«التعليم» تجتث جذور التطرُّف والفكر الضال – أخبار السعودية

«التعليم» تجتث جذور التطرُّف والفكر الضال – أخبار السعودية

[ad_1]

«من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سيرى الحاضر والمستقبل بطريقة أكثر خطأ وخطورة؛ لذا لا بد أن نعرف ماذا حدث؛ كي نتجنب الوقوع في الأخطاء، فقد يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين».

ومن الأخطاء التي دفعنا جميعاً ثمنها فادحاً، السماح للغلو والتطرف بالتسرب إلى العقول، والتدثر بعباءة التدين.

وحتى لا تتفاجأ الأجيال القادمة بأنها ستدفع ثمناً باهظاً، نتيجة للتساهل مع الفكر الضال المنحرف، الذي عانت منه السعودية لحقب زمنية طويلة، خاضت وزارة التعليم بقيادة الوزير الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ​، طوال ثلاث سنوات حرباً لا هوادة فيها لاستئصال هذا الفكر من مناهج الوزارة، وحملت على عاتقها مسؤولية دحره إلى الأبد.

فخلال سنوات (2019 ،2020 ،2021)، ضمن خطة من العمل المضني الدؤوب، استطاعت الوزارة وبثبات معالجة جوانب القصور في المناهج الدراسية، واجتثاث جذور الفكر الضال والإسقاطات والرسائل المبطنة التي زرعها الحزبيون، التي تستخدمها الجماعات الضالة لاستهداف عقول أبناء الوطن، مع تعزيز الولاء للقيادة الرشيدة والانتماء للمملكة، وإعداد الطلاب والطالبات للحياة والعمل وتمكينهم من مهارات المستقبل.

«عكاظ» في الحلقة الأولى من هذا الملف تكشف كيف بُنيت خطة وزارة التعليم على معالجة جوانب القصور في المناهج، ومحاربة الأحكام الحدية والوصاية على المناهج والتشدد وانخفاض الوسطية في الأفكار والأحكام الفقهية الخلافية، وكيف أثمرت جهودها في إعادة صياغة المناهج بما يعزز الولاء للقيادة الرشيدة، والانتماء للوطن، وإضافة مناهج جديدة، واستحداث مسارات متخصصة، وإضافة التعليم الإلكتروني، وذلك في مجال مناهج الهوية الوطنية (الدراسات الإسلامية، اللغة العربية، الدراسات الاجتماعية)، وكذلك في بعض المناهج الأخرى، بما يوضح مدى تحقيقها لتطلعات القيادة، ومستهدفات رؤية المملكة 2030، ومدى تلبيتها لاحتياجات الطلاب.

وركزت الوزارة على تقديم نماذج لما تحقق في تطوير هذه المناهج، ورصد أوجه التطوير في أرقام، وتقديم بعض النماذج التطويرية للمقارنة بين المناهج السابقة والمناهج الحالية، مع رصد مختصر عن المناهج الدراسية السعودية في التقارير الدولية، وتلخيص لأبرز المشاريع المستقبلية.

معالجة القصور

ومرتكزات المراجعة

في تقريرها لتطوير بعض المناهج الدراسية في السعودية، تناولت وزارة التعليم في الفصل الأول المنهجية التي تم اعتمادها في تطوير المناهج الدراسية، ومرتكزات خطة المراجعة والتطوير التي هدفت إلى معالجة جوانب القصور في المناهج، واجتثاث جذور الفكر الضال. وقد عرض هذا الفصل المحاور الأربعة التي كانت مرتكزاً لخطة التطوير وهي؛ المحور الأول: حماية الفكر والوطن، وقد تم العمل على تحقيق ذلك من خلال ثلاثة مسارات: تطوير معايير ومحكات لمراجعة المناهج الدراسية، وتكوين فرق مراجعة متخصصة، وتكوين فريق المنظمات الدولية.

أما المحور الثاني: تطوير المناهج فقد تم تناوله من جانبين؛ تطوير الخطط الدراسية، وتطوير المناهج الدراسية والمرتكزات التي تم الاعتماد عليها في ذلك. وكان المحور الثالث مخصصاً لإلقاء الضوء على تمكين التحول الرقمي وأبرز ما تم في هذا السياق، فيما رصد المحور الرابع أبرز الجهود التي تمت في مجال تنظيم وحوكمة المركز المعني بتطوير المناهج في وزارة التعليم.

وجاء الفصل الثاني مقدماً نماذج لبعض التطويرات والتغييرات في أرقام: عدد الكتب الجديدة وعدد الكتب المطورة، وعدد الكتب التي تمت مراجعتها، وعدد التعديلات التي تمت على الكتب، وعدد الصور والرسومات التي أضيفت، وعدد العمليات والإجراءات، إضافة إلى عدد الخبراء الذين شاركوا في عمليات التطوير والمراجعة. أما الفصل الثالث فقد جاء زاخراً بنماذج حية توضح أثر ما تم على المناهج الدراسية من مراجعة وتطوير، وإظهار الفرق بين المناهج السابقة والمناهج الحالية.

