القناعة قيمة جميلة وأنيقة وبراقة.. بكل ما يُراق حولها من عبارات يمتدحها ويتزلفها ويثني عليها؛ وهي تستحق كل ذلك. هذا الكلام صحيح ولا يختلف عليه عاقلان.. ولكن، إذا وضعت القناعة في غير مكانها.. تصبح غير صحيحة وغير صحيّة. على سبيل المثال، حين توضع القناعة في طريق النّمو والتطوّر.. تصبح غير صحيّة، بل لو وضعت في طريق الإبداع.. تصبح عدوة له.

هكذا هي رؤية 2030 بقيادة أمير الرؤية محمد بن سلمان.. ليس لها سقف قناعة.. تسعى للوصول إلى أبعد نقطة.. وما بعدها.

(تدريب منتهي بالتوظيف)، هو هاشتاق مستقبل المملكة خلال السنوات القادمة. خطوة عبقرية لصناعة المواطن العالمي.. ومرحلة استباقية تأسيسية لبرنامج تنمية القدرات البشرية. ومن واقع الحال، هو قناعة تتبناها كل المنشآت: الحكومية والأهلية؛ البنوك (الرياض والبلاد مثالاً)، الشركات (البحر الأحمر، وتنفيذ، وأرامكو مثالاً)، الوزارات (الاتصالات مثالاً).. والقائمة لا تنتهي. توجّه دولة لصناعة مستقبل.

تدريب منتهي بالتوظيف أصبح واقعاً للتحول نحو العالمية. مؤسسة (مسك) على سبيل المثال، فتحت باب التقديم – انتهى أمس السبت – لـ(برنامج قمة)، الذي يستقطب الخريجين والخريجات الجامعيين بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات المطلوبة من خلال دورات تدريبية معتمدة ومتخصصة لمسيرتهم العملية. الجميل في هذه المبادرات؛ ولا تزال مسك مثالاً يحتذى به، أنها براتب شهري.. بالإضافة إلى مميزات أخرى أهمها (تأمين طبي VIP يشمل العائلة والوالدين).. في تخصصات متعددة كإدارة الأعمال، وإدارة المشاريع، ونظم المعلومات الإدارية، وعلوم الحاسب.. والقائمة تطول.. – علما أن هناك مبادرات تشمل أيضاً خريجي الثانوية والدبلومات.. ومن هم على رأس العمل-.

(تدريب منتهي بالتوظيف) هو حلم كل مجتمع.. وكل نظم العالم تعلم جيداً أن هذا هو الطريق الصحيح لبناء عقول بشرية.. ومجتمع عالمي يقود اقتصاد العالم نحو المستقبل، يقوم على أساس (المعرفة ومجتمع المعرفة).. والأهم هو صناعة التكامل في الجهود الوطنية الحكومية والأهلية لتحقيق (المعرفة) Know How.. فهي نتيجة للاستخدام الأمثل والاستثمار الأفضل لمعادلة حكيمة طرفاها السلطة والمال.

تدريب منتهي بالتوظيف يعني: التنمية المستدامة، والتطوير المستمر، والإبداع الذي يتجاوز – دائماً – حدود القناعة.