المسلسلات النفسية – أخبار السعودية

المسلسلات النفسية – أخبار السعودية

[ad_1]

لم يعد هناك أي حجة للمنتجين والممثلين السعوديين بعد اليوم لتقديم أعمال فنية دون المستوى، فالمشاهد السعودي لديه ذائقة فنية عالية، ومجتمعنا الشاب يشاهد البرامج العالمية والإنتاج الدولي، بل لم تعد هوليود المورد الأول لشاشة السعوديين كالسابق، فهم يشاهدون المسلسلات الكورية والمكسيكية وغيرها، فهو لا يريد سوى عمل متقن ونص جيد وتصوير محترف. وفي كل مرة أتابع فيها المسلسلات المتعددة يلفت نظري تمحور بعض الإنتاج الرصين في سرد قصص لأمراض نفسية وحبكة فريدة تدور حولها.

لن أتطرق لعمل فني بحد ذاته لتجنب التسويق لأي عمل كان، فهذه ليست مهمتي، لكن سأستدعي بعض الأفكار الرئيسية التي لفتت انتباهي كتقديم نماذج إيجابية لدور الأسرة في دعم المريض النفسي والتعافي من الصدمة ودور الصداقات المحوري، كذلك مناقشة الأبعاد لأطياف التوحد أو الإعاقات العقلية، كتابة هذا النوع من المسلسلات لا أتصور أنه يحقق صداه إلا إن كان يتكئ على ورشة عمل أحد أفرادها مختص أو طبيب نفسي، ولعلها فرصة لهم أو للمنتجين بتجهيز مادة فنية مبنية على المشاكل النفسية المتكررة بالمجتمع، ولعل هذه المسلسلات تكون دافعاً للنهضة بالصحة النفسية في ضوء تغيرات المجتمع.

عموماً لن أكون متفائلة لأن نصل لمستويات عالمية قريباً، لكن مهم أن نبدأ من اليوم، وأن لا ننتظر هرطقات رمضان السنوية والأعمال الفقاعية. نريد أعمالاً تليق بالمرحلة، وورش عمل يشترك فيها المختصون، فالعمل الفني ليس استديو وممثلاً وكاميرا، هو سرد اجتماعي معقد جدّاً، والفن الحقيقي ليس باختطاف دور السلطة والمشاهد، بل بتمرير الرسالة بخفة ودون توجيه صريح كما يتكرر هذا العيب الفادح في العديد من الأعمال ودون ذكر أسماء. شخصياً أتجنب المسلسلات التي توقع الكراهية بين أطياف المجتمع، وأجد أنها تكريس للتخلف والإقصاء، فعلى الفن وأهله أن يدركوا أننا لسنا أغبياء ولا نحتاج من يحاضر علينا أو يتعالى على الناس.

بكل حال القيمة الإنسانية العليا في الفن هي أن يجد الإنسان ما يحاكي صوته الداخلي، أو يلامس عاطفته أو حتى يرقق قلبه، وفي أسوأ الأحوال يضحك قليلاً. ولو سألت أي مشاهد بسيط عن سر متابعته لمسلسل ما لوجدت أن الحبكة والسرد تتربع على عرش الأسباب، يليها التصوير والإخراج، وأقول إننا نحتاج لنستوعب أن المخزون اللغوي لدينا ضعيف خاصة في السنوات الأخيرة أمام ازدواجية اللغة التي لا أراها عيباً، لكن لا ينبغي أن تلغي لغتنا الأم. بل تسربت الازدواجية حتى لبعض الأعمال الخليجية، وكأن الكاتب أفلست مفرداته ليحشو المشاهد بمفردات أجنبية والكثير الكثير من الصراخ والأنانية والضرب!

أخيراً، الوقت حياة ومن أعطاك من وقته ليشاهدك فهو استأمنك على جزء من حياته، كن خير معين لمن يراك، واترك بصمة جميلة في مشاعر الناس وعقولهم.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply