أصبح من المعروف أنه ليس هناك هروب من الشيخوخة – ولا ينبغي أن نشعر بالضغط لنبدو وكأننا أفلتنا منها. لكن أن تبدو أكبر أو أصغر بكثير من عمرك البيولوجي لا يرجع فقط إلى علم الوراثة، بحسب صحيفة «إندبندنت».
يمكن لنمط الحياة حقاً أن يُحدث فرقاً في مظهرك وشعورك المرتبط بالعمر. يقول الدكتور نويل يونغ، المختص بالابتكارات السريرية التابعة لشركة «ثريفا» لفحوصات الدم: «في حين أن متوسط العمر المتوقع قد يزداد، فإن فترات صحتنا المثالية – الوقت الذي نقضيه في صحة جيدة – لا يزال أقل بكثير مما كان متوقعاً».
وتابع: «الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري، التي يقودها نمط الحياة في معظم الحالات، شائعة جداً وترتبط بالشيخوخة بشكل أسرع».
يشير يونغ إلى أن «هذه الحالات مرتبطة بتيلوميرات أقصر» (الهياكل التي تغطي نهاية الكروموسومات لدينا وتحميها من التلف)، ولكنه يضيف: «الخبر السار هو أن اعتماد تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن يساعد في منع الأمراض المزمنة والشيخوخة الأسرع».
فيما يلي الخيارات الثمانية لنمط الحياة التي قد تجعلك تتقدم في العمر بشكل أسرع:
*شرب الكثير من الكحول
توصلت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أدلة جديدة على أن الكحول يسرع الشيخوخة البيولوجية، من خلال إتلاف الحمض النووي. فحص الخبراء بيانات ما يقرب من 250 ألف شخص ووجدوا أن أولئك الذين يشربون أكثر من 17 وحدة من الكحول أسبوعياً لديهم تيلوميرات أقصر.
تقول الدكتورة أنيا توبيوالا، قائدة الدراسة: «إن تقصير التيلوميرات – الشيخوخة البيولوجية الأكثر تقدماً – تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض لاحقة مثل الزهايمر والسرطان وأمراض القلب. من الواضح أننا لا نستطيع تغيير جيناتنا، ولكن من المحتمل أن نتمكن من تغيير أنماط حياتنا عن طريق الحد من الشرب، وزيادة التمارين الرياضية، والإقلاع عن التدخين، إذا أردنا تقليل مخاطر الشيخوخة البيولوجية الأسرع».
*التعرض للشمس
أظهرت دراسات مختلفة أن ضوء الشمس يمكن أن يشيخ الجلد – وجدت دراسة فرنسية عام 2013 أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية مسؤول عن 80 في المائة من علامات شيخوخة الوجه الظاهرة.
*الجلوس كثيراً
لقد أصبحنا غير نشيطين بشكل متزايد، ومع تقدمنا في العمر يصبح بناء العضلات أكثر صعوبة. يقول يونغ إننا نفقد حوالي 1 في المائة من كتلة عضلاتنا كل عام بدءاً من سن 35 عاماً تقريباً، مما يعرضنا لخطر الإصابة بهشاشة العظام والضعف والسقوط مع إصابات مثل كسور الورك – مع تقدمنا في العمر.
*التدخين
يُعتقد أن التدخين يؤثر على إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يحافظ على صحة الجلد ومرونته. مع تقدمنا في العمر، تنتج أجسامنا كمية أقل من الكولاجين، ولهذا يبدأ الجلد في الترهل وإظهار التجاعيد. يمكن أن يؤدي التدخين إلى تسريع هذه العملية، مما ينتج عنه الشيخوخة المبكرة.
*نظام غذائي سيئ
ترتبط الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفاصوليا والحبوب والفواكه بتيلوميرات أطول وعمر أفضل، كما يوضح يونغ، الذي يقول إن هذه الأطعمة مليئة بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات «سي» و«إي» وبيتا كاروتين، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة الأخرى. الألياف التي تحتويها هي أيضاً عنصر غذائي مهم يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم وخفض مستويات الكوليسترول والحفاظ على صحة الأمعاء.
ويقول: «من المهم أيضاً تضمين مصادر الدهون الصحية مثل الأسماك والأفوكادو والمكسرات… تتميز هذه الأطعمة بشكل كبير في أنماط الأكل مثل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، وهذا قد يكون سبب كونه مفيداً بشكل خاص لصحتك».
ترتبط بعض الأطعمة بنتائج صحية أسوأ وتيلوميرات أقصر. وتشمل هذه الأطعمة اللحوم الحمراء والمعالجة والمشروبات السكرية. يؤكد يونغ: «من الأفضل الحد من هذه الأمور قدر الإمكان».
*الشعور بالتوتر الشديد
يرتبط الإجهاد طويل المدى بتيلوميرات أقصر، ويقول يونغ إنه من الجيد محاولة إدارة التوتر بفعالية.
وتابع: «يمكنك أن تبدأ بملاحظة ما يثير التوتر لديك عن طريق الاحتفاظ بدفتر يوميات، كما يمكن أن تساعدك أيضاً علاجات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليقظة والتأمل والتمارين الرياضية مثل اليوغا. إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة فمن المهم التحدث إلى طبيبك وطلب المساعدة المناسبة».
*تجاهل الفيتامينات
يقول يونغ إن فيتامين «دي» هو عنصر غذائي مهم للمساعدة في تقليل آثار الشيخوخة، حيث ترتبط المستويات المنخفضة بعمر أقصر.
*قلة النوم
يؤكد يونغ إن التيلوميرات الأقصر ترتبط بعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم. كما أن الحرمان من النوم يزيد أيضاً من فرصة السلوكيات غير الصحية مثل عدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة السكرية والدهنية، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.