[ad_1]
ولد ونشأ وعاش في باحة ما فتئ يسقيها من رحيق دمه، وترعاه بوارف ظلالها وحسن جمالها وسحر طبيعتها، ناسجاً مؤلفاته الفكرية من واقع التجربة وومض المعرفة، وملماً شتات يقينه في فضاءات الشك، إذ كابد -وما زال- مشقة فضول المتطفلين على قناعاته ورؤاه، بعدما دأب على مجابهة الجامدين المؤدلجين الذين استمرأوا مصادمة الوعي بأفكارهم المموهة وهجومهم الممنهج، حتى لا يبرح رقعة على خارطة الثقافة والحوار إلا وأبقى فيها شيئاً من أثر جدله وبصمات نقاشاته، لمن شاء أن يقتفيه ويمضي في حراك فكري ناضج وبنّاء، يعزز أهداف الحوار والإصلاح والتنمية، ويعمق مسؤولية الكتّاب والمفكرين إزاء مهمة استرداد الوعي والتنوير في مجتمع متعدد الاتجاهات الفكرية.
ملأ الدكتور علي الرباعي حقيبته الإنتاجية، بالإضاءات الفكرية العامرة التي تناولت بجرأة صراع التيارات في السعودية عبر مؤلفات ومقالات عدة، غاص عبرها في عمق التحولات الفكرية التي شهدها المجتمع السعودي، من واقع معايشته للمراحل التي مرَّ بها، ابتداءً من زمن ما يسمى «الصحوة» وصولاً إلى مرحلة اللا تقليدية في الأفكار والطرح المتمرد على الأنماط الموروثة السائدة، والأعراف التي فرضتها القيود المتشددة وتلقفها المجتمع دونما أسانيد مشروعة أو دوافع منطقية مجدية.
انبثقت حربه الكتابية ضد هذا الفكر المتشدد عن خلفية معرفية دقيقة، تشكلت عبر دراسته المتخصصة ومشارب العلوم التي نهل منها، نال درجة الدكتوراه في الفقه والقانون، ومارس تدريس الشريعة في المعهد العلمي، وارتكز في كل أطروحاته الجريئة على الدليل والبرهان والمنطق، وشجاعة التناول الموضوعي بكل تجرد ومهنية.
[ad_2]
Source link