[ad_1]
ثلاثة أنشطة رسمية حفل بها أمس، اليوم الثاني والأخيرة لزيارة الدولة التي قام رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى فرنسا وتوجت بتوقيع مجموعة عقود ومذكرات تفاهم تندرج في إطار توسيع وترسيخ «العلاقة الاستراتيجية الشاملة» التي تجمع الإمارات وفرنسا والتي ما فتئ المسؤولون من الجانبين، في اليومين الأخيرين، يشددون عليها ويجعلونها بوصلة علاقاتهما المستقبلية.
وفي ظل حفاوة استثنائية ظللت زيارة الدولة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد بدعوة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون وتتوجت بمجموعة من العقود ومذكرات التفاهم، بدا واضحاً للمراقبين وهو ما عكسته الصحافة الفرنسية والأجنبية والعربية أن علاقة الثنائية بين باريس وأبوظبي ولجت مرحلة جديدة واعدة. وفيما وصف الشيخ محمد بن زايد فرنسا بأنها «حليف وصديق تاريخي»، فإن ماكرون اعتبر الزيارة «تاريخية» وكتب في تغريدة له ما حرفيته: «إن الشراكة الاستراتيجية التي نعمل على تعزيزها مع الشيخ محمد بن زايد في ميادين الأمن والدفاع والطاقة وتكنولوجيات المستقبل والفضاء والثقافة والتعليم ستقرب أكثر من أي يوم مضى فرنسا ودولة الإمارات العربية».
هذه الرسالة المشتركة تم التركيز عليها في جميع اللقاءات التي عقدها رئيس دولة الإمارات مع الرئيس ماكرون ولكن أيضاً مع رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشيه أول من أمس ومع رئيستي البرلمان والحكومة أمس، يائيل بيفيه – براون وأليزابيت بورن قبل مغادرته باريس حيث ودعته وزيرة الخارجية كاترين كولونا ممثلة الرئيس ماكرون. وكان رئيس الإمارات قد قام بوضع باقة من الزهر على ضريح الجندي المجهول القائم تحت قبة قوس النصر في ألعى جادة الشانزيليزيه.
وفي الكلمة التي سبقت عشاء الدولة في قصر فرساي التاريخي، ليل الاثنين، الذي يعد حدثاً بروتوكولياً استثنائياً، أفاض الرئيس ماكرون في الحديث عن العلاقة التاريخية الوثيقة بين باريس وأبوظبي وعبر عن سعادته بالعلاقة الشخصية التي تربطه بضيفه. وقال الرئيس الفرنسي: إنه من خلال مهام سموكم الرئاسية الجديدة… ستواصل جهودك من أجل جعل دولة الإمارات العربية المتحدة ذات اقتصاد قوي ومستقر ومتنوع ومتزايد وعضواً مؤثراً على الساحة الدولية في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية… وقد كانت فرنسا وستبقى صديقا مخلصا لكم لتحقيق هذا الطموح… فعلاقتنا تقوم على ركيزتين أساسيتين هما الولاء والموثوقية». ونوه الرئيس الفرنسي بأن «الطموح هو في صميم علاقات بلدينا» معدداً القطاعات التي ينوي الطرفان تعميق التعاون الشامل بشأنها وختم قائلاً: «إن التعاون يعبر عن مستوى علاقاتنا فهو تعاون لا يعرف الحدود». ورد رئيس الإمارات واصفاً علاقة بلاده بفرنسا بأنها «ذات طابع خاص إذ إنها مبنية على الثقة والصداقة والاحترام المتبادل». واعتبر الشيخ محمد بن زايد أن بإمكان الطرفين «تقديم مزيد من فرص النمو لعلاقاتهما والإسهام معاً في إحلال السلام والأمن في المنطقة والعالم» منوهاً بـ«المكانة الخاصة» التي يحظى بها الشعب الفرنسي في الإمارات. وختم الشيخ محمد بن زايد كلمته بشكر ماكرون لـ«حفاوة الاستقبال» الذي أحاطه به وبالوفد المرافق. وقبل عشاء فرساي، تم التوقيع على مجموعة من العقود ومذكرات التفاهم وإطلاق مجلس الأعمال الفرنسي – الإماراتي.
وأمس، صدر بيان مشترك عن الزيارة جاء فيه أن الرئيسين، تناولا في محادثاتهما «التحديات الإقليمية والدولية» واتفقا على «العمل معاً لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها على البلدين والعالم… كما اتفقا على إقامة شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا التي تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار تكلفته». كذلك أثنيا على «عمق الشراكة الاستراتيجية» بين بلديهما التي يعتبرانها «عنصراً أساسياً في جهود التعاون المشتركة والمتبادلة تجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها». وفي السياق عينه، أكدا «الالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية والإقليمي». وفي ملف السلام والاستقرار، جددا التزامهما بـ«بمكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود، من خلال تبادل الخبرات ومواصلة تعزيز الجهود المشتركة مع بقية الدول الأعضاء». وفي هذا الصدد، عبرا عن «التزامهما تجاه توسيع وتطوير التعاون التاريخي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات لتعزيز دورهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها». وأشار البيان إلى الاتفاقية التي تمت بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «توتال للطاقة» حول توفير الوقود بهدف زيادة أمن إمدادات الوقود في فرنسا. ويعد هذا الموضوع أساسياً لفرنسا كما لبقية البلدان الأوروبية التي تعاني من ارتفاع أسعار الكهرباء ومشتقات الطاقة وتدهور قيمة اليورو تجاه الدولار الأميركي المستخدم في التعاملات النفطية. وبالنظر لأزمة الغذاء المستفحلة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن أبوظبي «أكدت دعمها للجهود العالمية بشأن الأمن الغذائي وعملها مع فرنسا لإيجاد السبل لتخفيف الضغوط المتواصلة على منظومة الإمدادات العالمية» إضافة إلى دعمها للمبادرة الفرنسية في هذا المجال.
