اتفق زعماء الهند وإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة على مبادرات لدعم الأمن الغذائي في ختام القمة الافتراضية الأولى لقادة مجموعة I2U2، التي ركّزت على ضخّ استثمارات في أمن الطاقة والمياه والنقل والفضاء والصحة والغذاء، فضلاً عن مواجهة التحديات والصدمات الغذائية العالمية، وتعزيز مبادرات الطاقة النظيفة.
وأجمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ورئيسا وزراء إسرائيل يائير لبيد والهند ناريندرا مودي، وفق بيان مشترك صدر ظهر الخميس، على حشد رأس المال والخبرات المتوافرة لدى القطاع الخاص لتحديث البنى التحتية، وتشجيع الصناعات منخفضة الانبعاثات الكربونية، ودعم مبادرات تعمل على تحسين الصحة العامة وتطوير اللقاحات ومعالجة النفايات واستكشاف فرص التمويل المشترك وتعزيز التقنيات للطاقة الخضراء. وجدّد البيان دعم الدول الأربع لاتفاقات إبراهيم وترتيبات السلام والتطبيع مع إسرائيل، مُعلناً الترحيب بالفرص الاقتصادية التي تنبع من هذه الاتفاقات التاريخية، بما في ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، خصوصاً بين شركاء I2U2.
مبادرة مليارية
شملت المبادرات المعلن عنها مبادرة مليارية في مجال الأمن الغذائي؛ حيث ستستثمر الإمارات وهي موطن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ومضيفة COP28 في عام 2023، ملياري دولار أميركي لتطوير سلسلة من المجمعات الغذائية المتكاملة في جميع أنحاء الهند، التي ستدمج أحدث تقنيات المناخ الذكية للحد من هدر الطعام، وترشيد استهلاك المياه، وزيادة إنتاجية المحاصيل. وفي مقابل الاستثمارات الإماراتية، ستوفر الهند الأرض المناسبة للمشروع والمزارعين وستتم دعوة القطاعين الخاصين في الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم الخبرات وحلول مبتكرة تسهم في الاستدامة الشاملة للمشروع.
وقال بايدن، متحدثاً في القدس في قمة افتراضية مع زعماء الدول الثلاث، إن هذا الاستثمار يمكن أن «يزيد إنتاج الهند من الغذاء في المنطقة لثلاثة أمثاله في غضون خمس سنوات». وأطلقت القمة أيضاً مبادرة الطاقة النظيفة؛ حيث ستقوم مجموعة I2U2 بتطوير مشروع طاقة متجددة في ولاية غوجارات الهندية، يشمل 300 ميغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع نظام تخزين طاقة البطارية. وقامت وكالة التجارة والتنمية الأميركية بتمويل دراسة جدوى المشروع بقيمة 330 مليون دولار.
السبيل الأمثل لتحقيق السلام
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن بلاده تواصل نهجها الراسخ في دعم كل خطوة نحو تعزيز التعايش والتعاون المشترك البناء بين الدول، وذلك انطلاقاً من إيمانها بحق الشعوب في السلام والاستقرار والتنمية والازدهار وتحقيق مستقبل أفضل لأجيالها. وقال رئيس الإمارات إن الشراكات وحدها قادرة على تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالم اليوم وأهمها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية، مضيفاً أن دولة الإمارات تؤمن بأن الاقتصاد هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم، خصوصاً عندما تمتلك الحكومات والشعوب الإرادة لبناء الشراكات ومواجهة التحديات.
وأكد خلال مشاركته عن بُعد في قمة قادة مجموعة «I2U2» أن «هذا ما تجسده المشروعات الأولى لمجموعتنا الرباعية، والتي تركّزت في قطاعات الغذاء والزراعة الذكية مناخياً وطاقة الشمس والرياح ووسائل تخزين الطاقة». وأعرب رئيس الإمارات، بحضور الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن تمنياته بأن تشكل المجموعة الرباعية نموذجاً لمحبي السلام والازدهار، ودليلاً على الفرص الكبيرة الضائعة التي تخلفها النزاعات، ويبددها التطرف الأعمى على حساب الشعوب المتطلعة للحياة. ولفت في الكلمة إلى أن هذه القمة دليل واضح على الفرص الكبيرة للتعاون بين الدول والاقتصادات ذات القيم المشتركة والأهداف التي تتمحور حول السلام والتسامح والازدهار. وقال إن «دولنا الأربع لا تمتلك حدوداً جغرافية مشتركة لكنها تلتقي في سعيها نحو السلام وعملها المشترك لتحقيق الرخاء والازدهار».
وتابع: «نحن في دولة الإمارات، نؤمن بأن الاقتصاد هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم، خصوصاً عندما تمتلك الحكومات والشعوب الإرادة والشجاعة لبناء الشراكات ومواجهة التحديات، كما أننا نؤمن بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية». وزاد: «هذا ما تجسده المشروعات الأولى لمجموعتنا الرباعية، التي تركزت في قطاعات الغذاء، والزراعة الذكية مناخياً، وطاقة الشمس والرياح، ووسائل تخزين الطاقة، مؤكداً أهمية منح الأولوية خلال الفترة المقبلة لقطاعات البحث والتطوير والرعاية الصحية والفضاء، كما أدعو إلى البناء على نقاط القوة التي تمتلكها كل دولة من دولنا في هذه القطاعات».
وأضاف الشيخ محمد بن زايد: «أتطلّع اليوم إلى قمة مثمرة، وإلى العمل معكم ضمن مجموعة (I2U2)، وعلى المستوى الثنائي، وضمن المنصات الدولية الأخرى، وأهمها قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف الذي ستستضيف دولة الإمارات دورته الثامنة والعشرين خلال العام المقبل، كما أتمنى أن تشكل مجموعتنا الرباعية نموذجاً لمُحبي السلام والازدهار، ودليلاً على الفرص الكبيرة الضائعة التي تخلّفها النزاعات ويُبدّدها التطرف الأعمى على حساب الشعوب المتطلعة للحياة».