ونؤكد على أن ما ورد في هذا التقرير لا يحيط بكل عمليات التطوير لجميع المناهج الدراسية التي قام بها المختصون، وإنما يقدم هذا التقرير نماذج لإعطاء فكرة لأهم الملامح الرئيسية عن التغييرات والتعديلات التي بلغت ما يزيد على 200.000 تعديل، وفي هذ الإطار تم عرض نماذج من تضمين نصوص عن ملوك المملكة العربية السعودية والقيادات والرموز الوطنية، ونماذج من تصحيح المفاهيم، وتأكيد حقوق ولي الأمر (خادم الحرمين الشريفين)، وتعزيز الانتماء الوطني، وتطوير المادة العلمية للمناهج الدراسية وتعزيزها بالمهارات العلمية ودعمها بالتطبيقات.

التحذير من الجماعات المنحرفة

عرض الفصل الثالث نماذج من استبعاد الرموز والإسقاطات الحزبية والمتطرفة، والتحذير من الجماعات المنحرفة، إضافة إلى نماذج من تعديل، حذف ما ينافي التسامح والتعايش أو يدعو إلى التكفير ومعاداة المذاهب والديانات الأخرى، كما تناول هذا الفصل عرضاً لنماذج محدودة من تنقيح المناهج الدراسية من كل ما يكون سبباً في التشدد وحمل راية التطرف أو الإلحاد، وتم إيراد نماذج لتضمين ما يرتبط برؤية المملكة 2030 ويعزز الشخصية الوطنية، وقد ختم هذا الفصل بعرض نماذج لتطوير المناهج الدراسية، بما يكفل إعداد الطلاب والطالبات للحياة والعمل، ويعزز مهاراتهم الداعمة لأدائهم في الاختبارات الدولية والمنافسة العالمية، وقد تم ذلك من خلال عدد من الآليات يأتي في مقدمتها: تطوير دليل لمراجعة الكتب المدرسية، واستحداث مناهج دراسية مواكبة للتوجهات العالمية والاتجاهات التربوية، وتضمين تطبيقات تحاكي الاختبارات الدولية.

وقدم الفصل الرابع المناهج الدراسية السعودية في التقارير الدولية، من خلال عرض بعض الشواهد الإيجابية ورصد ردود الإعلام الدولي تجاه مسيرة تطوير المناهج الدراسية.

خطة تطوير المناهج الدراسية

المحور الأول: الفكر والوطن: تناولت الخطة التطويرية هذا المحور من ثلاثة مسارات هي:

1 – تطوير معايير ومحكات لمراجعة المناهج الدراسية وفق محددات تضمن سلامة المحتوى بكافة عناصره وبما يتضمنه من صور ورسومات وخرائط وأشكال، واستثماره لتعزيز الولاء للقيادة والانتماء للوطن وتاريخه ورموزه، والتأكد من مناسبته للفئة العمرية ومواكبته للتطورات في مجال التعليم وتعزيزه لمهارات الطلبة ومعارفهم.

2 – تكوين فرق المراجعة المتخصصة التي تعنى بمراجعة وتنقيح الكتب المدرسية من التصريحات والإسقاطات المتشددة والحزبية وغيرها، وإبراز سير ملوك المملكة العربية السعودية ومنجزاتهم؛ وذلك لترسيخ الولاء لولاة أمرنا -حفظهم الله- والانتماء للوطن والاعتزاز بتاريخه ورموزه وإعادة صياغة مناهج الدراسات الإسلامية، بما يكفل خلوها من أي شبهات للجماعات الحزبية أوترويج للأفكار والمضامين الضالة والمتطرفة.

3 – تكوين فريق للمنظمات الدولية، ويعنى بمواءمة محتوى الكتب المدرسية مع التوجهات العالمية التي تقرها سياسة المملكة العربية السعودية وأنظمتها.

المحور الثاني: تطوير المناهج

تناولت الخطة التطويرية هذا المحور من خلال تطوير الخطط الدراسية، وشملت:

1 – زيادة ساعات التعلم بتحويل العام الدراسي إلى ثلاثة فصول دراسية وزيادة أيام الدراسه الفعلية إلى 184 يوماً وفق المعايير الدولية؛ بعد أن كانت أقل من 1٥٠ يوما فعليا واستثمار العام الدراسي بالشكل الأمثل، ومعالجة الفاقد التعليمي.

2- تحديث الخطط الدراسية، ومن ذلك زيادة عدد الحصص المخصصة للعلوم والرياضيات والتقنية الرقمية والمهارات اللغوية مع استمرار الاهتمام بمناهج الهوية الوطنية، بدون مبالغة أو حشو أو تكرار غير مبرر تماماً في السابق.

