[ad_1]
«تاريخ فهيمة أمين»… يبرز دور النسويات في الفن التشكيلي العربي
المعرض يوثق مشوار إحدى رائدات القرن العشرين
الأحد – 30 محرم 1444 هـ – 28 أغسطس 2022 مـ
إحدى اعمال امين عن أشكال الحياة اليومية في النصف الأول من القرن الماضي( الشرق الاوسط)
القاهرة: نادية عبد الحليم
في لمسة نوستالجية تتيح لنا الاقتراب من المشهد الفني المصري في النصف الأول من القرن العشرين يستضيف غاليري أكسيس بالقاهرة أول معرض استيعادي للفنانة التشكيلية الرائدة فهيمة أمين؛ ويقدم توثيقاً لجانب من أعمالها التي تمتد بين ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، كما نتعرف من خلاله أيضاً على ملامح الحياة الاجتماعية لهذه الحقبة المهمة من تاريخ مصر.
يحمل المعرض الذي يستمر حتى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، عنوان «تاريخ فهيمة أمين»، وهو يضم أعمال الفنانة الراحلة (1918ـ 1984) ويعرض مسار حياتها من إنجازات وما واجهته من صعوبات. وهي المرة الأولى التي تجمع أعمالها في معرض فني بعد وفاتها، فمنذ رحيلها وإلى يومنا هذا تظل سيرتها مجهولة لكثيرين بسبب نقص التوثيق، رغم أنها رائدة من رائدات الفن التشكيلي في مصر، وواحدة من بين أول من التحقن بـ«المعهد العالي لمعلمات الفنون»، الذي مكن كثيرا من النساء المصريات خصوصاً والعربيات عموما من دراسة الفن، ثم الاشتغال به سواء بتدريسه أو بإنتاجه.
يقول التشكيلي ناجي موسى ابن الفنانة الراحلة لـ«الشرق الأوسط»: «يسلط المعرض الضوء على مشوار فنانة تعد من أوائل الفنانات في العالم العربي، وهو في الوقت نفسه يبرز بعض سمات النهضة الثقافية والفنية للنساء في هذه الفترة الزمنية، كما يؤكد المعرض الدور الريادي للمرأة المصرية ويظهر كيف استطاعت إثبات نفسها في وقت مبكر من التاريخ».
ويتابع: «رغم أن هذه الحقبة سبقت الحرب العالمية الثانية إلا أن ذلك لم يحل دون كفاح المرأة ونجاحها في كل المجالات وفي مقدمتها الفن والثقافة، والدليل على ذلك ظهور أسماء بارزة أصبحن رموزاً في أوقات لاحقة، فلم تكتف النساء بالزواج والإنجاب، وبدورهن الأسري، ولم يقبلن فكرة أن يبقين حبيسات للمنزل، إنما قاومن أي أفكار رجعية، وانطلقن للتعليم وحصد النجاحات، وكان من بينهن أمي».
حرص موسى على إتاحة كتابه «فهيمة أمين من رائدات الفن التشكيلي المصري» داخل قاعة العرض ليتمكن الحضور من الاطلاع على حياة الفنانة إلى جانب التعرف على بدايات الاهتمام بالتعليم الفني الأكاديمي للمرأة في مصر، يقول: «التحقت أمي بالدفعة الأولى لـ«المعهد العالي لمعلمات الفنون» في مصر الذي تأسس كمعهد مستقل في عام 1939، وقد تم تحديد الدراسة به بخمس سنوات؛ السنوات الثلاث الأولى لدراسة المواد الفنية والعلمية، كالتصوير بفروعه والنحت والرسم والزخرفة وتاريخ الفن، بينما تدرس الطالبات طرق التدريس خلال السنتين الأخيرتين، ويحصلن عند التخرج على درجة الدبلوم»، ويتابع: «ضمت الدفعة الأولى التي تخرجت عام 1944 ست طالبات، هن: فهيمة أمين ووهيبة عبد النبي وجميلة نسيم، بالإضافة إلى الطالبات زينات ورفيعة وإنصاف».
