[ad_1]
على الرغم من كونها “غنية بالموارد البشرية والطبيعية والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة غير المستغلة لا تزال قارة أفريقيا تواجه تحديات” في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق ما جاء في كلمة رئيس الجمعية العامة عبد الله شاهد في الحوار رفيع المستوى بشأن أفريقيا التي نصبو إليها.
التغلب على الصراعات بشق الأنفس
مرت أفريقيا بتحول جذري منذ نهاية الحقبة الاستعمارية، حيث يكافح العديد من البلدان بعد الاستقلال لكفالة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسلام والأمن.
قال المسؤول الأممي الرفيع: “أفريقيا اليوم هي منطقة تبنت واتبعت أجندة تحولية نحو التنمية المستدامة، وهي ترسم طريقا نحو الازدهار والوحدة والسلام والتكامل”.
ومشيرا إلى التزاماتها في جميع أنحاء الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، وجدول أعمال 2063، وأهداف التنمية المستدامة، قال السيد شاهد: “نحن نسير في الاتجاه الصحيح، لكننا ما زلنا بحاجة إلى القيام بالمزيد”.
التحديات
وفقا لتقرير صدر في شباط/ فبراير، بالمقارنة مع أهداف عام 2021 لأجندة 2063، فإن إفريقيا ككل تسير على الطريق الصحيح بنسبة 51 في المائة فقط.
في الوقت الذي تواجه فيه أفريقيا تحديات عالمية، مثل تغير المناخ، وفيروس كوفيد-19، وارتفاع أسعار الوقود، وعدم المساواة، أظهرت نقاط ضعف أساسية.
وأكد السيد شاهد أنه “مع ذلك، لا يزال التقدم ممكناً”، مشدداً على أهمية الاستثمار في الناس.
أهمية الطموح
ووصف رئيس الجمعية العامة التنمية المستدامة لأفريقيا بأنها “أولوية” للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وقال إن العمل الجماعي غالبا ما كان عاجزا عن الإنجاز.
وحث الجميع على إعادة الالتزام بالتنمية المستدامة في القارة، وتقييم الأماكن التي تفتقر إلى العمل، وتعزيز التقدم، والوفاء بالالتزامات الحالية مع استحداث التزامات جديدة “تعكس عالمنا المتغير باستمرار”.
واختتم حديثه قائلا: “بالعزم والالتزام المستمر والمثابرة والدعم من المجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة،” يمكن أن تصبح أفريقيا التي نصبو إليها حقيقة واقعة.
تحويل الأزمات الثلاثية إلى فرصة
وفي حديثها نيابة عن الأمين العام، أكدت نائبته أمينة محمد أن الأمم المتحدة تشارك الاتحاد الأفريقي رؤية القارة التي تشكلها سرديتها الخاصة، والتي تسترشد بمواطنيها، وتمثل قوة ديناميكية على المسرح العالمي.
ومع ذلك، فقد عرّضت الجائحة وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا مكاسب التنمية السابقة للخطر.
وفيما حددت الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، أكدت أمينة محمد أن أهداف أفريقيا لا تزال في متناول اليد.
ومع ذلك، لبلوغ تلك الأهداف، يجب أن تتغير العقليات ويجب أن تتحول الأزمة الثلاثية إلى فرصة.
جانب مشرق
من جهته، وصف كولين كيلابيل، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنظم المشارك للجلسة، الاجتماع بأنه “يأتي في الوقت المناسب وذو صلة”.
ودعا إلى “العمل الجماعي والتضامن الدولي لمواجهة التهديد الذي يلوح في الأفق بانعدام الأمن الغذائي والمجاعة، وآثار حرب أوكرانيا على الطاقة والاقتصاد”.
“الجانب المشرق هنا هو أن هناك فرصة غير مسبوقة لأفريقيا لمواجهة هذه التحديات، وتسريع التصنيع والتنوع الاقتصادي، ودمج نفسها بشكل أكبر في سلاسل التوريد العالمية من خلال زيادة القيمة المضافة عند المصدر”، كما أوضح رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
تمويل تنمية أفريقيا
وأشار السيد كيلابيل إلى أن التمويل الخارجي، مثل المساعدة الإنمائية الرسمية (ODA)، “لا يفي باستمرار بالالتزامات”، ووصف الموارد المحلية بأنها “أساسية” لتمويل التنمية.
السؤال المطروح هو كيفية “إنشاء مساحة السياسة اللازمة والحفاظ عليها” لإصلاح وتحويل “الإمكانات الأفريقية غير المستغلة”.
“بصفتنا صانعي سياسات أفارقة، لدينا دور حاسم نلعبه في تنفيذ ومناصرة الإصلاحات التي من شأنها تعزيز المؤسسات وآليات الحوكمة في أفريقيا، والتي بدورها ستعمل على تحسين قدرتها على تحصيل الضرائب والإيرادات وترشيد النفقات بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة”.
تداعيات تغير المناخ
وأشار إلى أنه على الرغم من مساهمة أفريقيا بنحو 3.8 في المائة فقط في انبعاثات الكربون العالمية، إلا أنها معرضة بشدة للاحتباس الحراري الذي يتجلى من خلال الطقس القاسي وموجات الحر والجفاف وفشل المحاصيل والجوع.
كما أنه يؤدي إلى مزيد من الضغوط في الوصول إلى الموارد، مما يؤدي إلى حلقات مفرغة من الصراع في القارة التي تلقي بآثارها غير المباشرة على بقية العالم.
قال السيد كيلابيل إن مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ، الذي يُطلق عليه “مؤتمر الأطراف الأفريقي”، المقرر عقده في مصر في تشرين الثاني/ نوفمبر، “فرصة حاسمة لمعالجة هذا الاختلال في التوازن”.
وسيوفر فرصا للاستثمار في الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والنقل الفعال منخفض الكربون والتحولات الرقمية والمحاصيل المقاومة للمناخ لكسر اعتماد أفريقيا على الواردات الغذائية.
تمكين المرأة والشباب
وأشار إلى أنه من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، يمكن لكل أفريقي “كسب دخل عادل، والعيش حياة صحية، والمساهمة في المجتمع”، وشجع المشاركين على “تسخير العائد الديمغرافي” وتمكين الشباب والنساء في المنطقة.
قال السيد كيلابيل إن الاستثمار في النساء والشباب “سيضع القارة على المسار الصحيح لتحقيق خطة عام 2030 وأهدافها التنموية الخاصة، فضلاً عن التطلعات والأهداف التي تم تبنيها في أجندة 2063”.
في الختام، رحب بمبادرات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية وغيرها لزيادة دعمها للتغيير التحولي في أفريقيا.
[ad_2]
Source link