تمثل لاعبة البلياردو السعودية ميعاد محمد أحد أبرز الوجوه الجديدة على ساحة الرياضة النسائية في المملكة، وقد نجحت في لفت الأنظار بعد تحقيقها لقب الجولة الثانية لبطولة المملكة للبلياردو، رغم حداثة تجربتها كونها بدأت في سن متأخرة وحققت الإنجاز في ظرف 6 أشهر من ممارستها للعبة. وقالت ميعاد في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن الفوز ببطولة المملكة من خلال المشاركة الأولى يجعلها تسعى بشكل أكبر لتطوير نفسها من أجل الوصول إلى منجزات أكبر ليس على المستوى المحلي بل العالمي. وفيما يلي نص الحوار مع النجمة السعودية:
> بداية، كيف وجدتِ المشاركة في الجولة الثانية لبطولة المملكة التي أقيمت في تبوك، وكيف كان مشوار تحقيق اللقب؟
– بكل تأكيد كانت المشاركة إيجابية ورائعة خصوصاً أنها كانت الأولى التي أشارك بها، وتعرفت على العديد من الموهوبات في هذا المجال ونافستهن وتفوقت عليهن وهذا ما جعل هذه التجربة راسخة وأسعى للبناء عليها من أجل تحقيق المزيد من المنجزات في المستقبل سواء في البطولات السعودية أو البطولات التي تقام خارج المملكة حيث تمثيل منتخب وطني.
> كيف بدأتِ ممارسة هذه اللعبة؟
– دخلت هذه اللعبة من خلال علاء محمد أحد الزملاء الممارسين لها وهو كثير التواجد في إحدى صالات البلياردو في مدينة جدة، وطلب مني التجربة وبالفعل قمت بذلك وأحببت هذه اللعبة لما لها من خواص كثيرة إيجابية منها التفكير العميق والتركيز والتخطيط والرسم على طاولة وهذه الأمور جعلتني أتعلق بها وأواصل الممارسة فيها حتى أنها تشغل وقتي بعد الانتهاء من وظيفتي اليومية الرسمية. وأحب أن أشكر علاء وكل من وقف معي وساندني وطور أدائي ولولاهم لم أستطع الاستمرار أو على الأقل لم أدخل هذا المجال.
> جميعنا يعرف أنه لا يوجد صالات رياضية لممارسة اللعبة بالمجان، كيف تعاملتِ مع هذا الأمر؟
– في الحقيقة تم تبني موهبتي من قبل الصالة التي أتمرن بها وأمارس هوايتي فيها، وأشكر القائمين عليها، ومهما كانت الظروف يجب على من يهوى شيئاً أن يواصل ممارسته وإن كان ذلك يكلفه مادياً فالأهم الوصول إلى الهدف.
> منذ متى تمارسين هذه اللعبة؟
– لم أتخطَّ 6 أو 7 أشهر على الأكثر وأنا أمارس هذه اللعبة، والحمد لله تقدمت خطوات هامة فيها وحققت منجزاً سريعاً أتمنى أن أواصل العمل من أجل المحافظة عليه وتطويره في الفترة القادمة. هناك بطولات قادمة محلية ومن بينها الجولة الثالثة في مدينة جدة وأسعى لتحقيق الفوز بالمركز الأول مجدداً وتأكيد أنني قادرة على صنع منجز في المستقبل على المستوى الشخصي أو على مستوى تمثيل وطني السعودية في المحافل القادمة.
> كيف كانت المنافسة في البطولة؟
– كانت المنافسة قوية خصوصاً أنني واجهت البتول الحمزة في الدور نصف النهائي وهي بطلة النسخة الأولى وكانت المنافسة قوية كما أن النهائي لم يكن سهلاً أمام اللاعبة سهراب يحيى وكان المستوى الفني أكثر مما توقعت والحمد لله حققت البطولة وتوجت بأول لقب في مسيرتي.
