في الوقت الذي أكد فيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، مؤخراً، على العمل لتحويل اليونان إلى مركز للهيدروجين في أوروبا، زادت التساؤلات حول مسببات اختيار هذه الدولة الأوروبية العريقة لتكون محطة رئيسية في صناعة الطاقة المستقبلية.

للإجابة عن ذلك، يرى الدكتور محمد الصبان، المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، لـ«الشرق الأوسط»، أن اختيار السعودية للشراكة الطاقوية مع اليونان نابع من أهمية الموقع الجغرافي للجمهورية، كونها بوابة إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما يعود بالفائدة على البلدين، مبيناً في الوقت ذاته أن المملكة تمضي في مرحلة إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق.

وأضاف الدكتور محمد الصبان أن زيارة ولي العهد السعودي لليونان مؤخراً جاءت في وقت بدأت فيه المملكة عبر مدنها الجديدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، وهما من مصادر الطاقة المتجددة.

وأبان أن الهيدروجين يستخدم الطاقة الشمسية للتوليد وجزء من الطاقة الأحفورية، مستطرداً «لكن تعتبر نظيفة كطاقة مستخلصة من هذين المصدرين»، مشيراً إلى أن اختيار اليونان مركزاً تسويقياً فيما بعد ومركزاً لإنشاء مصانع للطاقة الهيدروجينية مهم جداً في الوقت الحالي؛ حيث إن الجمهورية تعد بوابة لدول الاتحاد الأوروبي التي بحاجة الآن إلى مثل هذا النوع من الطاقة، بعد أن أُغلقت أمامها فرص الاعتماد على الغاز الروسي.

وزاد الصبان أن دول الاتحاد الأوروبي أمام أمرين؛ إما أن تترك الأمور كما هي وتعاني من شتاء بارد وعصر جليدي يجمد الاتحاد دون غاز، وإما أن تستفيد من المنتج الموجود في الدول الأخرى وستواجه صعوبة وتكلفة مرتفعة جداً من أجل الحصول عليه، لافتاً إلى أنه في حال لم ينتج الهيدروجين في اليونان بحسب موقعها الجغرافي، فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من أزمة توفير الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء.

ووضعت السعودية نصب أعينها، أن تصبح أكبر مورد للهيدروجين، وهو وقود يُنظر إليه على أنه محوري، للحد من تغير المناخ.

وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، في وقت سابق، إن بلاده لديها خطط طموحة وستصبح بلا منازع أكبر مصدر للهيدروجين، مشيراً إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة في البلاد، تمكنها من إنتاج الهيدروجين الأزرق، في إشارة إلى شكل من الوقود يتم إنتاجه عند إعادة تشكيل الغاز والتقاط ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي.