براون، التي «استطاعت أن تجسد عبر تكوينات جمالية مدهشة عالماً بدائياً، لكنه حقيقي وموجود في خيالنا بشكل أو بآخر، وأن تستلهم منه دروساً في التجدد والتجاوز وتعويض الفقد على نحو مدهش»، على حد قولها.



مصر


منوعات



[ad_2]

Source link

Leave a Reply