[ad_1]
هو معنا اليوم في صحيفة «عكاظ» في حوار مفتوح حول رؤيته للأدب، وقراءته للمشهد الثقافي، وحضوره الذي بات قليلاً في الساحة الأدبية.. فإلى الحوار:
• آمالك وطموحاتك.. ما الذي طرأ عليها؟
•• كم هو مؤلم -يا أبا يارا- أنْ تصير السلامة من الأذى أقصى الآمال، وغاية الطموح.
• ماذا لديك بعد كتابك الشعر في عسير؟
•• لدي عمل موسوعي ضخم أعكف عليه منذ ثماني سنوات، وقد زاد عدد صفحاته على ألفي صفحة، ويبدو أنه لن ينتهي، وقد استهلك منّي الزمن الأهم من بقية العمر، إلا أنه سيكون -بإذن الله- هادياً معرفيّاً للأجيال الباحثة في الأدب والثقافة في منطقة عسير، هذا إن أعانني الله على استكماله في ظل انعدام الشغف، فضلا عن أنني نشرت بعض الأبحاث التخصصية الواجبة أكاديميّا ووظيفيّا، وهناك كتاب فكري انتهيت من كتابته وتبويبه، وأخشى نشره الآن.
• أخطاء ارتكبها أحمد التيهاني في حياته ويود التكفير عنها اليوم.
•• كل أخطائي الكبيرة كانت في حق نفسي، وأعلاها إحسان الظن فيمن لم يربه أبواه، فتربى في المراكز ومخيمات تربية حزبية خالصة. وكفارة هذا الخطأ هي عدم الثقة في أي فرد ينتمي إلى هذه الفئة، مهما أظهر من الأخلاقيات السامية؛ لأن «التقية» مغروسة في عقول هؤلاء غرساً، ولأن الغدر بات -عندهم- عقيدة.
• إذا كنت -كما تقول- لست شاعراً، فلمَ تكتب الشعر وتطبع ثلاثة دواوين شعرية؟
•• فقط، أريد أن أريح نفسي بالبوح والتعبير، وسأكتب وأنشر وأطبع، ما دمت أحزن وأفرح وأشعر.
• هل يستنسخ الشعراء في عسير قصائدهم من شعراء سابقين كما يشاع ذلك؟
•• ليتك قلت: بعض شعراء عسير، ولا شك أن هناك تناصّاً كثيراً، وقد كشفت عن بعضه الباحثة قصايد القحطاني في رسالتها للماجستير، وعنوانها: «التناص عند شعراء منطقة عسير»، ولسنا هنا في مساحة مناسبة للخوض في المفاهيم، ومنها مفهوم التناص، إلا أنني أراه حالة بدهية؛ فالإبداع اللغوي قائم على القراءات والأخذ والتأثر، بيد أنه -عند بعضهم- ظاهر ظهوراً يدل على تعمّد الأخذ، والبناء على قصائد سالفة، سواء أكان ذلك على مستوى التركيب اللغوي، أم على مستوى الصور الشعرية، أم على مستوى الإيقاع الخارجي.
• هناك من يرى شعراء عسير مقلدين لغيرهم.. ما رأيك؟
•• المقلدون مقلدون في كل زمان ومكان، والمجددون مجددون في البيئات كلها، وسؤالك يتضمن حكماً عاماً، والأحكام العامة مردودة على الدوام.
• رغم شهرة شعراء كثيرين يكتبون القصيدة الشعرية في السعودية، إلاّ أنك لا ترتاح لقصائدهم بحجة الصدق الفنّي.. ما تعريفك لهذا الصدق؟
•• عندي مفهوم خاص للصدق الفني يختلف عن مفهومه عند العقاد وصاحبيه -رضي الله عنهم- في: «الديوان..»، وهو: أن تكون القصيدة أنت أيها الشاعر.. تكون القصيدة مرآة تعكسك أنت فقط، ولنا في قصائد محمد زايد الألمعي الشافة عنه، وعن ذاته، وعن آلامه، وعن سعاداته، وعن خيباته، خير أنموذج.
• لماذا تبدو حزيناً وبائساً اليوم، وأنت من أشاع الفرح كما يقال في سنوات ماضية؟
•• سلْ مَن جعل المُشار إليهم في السؤال الأخير، يستقوون به، فيؤذون، ويقْصون، ويجبرون على الاستقالات، ويحيلون إلى التحقيق، ويحرّضون، ويغلقون أبواب الرزق، ويحولون دون الفرص، وينهون الآمال والطموحات كلها، ويستمرون في السعي إلى الفتك بمن قال لهم علناً: أمننا الفكري خط أحمر؛ لأنه أمن وطننا وأهلنا، ولأنه مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا، فأوقفوا تسويق خطابكم الآيديولوجي عبر مبادراتكم البرّاقة المخاتِلة.