3- إطلاق نظام المسارات في المرحلة الثانوية؛ لتطوير منظومة التعليم الثانوي وفق أفضل الممارسات العالمية؛ سعياً لإعداد الطلاب للحياة والتنافسية العالمية وتحقيقاً لمتطلبات التنمية الوطنية في السعودية وفق رؤية 2030، إذ يقدم نظام المسارات أنموذجاً تعليمياً متميزاً ويتضمن مسارات نوعية متخصصة تسهم في تحسين مخرجات التعليم الثانوي وإعداد الطلاب لسوق العمل وفق المستجدات ومتطلبات مهن المستقبل، كما يدعمهم في مواصلة تعليمهم بعد الثانوي مع توفير معارف نوعية توائم مواهب الطلاب وقدراتهم وتحفزهم للإبداع والابتكار.

المحور الثالث: تمكين التحول

جاءت جائحة كورونا لتعلن أنظمة التعليم في العالم توقفها عن التطور، بينما كانت هناك بدائل مناسبة لتجاوز تحديات الانقطاع عن الدراسة الحضورية والاعتماد على التعليم عن بعد، واستثمرت الفرص التي صاحبت هذه الأزمة بوتيرة التطوير في المناهج لتسريع التعديل، والاستفادة من الدروس المرتبطة بها، وذلك من خلال:

1 – إطلاق مقررات إلكترونية متكاملة ومتطورة للمناهج الدراسية الجديدة، وهي مقررات معيارية مقدمة بصيغة إلكترونية تفاعلية، تهدف إلى تعزيز التعلم الذاتي لدى الطلاب والطالبات وتمكينهم من المهارات التقنية.

2 – إضافة أنشطة التعلم الإلكتروني من خلال منصة مدرستي، سعياً لربط الطلاب والطالبات بالتقنية وتمكينهم من عدد من الأدوات التي تتطلبها وظائف المستقبل.

3 – إطلاق تطبيق «مصحف مدرستي» الذي يتيح مادة القرآن للطلاب والطالبات على أجهزتهم الذكية؛ وفق المنهج الدراسي المعتمد.

4 – إنتاج (2700) عنصر جديد من المحتوى الرقمي الإثرائي لتنويع مصادر التعلم، ومراجعة المحتوى الرقمي السابق بما يتواءم مع التحديثات التي أجريت على المناهج الدراسية.

5- إنتاج كتب تفاعلية لجميع المناهج الدراسية في المرحلة المتوسطة.

6 – وضع خطة للتحول إلى رقمنة الكتب المدرسية بشكل كامل على مدى ثلاث سنوات.

المحور الرابع: تنظيم وحوكمة

1- أُسس مركز متخصص لتطوير المناهج بعد إلغاء وكالة المناهج وتحويل صلاحياتها إلى لجنة عليا، وشكلت لجنة رئيسية للخطط الدراسية والمناهج برئاسة وزير التعليم، وعضوية عدد من قيادات الوزارة والمختصين لتتولى مهمات الإشراف على تطوير الخطط الدراسية والمناهج دراسة وتقويماً.

2 – الحرص على حوكمة عمليات تأليف ومراجعة وتطوير المناهج الدراسية بما يكفل تحديد الأدوار والمسؤوليات للجهات ذات العلاقة، مع تجويد إجراءات العمل بما يضمن تحقيق المنجزات المستهدفة.

3 – دعم مركز تطوير المناهج بكفاءات وطنية من الجامعات السعودية وعدد من منسوبي الوزارة المميزين؛ وفقاً لمعايير ومحددات صارمة وإجراء المسوحات الأمنية لهم والتأكد من سلامة توجهاتهم الفكرية.

4 – اُستقطب عدد من خريجي برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي من المتخصصين في المناهج للعمل في المركز.

5- العمل على تطوير مهارات منسوبي المركز في التصميم التعليمي وصياغة المحتوى من خلال خبراء دوليين.

6 – شُكل مجلس استشاري يتكون من عدد من الخبراء الدوليين لتطوير مناهج للغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والفنون والمهارات الرقمية.

7 – وُضع تصور يهدف إلى تحويل مركز تطوير المناهج إلى مركز وطني له مجلس إدارة مستقل وعضوية عدد من الجهات الحكومية؛ مثل وزارة الخارجية والإعلام والثقافة وهيئة تقويم التعليم والتدريب وأمن الدولة وهيئة حقوق الإنسان وغيرها من الجهات.

سنة تعادل 10 سنوات

في الماضي كان تطوير كتاب واحد يُعد إنجازاً لأي منظومة تعليمية كانت، وتقديم مادة جديدة لصف كامل في السلم التعليمي يأخذ 3- 5 سنوات ليتم تطبيقه على المستوى الوطني، إلا أنه بدعم القيادة نجد أن حجم التطوير في سنة واحدة يوازي ما ينجز في عشر سنوات في أي منظومة تعليمية كانت.

من هنا كانت محاور التطوير وأبعادها كثيرة ومتعددة وغير متوقعة في أنظمة التعليم التي تمر بمرحلة تحول هيكلية، لذا نجد أن المحاور الـ14 للتطوير كان تنفيذ أحدها كفيلاً بأن يأخذ عدة سنوات ليظهر لحيز الوجود.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply