[ad_1]
وبدأت تتكشّف تفاصيل الغارة التي تمت صباح الأحد في العاصمة الأفغانية. فقد اتضح أن الاستخبارات الأمريكية توصلت الى مكان اختباء الظواهري في كابول مطلع سنة 2022. لكنها ظلت ترقبه على مدى شهور للتأكد من أنه هو الظواهري فعلياً. وتشير الملعومات الى أنه لوحظ أن الظواهري كان يظهر بشكل منتظم على شرفة المنزل المخصص لإقامته في كابول. وتم إبلاغ مسؤولي الأمن القومي، والأمن الداخلي الأمريكيين في أبريل 2022 بما توصل إليه ضباط الأجهزة الاستخبارية المعنية. وفي الأول من يوليو 2022 اجتمع مسؤولون استخباريون برئاسة مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، ومديرة الاستخبارات القومية آفريل هاينز، ومديرة المركز القومي لمكافحة الإرهاب كريستين أبي زيد، وناقشوا خطة لتصفية الظواهري مع الرئيس الأمريكي بايدن. وأشارت «نيويورك تايمز» أمس إلى أن بايدن أبدى حرصه على ألا تسفر الغارة على الظواهري عن إصابة أي مدنيين في محيط منزل الظواهري.
واتضح أن زعيم «القاعدة»، الذي يعتبره المسؤولون في واشنطن شريكاً لبن لادن في تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001، التي استهدفت الولايات المتحدة، عاد إلى كابول في وقت سابق هذا العام، بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان، مطمئناً الى أنه سيكون في مأمن من أي هجوم يستهدفه في العاصمة كابول. وخصص له منزل في حي شيربور الراقي في كابول. وأشارت أسوشيتد برس أمس إلى أن التخطيط لتصفية الظواهري استغرق طويلاً، وشاركت فيه فرق من المحللين المستقلين. كما شارك فريق هندسي بتقييم منزل الظواهري، واحتمالات الخطر الذي قد يتعرض له المدنيون من أية محاولة لاستهداف زعيم «القاعدة». ووصف بايدن الأدلة التي توصل اليها رجال الاستخبارات في شأن وجحود الظواهري في كابول بأنها «واضحة ومقنعة». ونقلت أسوشيتدبرس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بايدن أمرهم بإعداد خطة تفصيلية لضربة جوية تهدف لإزالة الظواهري نهائياً من ميدان المعركة.. تم الاتفاق على إطلاق صاروخين من طراز هيلفاير على شرفة المنزل، لتدميرها لحظة وجود الظواهري فيها، من دون إصابة أي شخص من أفراد العائلة. وقال مسؤول أمريكي إن الظواهري نجح في إقامة نموذج عالمي لتنظيم القاعدة يمكنه أن يشرف عليه من أي مكان منعزل. وفي 25 يوليو الماضي، وأثناء فترة العزل الصحي التي يقضيها بايدن جراء إصابته بفايروس كوفيد-19، تم إطلاع الرئيس الأمريكي على الخطة بشكلها النهائي. وأصدر بايدن موافقته على تنفيذها في أقرب فرصة ممكنة. وقد حانت تلك الفرصة صباح الأحد في كابول (ليل السبت في واشنطن). وتم إبلاغ بايدن بلحظة بدء التنفيذ. كما تم إبلاغه بانتهاء العملية. وانتظر الأمريكيون نحو 36 ساعة لإجراء التحليلات الاستخبارية اللازمة للتأكد من نجاح الغارة في تدمير الظواهري. وراقب عملاء الاستخبارات ردود أفعال قادة شبكة حقاني-طالبان، الذين سعى مسؤولوها إلى منع الوصول إلى بيت الظواهري، ونقل أسرة الظواهري إلى منزل آخر. وفسر المسؤولون الأمريكيون ذلك باعتباره دليلاً على محاولة مسؤولي طالبان إخفاء حقيقة أنهم يستضيفون زعيم القاعدة في كابول؛ إذ تعهدوا بموجب الاتفاق مع واشنطن الذي أسفر عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بألا يسمحوا لأية حركة متطرفة ممارسة نشاطها التخريبي في كابول.
ولا يعرف حتى الآن مكان انطلاق المسيرتين اللتين حملتا صاروخي هيلفاير لقتل الظواهري. لكن المراقبين اعتبروا نجاح الغارة دليلاً على نجاح ما سموه «استراتيجية ما فوق الأفق»، التي تنطوي على تنفيذ أي عمليات تخططها أمريكا من دون التضحية بجنود أمريكيين على الأرض.
[ad_2]
Source link