[ad_1]
• ماذا تحفظ الذاكرة من مُغذيات البئر الأولى؟
•• ولدت في الأحساء، قرب النخيل، عيون الماء، والابتسام على أغلب الوجوه، حتى المتعَب أهلها.
أذكر أن في كل حارة «مجنوناً» منخرطاً في نسيج الحي، وانسجاماً بين مكوناته، من كل فئات وطبقات المجتمع.
• هل كانت مسارات الإبداع قدريّة، أم اختياراً؟
•• مساري كان مزيجاً بينهما، بين حواضن قدرية، مثل الوضع الاقتصادي المريح، والبيئة الثقافية المحاطة بالكتب والعلوم (غالبها اللغة العربية والأدب والدين)، وبين اختيارات متعددة، مثل لعب كرة القدم، ومن ثم التخصص الأدبي في الجامعة (رغم أن التخرج من الثانوية قسم العلمي).. وفي مرحلة الجامعة كتبت أول نص شعري معارضاً قصيدة للشاعر غازي القصيبي.
• هل ينجح الشاعر في النقد؟ ولماذا حساسية الشعراء من النقد أكثر من غيرهم؟
•• كل مبدع يمتلك معطيات النقد في مجاله، وكلما أجاد في إبداعه دل على دوره النقدي تجاه منتجه أولاً. ربما يطبقه البعض على منتج الآخرين، فالأدوات متوفرة، وأعتقد أنها تحتاج إلى شجاعة فقط، ربما يتفاداها البعض الآخر.
أما القول إن حساسية الشعراء من النقد أكثر من غيرهم، فلا أملك معرفة المقارنة إلا إذا تحدد المقصود بـ«غيرهم».. ففي كل مجال إبداعي هناك من يتلقون النقد بحساسيات متفاوتة، ونعم تزداد الحساسية في الإبداع الفردي (الشعر، الرواية، التشكيل… إلخ) في حين يهدأ ذلك في الإبداع الجمعي (السينما، المسرح، وغيرهما).
• ما أنسب وظيفة للشاعر لا تعطّل مشروعه؟
•• أعتقد، ليست وظيفة بعينها، بل ما يجاور الوظيفة؛ أي أن يلقى محيطاً يرعى منتجه الإبداعي، وتقديراً لقيمته الثقافية (الطباعة، النشر، التوزيع، النشاط الثقافي، التفرغ الأدبي بأشكاله التنظيمية).
• على ماذا تدل وفرة الشعراء؟
•• أراه حسناً أن يزداد تعبير الإنسان بالشعر، فكلما دخل الشعر في نفس زانت. وفي ظني أن فرص التواصل عبر الوسائط التقنية أتاحت فرص الظهور التي لم تكن متوفرة مسبقاً، ما خلق هذا المناخ المشجع للتعبير عن المشاعر والوجدان.
• لو عاد الزمان للوراء وخيروك بين الشعر والموسيقى والسينما، ماذا تختار؟
•• الشعر ثم الشعر.
• من تسبب في ضعف القصائد الحديثة؟•• أي ضعف تعنيه؟ ربما كما في سؤال سابق عن «وفرة الشعراء»، فالكثرة تتيح المزيد من تنوع الذائقة، وبالضرورة أن نجد تفاوتاً في الجودة، كأي منتج يكثر الإقبال عليه، لكن الأصيل والثمين موجود وهو ما يبقى.
• كيف يطوّر الشاعر تجربته؟ وبماذا يُخصّب قاموسه؟ •• ليس جديداً حين أقول: أساسها القراءة، ولكن يمكن إضافة عوامل مخصّبة مضافة، منها؛ البحث في الفنون الأخرى وكسب تقنياتها وتوظيفها شعرياً، اكتشاف عوالم مختلفة في المكان والحياة، تعلم لغات أخرى، ثم إعادة التفكر في البديهيات.