وبحسب موسى فإن المعهد عند تأسيسه أوكلت عمادته إلى سيدة إنجليزية، ثم تتابعت على عمادته المصريات، وأشهر من تولين هذا المنصب كانت إنصاف سري، وهي واحدة من رائدات التعليم في مصر، إذ شغلت منصب ناظرة لأكثر من مدرسة من مدارس البنات في العشرينيات، مثل مدرسة شبرا الثانوية للبنات في العام 1925، وتحمل عديد من المدارس الآن في مصر اسم «إنصاف سري» تكريما لها.
ومما يدل على شغف فهيمة أمين بالفن وموهبتها أنها قبل التخرج شاركت في معرض القاهرة الرابع والعشرين للتصوير والنحت، وقد ترشحت إحدى لوحاتها إلى الجائزة الأولى بالمعرض. وبعد تخرجها، عملت بتدريس الفنون في عدد من المدارس، ومنها مدرسة الفنون الزخرفية للبنات، ومدرسة فنون الفلكي.
وفي إطار هذا الشغف أيضاً عادت إلى دراسة الفن إذ التحقت في عام 1962 بالقسم المسائي بمعهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة، وكان عمرها آنذاك 44 عاما، ومن المعروف أن المعهد مقره بالقنصلية الإيطالية في القاهرة، وكان الهدف منه هو تمكين المصريين من دراسة اللغة الإيطالية، وفنون التصوير والرسم والعمارة والنحت، فضلاً عن التعرف على الثقافة الإيطالية.
قدمت الفنانة خلال حياتها الفنية مجموعة متنوعة من اللوحات الفنية، وعرضتها في عدد من المعارض التي أقامتها في مدينة القاهرة، وتباينت ما بين لوحات لأشخاص والمعروفة أيضاً باسم البورتريه، ولوحات تصور الأجساد العارية، ولوحات الطبيعة والحياة البرية، ولوحات تعرض مشاهد من الحياة اليومية، ويضم المعرض القائم الآن نحو 45 عملاً منها، وذلك من خامات الألوان المائية والباستيل والحبر على الورق.
يذكر أنه من أهم منجزات فهيمة أمين هو قاموس أعدته لتوثيق السير الذاتية للفنانين التشكيليين المصريين والأجانب الذين أقاموا بمصر، حتى لا تندثر سيرهم، وقد صدر هذا القاموس لأول مرة في عام 1971، إلا أن ابنها يرى أنه مما لا يقل أهمية عن ذلك دورها في تعليم أجيال من الفتيات القواعد الفنية وتبنيها لموهبتهن كمعلمة: «كانت تصحب الطالبات في المدرسة الثانوية التي تعمل بها إلى الحدائق العامة وحديقة الحيوان للرسم الحي، ولا تبخل عليهن بعلمها، وهو ما يعكس كيف كانت المدارس الفنية تحتفي بتدريس الفن إلى حد الانطلاق خارج جدران الفصول الدراسية إلى الطبيعة». ويردف: «كذلك كانت تفعل معي كأم تشعر بالمسؤولية تجاه طفلها الوحيد».
ووفق ناجي موسى عاصرت أمين في «المعهد العالي لمعلمات الفنون» مجموعة أخرى من الفنانات المصريات اللاتي لعبن دوراً بارزاً في الحركة الفنية منهن صوفي حبيب جورجي، زوجة رمسيس ويصا النساجة وشريكة مؤسسة في مركز رمسيس واصف للفنون، يقول: «صوفي دفعتها لكن كانت تدرس في قسم آخر، وكذلك الفنانة الشهيرة جاذبية سري التي تخرجت بعدها وظلت وفية لها حتى بعد رحيلها» ويتابع: «تمنيت طويلاً إقامة معرض ضخم يضم أعمال خريجات هذا المعهد الذي يعد رمزاً لاحتفاء مصر بالفن والمرأة معا منذ النصف الأول من القرن الماضي؛ لأنه كان يعد معلمات متخصصات في التدريس الفني فقط لطالبات المرحلة الثانوية، ما يثبت أن مصر رائدة أيضاً في التعليم المتخصص».
مصر
منوعات
[ad_2]
Source link