[ad_1]
ككاتب متابع لا تهمني الروايات الكثيرة التي ذكرها بخصوص الحركة لأنها نابعة من وجهة نظره الحماسية الإخوانية، وكلنا نعرف طبيعة الفكر الحماسي الإخواني الذي وصفه مشعل – في استخفاف شديد بعقول كل الذين يعرفون حقيقته – بأنه «فكر وسطي معتدل يمزج بين الإسلام والعروبة والوطنية»، بل لا تهمني المقابلة من الأساس ولا تستحق حتى الإشارة إليها، لولا أنه أقحم المملكة في حواره بطريقة مرتبة مع محاورته ليكذب ويغالط ويسيء لها، ويزيف الحقائق التي يعرفها الجميع، في تأكيد إضافي بأن تنظيمات الإسلام السياسي لا مبدأ لها سوى الكذب والجحود.
الموضوع الأول الذي كذب فيه هو تعليقه على حديث الأمير بندر بن سلطان عن الانقسام الفلسطيني عموماً وتنصل حركة حماس من اتفاق مكة الشهير برعاية المملكة وإشراف الملك عبدالله، رحمه الله، لقد حاول خالد مشعل قلب الحقائق ونفي الوقائع التي ذكرها الأمير بندر للعالم بأجمعه في حواره الشهير، وهو الدبلوماسي المخضرم الذي عايش تفاصيل ذلك الملف ويعرف أدق تفاصيله، كما حاول الإيحاء بأن المملكة ظلمت حماس بأنها سبب انهيار الاتفاق، وأن غضب الملك عبدالله من الحركة ومنه لم يكن مبرراً، هكذا وبكل صفاقة يريد مشعل مغالطة التأريخ والتطاول على الكبار الذين وقفوا بصدق مع القضية الفلسطينية منذ بدايتها إلى الآن.
أما الموضوع الثاني والأسوأ فهو اعتقال كوادر حماس في المملكة وتعذيبهم، كما يدعي كذباً، لأنهم يناضلون من أجل القضية ويحاربون الصهاينة، ومطالبته بإطلاق سراحهم إذا كان وجودهم في المملكة يشكل عبئاً عليها لأنهم حماسيون. هنا تتجلى أحقر أشكال الكذب؛ لأن المملكة تعلن دائماً في بياناتها الرسمية أسباب وحيثيات ضبط من يخالفون قوانينها وأنظمتها ويهددون أمنها الوطني من أي جنسية، وهذه القضية تم إعلان تفاصيلها، ومشعل وزملاؤه يعرفون ذلك جيداً، ويعرفون لماذا تم ضبط أولئك المارقين.
خلاصة القول، لسنا هنا في الأساس لتفنيد أكاذيب مشعل بحق المملكة؛ لأن إساءات حماس كلها للمملكة أصبحت معلنة من قبل كوادرها، سبب الحديث عن مقابلة مشعل هو لفت الأنظار من جديد إلى أن عذابات فلسطين والفلسطينيين سببها الرئيسي هو المتاجرون بها من أهلها، ويكفي تأكيداً على ذلك قول مشعل في المقابلة: لا مانع لدي من العلاقة مع من يتاجر بالقضية الفلسطينية ما دام يدعمنا.
[ad_2]
Source link