وتحت باب السلام والاستقرار، جال البيان المشترك على الملفات السياسية الذي تضمن تأكيدا على التزام البلدين «مكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود، من خلال تبادل الخبرات ومواصلة تعزيز الجهود المشتركة مع بقية الدول الأعضاء». كذلك، فإن الرئيسين «بحثا آفاق تعزيز السلام والحوار والدبلوماسية في المنطقة، وأعربا عن أملهما في أن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي». وجاء في البيان أن الشيخ محمد بن زايد أشاد «بالنجاح الذي حققه مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون» فيما نوه ماكرون بـ«الاتفاق الإبراهيمي الذي يسهم في نشر السلام والازدهار في المنطقة من خلال مد الجسور والتعاون. وأكد الرئيسان على أهمية استمرار جهود تعزيز السلام والازدهار».
وجال البيان بسرعة على أبرز الملفات التي تم التشاور والتباحث بشأنها وعلى رأسها الملف النووي الإيراني حيث «أعربا عن أملهما في أن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي.
– الأزمة في أوكرانيا
وبالمقابل، أعرب عن «قلقهما العميق بشأن الحرب في أوكرانيا وتأثيرها المروّع على المدنيين وتداعياتها على الوضع الإنساني وآثارها على أسواق السلع العالمية» كما أنهما «شددا على الضرورة الملحّة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة». وجاء في البيان أن رئيس دولة الإمارات «أشاد بالجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون في هذا الشأن».
ثمة ملفات أربعة أتى عليها البيان وتتناول الاقتصاد والاستثمار والصناعة والعمل المناخي والقطاع الصحي وأخيراً التعليم والثقافة والفضاء. ففي السياق الأول، جددا الرغبة في «توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بينهما وذلك بناءً على الشراكة الاستثمارية الواعدة التي تم إطلاقها في ديسمبر (كانون الأول) 2021». وأبدى الرئيسان ارتياحهما لإطلاق مجلس رجال الأعمال الإماراتي – الفرنسي كونه «إحدى القنوات المهمة لتوسيع التعاون البنّاء بين مجتمعات الأعمال في البلدين، وأكدا رغبتهما المشتركة في عقد الاجتماع الافتتاحي للمجلس خلال الفترة القادمة». وفي الملف المناخي، حرص ماكرون على تهنئة الإمارات لاختيارها استضافة الدورة الـ28 لمؤتمر التغيرات المناخية الذي ترعاه الأمم المتحدة من جهة ومن جهة ثانية «لنجاحها في تشغيل برنامجها للطاقة النووية السلمية». واتفق الطرفان على مواصلة تعاونهما المتين للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الطاقة وتبادل الخبرات الفنية وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي، فضلاً عن مجالات البحث والتطوير. وفي القطاع الصحي، أبدى الطرفان رغبة في توسيع التعاون وتبادل الخبرات ورحبا بتوقيع مذكرة التفاهم بين معهد «باستور» ومركز أبوظبي للصحة العامة. وفي الملف الثقافي، دعا الطرفان، إلى جانب نجاحات لوفر أبوظبي وجامعة السوربون، إلى «تعزيز التعاون في دولة الإمارات مع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية وتوسيع نطاق تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الإماراتي كما «بحثا إمكانيات استكشاف فرص جديدة للتعاون الثقافي، وذلك بعد الشراكة الناجحة التي تجسدت في متحف اللوفر أبوظبي». وأخيراً، في قطاع الفضاء، الذي اعتبراه «أحد المحفزات الرئيسية لتطور العلوم والتكنولوجيا فقد وقّع الجانبان الإماراتي والفرنسي عدة اتفاقيات تتعلق برصد الأرض والمبادرات بشأن تغير المناخ واستكشاف القمر، وذلك لتقوية وتوطيد التعاون في هذا المجال المهم. وفي محصلة الزيارة، تم توقيع أربع مذكرات تفاهم «صناعية، ومناخية، وفضائية، وصحية» وخطابي نوايا حول رصد الأرض وإعلان مشترك حول التعليم العالي وخارطة طريق للتعاون الدفاعي وأخيرا عقد تأسيس شركة «أن تي إنيرجيز» بين شركة تكنيب وشركة الإنشاءات البترولية الوطنية.
[ad_2]
Source link