• ما رأيك في المثقفين السعوديين اليوم؟
•• أكثرهم صادقون مع أنفسهم ومحيطهم، فضلاً عن أنّ أكثرهم أنقى، وأنظف يداً، وأكثر حرصاً على وطنهم وأهلهم، وأكثر حباً له، وخوفاً عليه، من خصومهم الذين تعرفهم، وهذا يكفيهم.
• هل غُيّب أحمد التيهاني أم غاب عن المشهد في منطقة عسير؟
•• بكل صدق: غُيّب بالفعل المبني للمجهول/ المعلوم عندي، أو أنه غُيّب، فغاب، ولعل في ذلك خيراً لا أعلمه.
• لو كنت خارج الأندية الأدبية، ما النصائح التي يمكن أن تفيد بها الأدباء والمثقفين الذين يعملون داخل هذه الأندية الأدبية؟
•• اعملوا لأجل الثقافة والأدب فقط، واتركوا عنكم مناشط المجاملات، وتسويق المبادرات الساذجة، ولا تكونوا معبراً للخطابات المؤدلجة على اختلافها.
• لماذا منطقة عسير ربما الوحيدة التي لم تشهد تعاوناً مستمراً وفارقاً بين ناديها الأدبي وجمعية الثقافة والفنون؟
•• وهل هناك تعاون «مستمر وفارق» في مناطق أخرى؟ رغم أنني على يقين من أن التعاون مع الأصدقاء الممتازين والواعين جدا في فرع جمعية الثقافة الفنون بأبها سيؤدي إلى منتجات ثقافية فارقة، ولعل سؤالك هذا يفتح الباب أمام أعمال مشتركة، أثق أن الزملاء في مجلس إدارة أدبي أبها سيدعمونها، ويؤيدونها، وأثق أن الزملاء في الجمعية كذلك.
• لماذا المثقفون أقل حضوراً ومتابعة في وسائل التواصل؟
•• باختصار؛ لأن الشعبوية والجماهيرية ليست قضيتهم، وليست على رأس اهتماماتهم كغيرهم، وقد كتبت عن هذه القضية مقالاً مطوّلاً نشرته المجلة العربية ضمن أحد ملفّاتها، ولا أجد المساحة -هنا- كافية لاستعادة بعض فقراته، إلا أنني أحيل إليه مَن تهمُّه الإجابة عن هذا السؤال.
• هل ما زال لدينا من يتباهى بإلقام الليبراليين حجراً؟
•• نعم، وما أكثرهم، ولكن من وراء حجاب، ولعل الرسائل المنقولة المُعمّمة التي تزخر بها «قروبات» الواتس تدلك على ذلك، ولا أريد أن أقول لك راقب ردود الشاعر «القطبي» فلان على تغريدات المثقفين، لتعرف أنه يتفاخر بذلك أمام بني حزبه.. لا أريد أن أذكر اسمه الصريح؛ كيلا أسرق منه ومن فئته منهج «التأليب» الذي لا يليق بالإنسان.. أيّ إنسان.
• الفضاء المفتوح، هل أنهى طرائق التشنيع والتشويه والتأليب على الأدباء والكتاب والباحثين والمفكرين؟
•• بل زادها، فالمثقف والمفكر والباحث والأديب هو الجدار القصير الذي يقفز عليه سياسيو الظل، لأنه -بوعيه ومعرفته- يشكل خطراً على فكرهم، وعلى شعبيوتهم الزائفة، وهي رأس مالهم للقفز على العروش في اللحظة المناسبة، ويؤيدهم في ذلك السذجُ من تابعيهم.. سأقول لك شيئاً: اقرأ بعض الردود على تغريدات مثقف ممتاز وأكاديمي جاد، هو د. صغير العنزي مثلا، واقرأ تشفّي بعضهم عند مرض الطليعي د. محمد آل زلفة عافاه الله، لتستوعب ما قلتُه، والنماذج كثيرة…
• هل انتهت أزمة المثقف الإخواني معك أم أنها ما زالت قائمة؟
•• هي ليست أزمتي الشخصية مع «الإخوان» جماعةً وأفراداً، هي أزمة الدين، والوطن، والمبادئ، والوعي، والأخلاق، والسلام، والأمن، والإنسانية، معهم. وهنا أتحفظ على مصطلح: «المثقف الإخواني»؛ لأنه لا يوجد مثقف إخواني على الإطلاق، إذ كيف لنا أن نمنح وصف «مثقف» لمن ارتضى الانتماء إلى تنظيم ارتكب -من أجل أهدافه السياسية الدنيوية- الموبقاتِ كلّها دون استثناء، من: القتل، والتدمير، وخيانة الأهل والأوطان، والدعوة إلى نبذ الانتماء إليها، والكذب، وتلفيق التهم، ونشر الشائعات، والتآمر، والتزوير، وتسميم الوعي، وصناعة الاحتقان المجتمعي، والإيذاء، والظلم الصريح، والفساد الإداري المركّب، وامتهان المقدّس، وتطويعه، والتلاعب بأحكامه، واستخدامها في الاستتباع، وتحويل الدين كله إلى عصا غليظة ضد الخصوم الفكريين والسياسيين؟
[ad_2]
Source link