> هناك من يرى أنك دخلتِ هذا المجال متأخرة كونه من المعروف أن الأبطال في هذه اللعبة وغيرها من الألعاب يبدؤون في سن مبكرة، هل تجدين تلك نظرية صحيحة؟
– نعم أنا دخلت متأخرة في مجال اللعبة ولكن لا أعتقد أن الوقت فاتني لتحقيق المنجزات، الجميع يعلم أن الرياضة النسائية دخلت بشكل رسمي في السنوات الأخيرة ولكن من تجتهد وتعمل وتسعى ستنافس وتكسب، وهذا ما حصل لي؛ ولذا أعتقد في لعبة البلياردو هناك منجزون في سن متقدمة جداً والأبطال فيها يحتاجون مواصفات معينة وأطمح أن أكون بطلة في هذه اللعبة في المستقبل ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي.
> كيف ترين دعم اتحاد اللعبة برئاسة الدكتور ناصر الشمري؟
– بكل تأكيد يشكل دعماً كبيراً ومحفزاً جداً وقد التقيت بالدكتور ناصر وقدم لنا كل التحفيز والدعم من أجل أن نواصل العمل، وحينما توجد قيادات بنفس فكر وعقلية الرئيس الحالي سيكون هناك منجزات مهمة بكل تأكيد، فلا أجامل حينما أقول إن العمل الذي يقوم به الاتحاد يحفز على الاستمرار ومواصلة التحدي في هذا المجال.
> هل لديك الوقت الكافي لممارسة هذه اللعبة، أم أن العمل الرسمي ينال الجانب الأكبر من وقتك؟
– بحكم وجودي في المجال الصحي فأنا أصطدم عادة بضيق الوقت، كما أن تبدل ساعات الدوام الرسمية له أثر ولكن كل شيء يمكن أن يتم من خلال تنظيم الوقت والالتزام والسعي لتحقيق كل المتطلبات والواجبات في وقتها، فلا تقصير في جانب على حساب آخر، ومن الأمور التي تحببني في لعبة البلياردو أنها تمنحك مجالاً أوسع في التفكير والتخطيط والتنظيم وهذه ميزة قد لا تتوافر في كل الألعاب.
> ما نوع الدعم الذي تحظين به من الأسرة من أجل مواصلة طريقك في هذه اللعبة؟
– أحظى بدعم مهم جداً من عائلتي حيث إن أسرتي – والدتي وأخواتي يتواجدن معي بشكل دائم ويدعمنني ويحفزنني ولهن دور فعال جداً من أجل أن أواصل هوايتي وتحقيق المزيد من المنجزات.
> هل لديك صالة بلياردو في المنزل؟
– ليس لديّ صالة حالياً في منزلي وقد أؤسس لذلك لاحقاً ولكن أعتقد أن التواجد في صالة البلياردو مهم للأجواء التنافسية والاستماع لتوجيهات الخبراء في هذه اللعبة وذلك أفضل من أن أتدرب وحدي. لم أصل إلى مرحلة الاحتراف حتى أكون أفضل ممارسة للعبة وحدي وأعتقد أن الانتظام في الصالة الرياضية أكثر قيمة وفائدة من أن أتدرب وحدي في المنزل مثلاً.
> كيف وجدتِ المواهب الحالية في اللعبة محلياً؟
– أرى مواهب كثيرة ولهن مستقبل باهر، أتوقع بروز العديد من الموهوبات في هذه اللعبة والمنافسة على كافة الأصعدة وقد تابعت واختلطت بالعديد منهن في البطولة الماضية وأرى أن لهن مستقبلاً مشرقاً.
> هل هناك أبطال عالميون تتابعينهم وتستفيدين منهم من حيث المهارات؟
– شين فان بوينينج والبن أوشن وهؤلاء من أهم أبطال العالم وأتابعهم وأستفيد منهم بكل تأكيد وأتمنى أن أصل لتحقيق أكبر المنجزات.
> كلمة أخيرة تودين قولها؟
– أقول للفتيات والسيدات السعوديات عليكن بالجد والاجتهاد والإيمان بقدراتكن على تحقيق المنجزات فلا يوجد مستحيل، والرياضة ليست مرتبطة بسن معينة، ولذا عليكن الجد والاجتهاد والعزيمة والإصرار وكل شيء يمكن تحقيقه في ظل الدعم الحكومي الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية وفسح المجال للسيدات كي يأخذن دورهن في كافة المجالات.