[ad_1]
أبناء المشاهير المصريين… يرثون الشهرة أم المتاعب؟
عدد منهم قرر العيش في «جلباب آبائهم» بمجالات فنية ورياضية
الجمعة – 28 محرم 1444 هـ – 26 أغسطس 2022 مـ
محمد عادل إمام (فيسبوك)
القاهرة: رشا أحمد
على غرار الكثير من الأسر المصرية التي تورّث أبناءها مهناً وحرفاً ووظائف متنوعة، يختار عدد كبير من أبناء مشاهير الرياضة والتمثيل والغناء العيش في جلباب آبائهم وعدم المغامرة بعيداً عن مجالات آبائهم، فعلى تترات الأعمال الفنية تبرز أسماء أبناء النجوم من خلال كتابة الاسم ثلاثياً، وفي مجال كرة القدم، يتعرف الجمهور على أشبال لاعبي التسعينات الذين بدأوا غزو عالم كرة القدم خصوصاً في قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.
وأعاد تألق لاعب كرة القدم الشاب مصطفى شوبير حارس مرمى النادي الأهلي، في المباراة التي جمعت فريقه بإنبي أخيراً، ذكريات أبيه أحمد شوبير إلى الأذهان.
ويثير استكمال أبناء المشاهير مسيرة آبائهم ردوداً متباينة في مصر، فبينما يصفهم البعض بأنهم «أبناء عاملين»، وهو تعبير شعبي ساخر يعني أن الابن يعمل مدعوماً بنفوذ والده ويكون التعبير مرتبطاً في الغالب بنظرة سلبية مفادها أنه ليس من الضروري أن يكون الابن موهوباً مثل والده، بحيث يجري التربص بمستوى أداء الابن حتى يثبت العكس، ويؤكد أنه خامة مميزة ومستقلة وتستحق هذه المكانة. في المقابل، ينال ابن النجم المشهور إشادات واسعة لدى تألقه، ليثبت المقولة الشهيرة «ابن الوز عوّام».
ولم يستطيع الإعلامي أحمد شوبير كتمان سعادته بابنه العام الماضي، على الهواء في أثناء تقديمه أحد البرامج الرياضية على قناة مصرية، عندما قال: «يا سعدي يا هناي بابني الذي يشارك مع النادي الأهلي في كأس العالم للأندية ويفوز معه بالميدالية البرونزية».
كما شهد الموسم الكروي الجاري توهج اثنين من المواهب الجديدة في نادي الزمالك، بطل الدوري في 2022، وهما سيف فاروق جعفر، نجل فاروق جعفر الملقب بـ«ملك خط الوسط» في القلعة البيضاء، ويوسف أسامة نبيه، نجل أسامة نبيه نجم الفريق السابق وعضو الجهاز الفني الحالي.
ويؤكد المحلل الرياضي محمد البرمي، أنه «على المستطيل الأخضر تحديداً لن يمكنك أن تلعب اعتماداً على اسم والدك، فالجماهير سريعة الغضب ولا ترحم أحداً»، ضارباً المثل بـ«شريف إكرامي، نجل الحارس التاريخي للأهلي الكابتن إكرامي، الذي لم يقدم أداءً مقنعاً مع القلعة الحمراء، فاستغنى عنه الفريق لينتقل إلى فريق آخر»، على حد تعبيره.
ويضيف البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الظاهرة موجودة على مستوى العالم من خلال نماذج كثيرة، من بينها أبناء النجم البرازيلي رونالدينو والأرجنتيني دييجو سيميوني والفرنسي زين الدين زيدان، فرغم الأسماء الرنانة للآباء لم يستطع الأبناء الصعود على أكتافهم»، لافتاً إلى أنه «ربما يستطيع الأب مساعدة ابنه ومنحه الفرصة في المراحل السنية المبكرة عبر إلحاقه بصغار الناشئين، لكنه لن يستطيع فرضه على الفريق الأول».
وتتردد أصداء ظاهرة أبناء المشاهير في مجال آخر لا يقل أهمية هو التمثيل حيث الأضواء والنجومية، ويعد محمد عادل إمام، نجل «الزعيم»، أحد أبرز الأمثلة في هذا السياق. حيث جاء الظهور الأول للنجم الشاب في فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2006، حيث لعب دوراً رئيسياً في عمل يجمع والده مع نور الشريف وخالد الصاوي وهند صبري، ما جعل البعض يتهمه على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «ممثل بالواسطة»، لمشاركته والده في الكثير من الأعمال التلفزيونية، لكنه قدم بطولة عدد من الأفلام والمسلسلات، وأصبح أحد نجوم شباك التذاكر المعروفين، حسب نقاد.
ويرى الناقد الفني محمد رفعت أن «عمل الابن في مجال أو تخصص أبيه هو ظاهرة اجتماعية شائعة في مصر والعالم، حيث رأينا نجماً عالمياً مثل كيرك دوغلاس ينجب فناناً أكثر شهرة منه هو مايكل دوغلاس»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المستهجن في الأمر هو محاولة النجم فرض ابنه على مجال بعينه، لأن هذه المحاولات ستبوء بالفشل لا ريب ما لم يكن الابن يتمتع بالقبول الجماهيري لا سيما في مجال الغناء كما رأينا في حالة أبناء بعض المطربين مثل علي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وفاطمة عيد وعفاف راضي»، على حد تعبيره.
ويأخذ نقاد على كلٍّ من رانيا فريد شوقي ورانيا محمود ياسين ودنيا سمير غانم ومي نور الشريف «إصرارهن على الاسم الثلاثي ما يعني أنهن يردن تذكرة الجمهور بآبائهم ويرفضن تقديم تجربتهن بشكل مستقل».
وتنسحب ظاهرة «أبناء المشاهير» كذلك على مجال الثقافة والأدب، إذ يرى الكثير من نقاد الأدب أنه «رغم المجهودات الطيبة التي يقدمها هؤلاء في مجالات الشعر الغنائي وشعر العامية والقصة القصيرة والمسرح، فإن مجمل تجربتهم لا يمكن مقارنتها بالتأثير العميق لآبائهم، على غرار بهاء صلاح جاهين، ونسمة يوسف إدريس، ومعتزة صلاح عبد الصبور، وأمين فؤاد حداد» وغيرهم.
مصر
منوعات
[ad_2]
Source link