بالفيديو… صياد يودّع آخر ساكنات عوامات نيل القاهرة باكياً

بالفيديو… صياد يودّع آخر ساكنات عوامات نيل القاهرة باكياً

[ad_1]

قال إنه كان يستأنس بإطلالتها اليومية وعطفها عليه بالمثلجات

بينما كانت إخلاص إبراهيم حلمي (88 عاماً)، آخر ساكنات عوامات نيل القاهرة، والتي لم تُنقل عوامتها حتى الآن، تلتقط أنفاسها جراء معاناة نقل محتويات سكنها الأثير، وتمعن النظر في صفحة النيل البيضاء، التي ستودعها قريباً بعد قضاء عقود طويلة فوقها، فوجئت باستئذان أحد الأشخاص للدخول من أجل توديعها… هو صياد ثلاثيني، يعمل في الفرع الغربي من النيل في الجهة المقابلة للزمالك وحي الكيت كات بالجيزة منذ سنوات طويلة.

الشاب الذي اعتاد رؤية «الحاجة إخلاص» باستمرار، يعتبرها علامة من علامات العوامات السكنية في النيل، من فرط جلوسها في الشرفة واستمتاعها بجريان المياه نحو الجهة الشمالية، ومداعبة إوزها الذي لا يمل من السباحة أمامها طوال النهار، قبل أن يستقر في مخبأه المسائي على ضفاف النهر خلف عوامة «الحاجة إخلاص» الزرقاء، دخل الصياد إلى العوامة لأول وآخر مرة في حياته، بعدما اعتاد رؤيتها لسنوات من الخارج فقط، دلف إلى العوامة بخطوات سريعة، وعيناه على «الحاجّة»، لا يرى غيرها، رغم التفاف الكثيرين حولها، وجدها على كرسيها الأزرق، في لحظة صمت نادرة، وألقى بنفسه في حضنها من دون تفكير، وظل يقبّل يديها ورأسها، باكياً، قبل أن تبادله السيدة البكاء والدموع، في لحظات وداع مؤثرة.

يقول الصياد الشاب لـ«الشرق الأوسط»: «جئت لأودّع عطفها غير المحدود، وإطلالتها الرائعة على النهر، كنت أحب إلقاء التحية عليها بشكل يومي، وتبادل الحديث معها عن قرب من داخل قاربي الصغير، كانت دون غيرها من سكان عوامات النيل، تسمح لي بالاقتراب جداً من عوامتها، والصيد بالقرب منها وأسفلها، وكانت تمنحني بعض المثلجات خلال أشهر الصيف الحارقة».

مضيفاً، أنه «سُيحرم من هذه الإطلالة المُفعمة بروح الأمومة مع إزالة عوامة الحاجة إخلاص».

ورغم إزالة كل عوامات النيل السكنية، قبل أيام، فإنه لم يتم سحب عوامة إخلاص حتى الآن، حيث صدرت توجيهات من السلطات المصرية بمراعاة ظروفها الصحية وتقدمها في العمر، والبحث عن سكن ملائم لها في أي مكان تريده، وفق شقيقها إسماعيل إبراهيم حلمي، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً «حضرت لجنة من وزارة الصحة لعمل فحوص طبية لها، قبل طلب السيد وزير العدل مقابلتها أمس، وطمأنها بأنه لن تتم إزالة العوامة من دون توفير مسكن بديل».

وتحظى السيدة إخلاص بدعم وتعاطف كبيرين من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، حيث ساعدها الكثير من صديقاتها المصريات والأجانب في عمليات نقل أثاث العوامة، بجانب رعاية قططها وكلبها بشكل مؤقت حتى يلتم شملها معهم في مسكن جديد، هذا بالإضافة إلى تعامل الحكومة المصرية الاستثنائي معها في قضية إزالة العوامات، حيث لم يتم الحديث عن توفير أي مسكن بديل لسكان العوامات باستثناء السيدة حلمي.

والعوامة السكنية، عبارة عن طابقين من الخشب، ومدعمة ببعض القوائم الحديدية، وتشمل غرفاً للنوم والجلوس، ودورة مياه، ومطبخاً يضم الأجهزة المنزلية كافة على غرار الشقق السكنية العادية، ولها عداد للمياه والكهرباء، ويتم سحب الصرف الصحي من خزان العوامة عبر موتور إلى بلاعات الصرف العادية خارج العوامة.




[ad_2]

Source link

Leave a Reply