غالباً ما تخفي مصطلحات «قليلة الدسم» و«منخفضة السكر» و«طبيعية تماماً» وغيرها من المصطلحات «التسويقية» التي تظهر الأطعمة وكأنها «صحية» مكونات غير صحية وإضافات وطرق معالجة غير مفيدة.
وأشار تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية إلى أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تتسلل بها الأطعمة غير الصحية إلى نظام الغذاء الصحي، ظناً من مستهلكيها أنها صحية. فما حقيقة ما يسمى بالأطعمة والمشروبات الصحية التي يمكنك فعلاً الاستغناء عنها – وماذا يمكنك أن تأكل بدلاً من ذلك؟
* مشروبات «الدايت»
أدت الضريبة المفروضة على المشروبات السكرية إلى قيام الشركات المصنعة باستبدال ببعض أو بكل السكر في منتجاتهم مُحليات صناعية. لكن دراسة حديثة أضافت إلى الأدلة المتزايدة على أن هذه المحليات قد تكون ضارة.
ووجد الباحثون أن بعض المحليات المستخدمة في المشروبات الغازية والطعام المقدم وكأنه بلا إضافات سكرية قد تغير ميكروبات الأمعاء وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. وتشير دراسات أخرى إلى وجود صلة بين المحليات وزيادة الوزن واضطراب مستويات السكر في الدم.
ويقول الدكتور دوان ميلور، اختصاصي التغذية وعضو هيئة التدريس في كلية طب أستون بجامعة أستون في إنجلترا، إنه يجب علينا فقط استهلاك المشروبات المحلاة صناعياً من حين لآخر كـ«نقطة انطلاق» لتقليل السكر.
ويقول ميلور عن المنتجات المحلاة: «إنها ليست منتجات صحية. إنها حمضية للغاية، وهو أمر مضر بالأسنان، وبعضها يحتوي على الكثير من الكافيين، مما قد يزعج نومك». وأشارت الصحيفة إلى أن البديل من الممكن أن يكون المياه الفوارة.
* عصائر الفاكهة
وكثيراً ما تعتبر العصائر طريقة شائعة للغاية لتناول الكثير من الفاكهة والخضراوات، ولكنها ليست بالضرورة صحية، فيمكن أن يكون عصير الفاكهة صحياً ولكن إلى حد معين، إذ إن أكثر من 150 ملي في اليوم الموصى به يفوق الفوائد الغذائية. ويعتبر عصير الفاكهة سكراً «مجانياً» يحتاج معظمنا إلى تقليصه.
وتقول الدكتورة كاثي ريدفيرن، وهي محاضرة في التغذية البشرية في جامعة بليموث البريطانية: «المشكلة مع عصير الفاكهة هو أن الناس لا يلتزمون بـ150 ملي فقط، فعلى سبيل المثال عصير البرتقال هو مصدر جيد لفيتامين سي، لكنك تفقد الألياف والمغذيات الدقيقة الأخرى في الفاكهة بأكملها والتي لا توجد بالعصير».
ويمكن أن تحتوي العصائر التي يتم شراؤها من المتجر على مُركز العصير، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. غالباً ما تكون العناصر الغذائية والألياف مفقودة لأنها ليست مصنوعة من الفاكهة الكاملة، ويمكن أن تكون ذات سعرات حرارية مرتفعة.
ومع ذلك، تقول الدكتور ريدفيرن إن الأبحاث التي أجرتها جامعة بليموث تشير إلى أن العصائر المصنوعة من الفاكهة بالبذور – مثل فاكهة الكيوي والتوت – قد لا تسبب ارتفاعاً في نسبة السكر في الدم. وتذكر إحدى النظريات تقول إن البذور تبطئ امتصاص السكر في الأمعاء.
ويعتبر البديل الصحي هو عصير الفاكهة المخفف بالماء؛ والعصائر المصنوعة من الخضراوات وكذلك الفاكهة.
* زبادي وحليب قليل الدسم
ويعتبر الزبادي قليل الدسم أو الذي لا يحتوي على دهون، والذي يتم الترويج له على أنه «من دون سكر مضاف»، ليس الخيار الأكثر صحة، وفقاً للدكتور ريدفيرن. وأشارت الصحيفة إلى أنه غالباً ما يحتوي الزبادي المنكه قليل الدسم أو الذي لا يحتوي على دهون على مركزات عصير الفاكهة و-أو المهروس، رغم الترويج أنه «بلا سكر»، جنباً إلى جنب مع الإضافات الأخرى لجعلها شهية. كما أن الزبادي الخالي من السكر يحتوي على مواد تحلية صناعية.
وينصح الدكتور ريدفيرن: «أختار دائماً أنواع الزبادي كاملة الدسم لأنها تجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول وعادة ما تكون أعلى في البروتين، ورغم أننا ننصح بالحد من الدهون المشبعة، تشير الدراسات إلى أن الدهون الموجودة في منتجات الألبان قد تحمي قلوبنا وتمنحنا فوائد صحية أخرى». ويشير التقرير إلى أن البديل الصحي هو الزبادي طبيعي كامل الدسم أو الزبادي اليوناني مع قطع الفاكهة.