•إلى مَن تعزو الفضل في تطور تجربتك؟ •• يمكن أن أعدد الكثير؛ أفراداً، ومواضيع، ومواقف.. لكن في كفة يطرأ على بالي مباشرة صديقي عبدالله السفر، وصديقتي ريم البيات، وفي كفة أخرى؛ كل ما عشته، وأخص أخطائي.
• متى خامرتك الرغبة بالتوقف عن الكتابة؟ ولماذا؟
•• بعد كل نص، يتملكني شعور انقطاع الكتابة، وهي حالة خواء من أفرغ صدره كله دفعة واحدة.
وفي هذه الفترة يلح علي شعور غامض، بأني على وشك الكتاب الأخير.. متردداً أجهّزه للطباعة، ويليه صمت أبدي.
• من أقرب الشعراء لقلبك ولذائقتك؟•• كثير من الشعراء أصدقائي، في السعودية والعالم، وقلبي معلق بالصداقة، بجنون. أما الشعر فأنا أعشق القصائد فرادى، أياً كان شكلها، وسواء عرفت مبدعها أم لا.
• بماذا خرجت من التجربة الصحفية؟••عديدة هي فوائد التجربة الصحفية، ليس أقلها معرفة أسرار المهنة الإعلامية، وكيفية بناء الصنعة، والصداقات.. أما شعرياً فاستفدت اختزال الفكرة في أقل عدد من الكلمات، والفرق بين الرأي والمعلومة، وقوة التأثير.
• لماذا غادرت جمعية الثقافة مبكراً؟•• لم أغادر مبكراً، كان شرطي الوحيد على مجلس الإدارة، أن أعمل متطوعاً مديراً لجمعية الثقافة والفنون بالدمام، لفترة أربع سنوات فقط (من يناير 2014 إلى نهاية ديسمبر 2017)، على أن أؤسس منظومة عمل تستمر مع ترشيح مدير بديل كفء، وهو ما تم، دون زيادة ولا نقصان.
• كيف ترى تجربة قصيدة النثر في العالم العربي؟•• أعتقد أني قريب جداً من هذه التجربة، ما يمكنني من القول إن قصيدة النثر السعودية تمتاز بثرائها وتنوعها، وتواتر أجيال يبدعونها منذ منتصف القرن الماضي حتى اليوم، بشكل متصاعد.
• بماذا تصف الصراعات الثقافية؟•• هناك نوعان من الصراعات؛ الأول هو صراع الأفكار الناتجة عن متن النص والمنتج، وهو ضرورة، وآخر هو وليد صدام مع التحولات الجديدة، فالكثير ممن عبر مصاعب وقسوة المرحلة الماضية يرى أن له أن يعوض عما أصابه، متناسياً أن هذا دوره الذي دافع عنه، ومن جهة مقابلة أرى المؤسسة التي تبني منظوماتها الجديدة تتفادى الخبرات الممتدة عمقاً.. هنا صراع أتمنى تداركه من جميع الأطراف.
• كيف ستقاوم الثقافة الصلبة الثقافة السائلة؟•• المستجدات الثقافية الراهنة، عززت التقارب وتضاءلت فيها الفوارق بين الثقافة الصلبة والثقافة السائلة، أعتقد أن القبول بالآخر، وعدم احتكار الرأي، والبعد عن التصنيف الغابر بين النخبة والعامة، ربما طريق ثالث يمزج بين الحدين.
• هل ما زال للمثقف دور مجتمعي؟•• بالطبع ويظل أبداً، حتى لو ادعى غير ذلك.
• ما مدى تصالحك مع مواقع التواصل؟ وألا تخشى منها؟•• مبكراً بدأت وما أزال أنشر نصوصي مباشرة عبر صفحتي في «فيسبوك»، وخصصتها بمشاعري، ثم فتحت حساباً في «تويتر» لمتابعة الأخبار في لحظتها، لأني ألغيت من بيتي كل محطات التلفزيون منذ 2013.
وبالطبع لست أخشى من مواقع التواصل إلا في حال التجني الموجّه على الحقيقة والناس.
[ad_2]
Source link