بدأت «محكمة العدل الأوروبية»؛ أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي، أمس في بروكسل، جلسات الاستماع في القضية المتعلقة بخطط إطلاق البطولة الجديدة التي كانت أندية القمة بالقارة تعتزم إطلاقها تحت اسم «دوري السوبر الأوروبي»، لكنها واجهت انتقادات واسعة النطاق من الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم وحكومات بلادها ورابطات الدوري والاتحادات الوطنية، فاضطرت إلى التراجع عن خطوتها.
وكان 12 نادياً من نخبة القارة قررت إطلاق دوري «السوبر ليغ»، قبل أن تتراجع 9 منها تحت ضغوط وتهديد بالعقوبات، وهي 6 أندية إنجليزية: مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي وتوتنهام وآرسنال، بالإضافة إلى ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين، وأتلتيكو مدريد الإسباني. لكن 3 أندية؛ هي: يوفنتوس الإيطالي، وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان، قررت التصعيد على أمل الحصول على قرار قانوني يتيح لها إعادة إحياء البطولة التي من شأنها جلب المليارات للفرق المشاركة. وقال فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد في أواخر العام الماضي إن احتكار «يويفا» ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي.
وأمس (الاثنين) كانت أولى جلسات الاستماع لنظر القضية التي تستمر اليوم أيضاً، وستشهد النظر في أمور تتعلق بكيفية إدارة كرة القدم وتنظيم منافساتها.
وكانت «شركة دوري السوبر الأوروبي» قد رفعت دعوى قضائية ضد الاتحادين «الأوروبي (يويفا)» و«الدولي (فيفا)» لكرة القدم أمام محكمة مدريد، بداعي أن الاتحادين ينتهكان قانون المنافسة بالاتحاد الأوروبي عبر احتكار تنظيم منافسات كرة القدم الاحترافية الدولية.
وتهدف الدعوى القضائية إلى إثبات أن «يويفا» و«فيفا» عارضا إطلاق دوري السوبر الأوروبي عبر «إساءة استخدام مركزهما المهيمن على السوق فيما يتعلق بتنظيم البطولات الدولية لكرة القدم في أوروبا، وعلى التسويق للحقوق المتعلقة بهذه البطولات».
وطالب أصحاب الدعوى القضائية بإجراءات حماية لتمكين الأندية من تأسيس وتنظيم «دوري السوبر الأوروبي» والمشاركة فيه إلى جانب المشاركة في البطولات الأخرى.
وكان رئيس «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)»، السلوفيني ألكسندر سيفيرين، قد أكد على هامش «كونغرس الاتحاد القاري» في فيينا الشهر الماضي أن فكرة «دوري السوبر ليغ» التي ولدت ميتة أصلاً العام الماضي، «انتهت على الأقل على مدى 20 عاماً».
وقال سيفيرين: «أولاً، لا أحب تسميتها (السوبر ليغ)؛ لأنها كل شيء إلا (سوبر ليغ). أعتقد أن هذا المشروع انتهى بشكل نهائي أو على الأقل على مدى 20 عاماً».
لم يشأ رئيس الاتحاد القاري الغوص في الإجراءات التأديبية لـ«يويفا» ضد الأندية الثلاثة، والتي توقفت العام الماضي بسبب قرار لمحكمة إسبانية عدّت أن هذه الإجراءات باطلة، قبل أن يرفع القضاء الإسباني الشهر الماضي الحظر على مقاضاتها، قبل نقل القضية أمام «محكمة العدل الأوروبية».
وعلق سيفيرين: «يتعين علينا احترام المحاكم وانتظار النتيجة النهائية. الأندية الثلاثة لها الحق في خوض مسابقتها الخاصة بها، لكن بطبيعة الحال، وبحسب قوانينا، إذا خضت مسابقة أخرى فإنك لا تستطيع المشاركة في مسابقتنا».
وأحالت محكمة مدريد القضية إلى «محكمة العدل الأوروبية» في لوكسمبورغ لنظر الأمور المتعلقة بقانون المنافسة، وكانت جلسة أمس بمثابة أولى المراحل المبكرة من العملية القضائية.
ويتوقع أن يصدر المحامي العام للمحكمة تقريره بعد جلسات الاستماع، وأن يصدر الحكم بعدها بأشهر عدة.