[ad_1]
بعد عقود من الاستخدام الأول للقنبلة النووية في هيروشيما ونجازاكي، فإن الأنظمة النووية التي تمتلكها الدول الكبرى دخلها التقدم التقني كما دخل كل مجالات حياتنا من أعقد الأنظمة الحكومية حتى أبسط الاحتياجات الفردية، وكان يفترض أن التقدم التقني وخصوصا الذكاء الصناعي أعطى بني البشر القدرة على التحكم بهذا البعبع وأن هذه الترسانة الهائلة التي تمتلكها دول معدودة أصبحت محصنة بشكل أكبر بعد ثورة الذكاء الصناعي التي ما زلنا نشهد فصولها. ولكن العالم استفاق من ذلك الإيمان الطفولي الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت دوائر أمريكية أن مؤسسات حكومية ومؤسسات كبرى مرتبطة بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأس تلك الأنظمة الحكومية برامج وتطبيقات في الأسلحة النووية تعرضت للاختراق. بدا للوهلة الأولى أن هذا الخبر استمرار لسلسلة من الاختراقات التي قام بها هواة ومراهقون خلال العقدين الماضيين والتي وصلت إلى أماكن حساسة ولكن يتم اكتشافها بسرعة وسد الخروقات. ولكن الملفت هذه المرة أن الاختراق والتجسس على المؤسسات الأمريكية استمر لأشهر واستخدمت موارد ضخمة وكفاءات كبيرة في التقنيات السبرانية لذلك منذ اللحظة الأولى اتجهت أصابع الاتهام إلى روسيا الاتحادية وبدأ الحديث حول ضرورة حماية أمن الولايات المتحدة السبراني وهذا ما تعهد به الرئيس المنتخب جوزيف بايدن.
لكن بعيداً عن الحسابات السياسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، وبعيداً حتى عن التجاذبات الداخلية الأمريكية التي جعلت الرئيس دونالد ترمب يبرئ الكرملين من هذه العملية، فالنتيجة التي تصيب الجميع بالرعب هي أن هذه الأنظمة من الهشاشة بمكان بحيث يمكن اختراقها وأن الأمان النووي الذي نشعر به مجرد أسطورة زائفة. ما حدث في الولايات المتحدة يشير إلى أن القنبلة النووية المعلقة فوق رؤوسنا كادت أن تسقط لو أن هذا الاختراق قام به مجموعة من المعتوهين أو المجانين. في نهاية هذا العام المرعب تأتي الأحداث لتثبت أننا نعيش في عالم هش قابل للانهيار من جهة قد لا نتوقعها.
باحث سياسي
ramialkhalife@
[ad_2]
Source link