[ad_1]
عندما أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إطلاق أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح والذي يهدف لتوفير بيئة تعليمية حاضنة للمواهب الوطنية الإبداعية لم يكن ذلك مفاجئاً كون الجامعة كانت تتبنى فكراً تعليمياً مختلفاً في السابق، ولكن المفاجئ هو التقبل الكبير لهذا البرنامج داخل المملكة خلاف ما تبثه بعض الوسائل التحريضية والمتربصة خارجها، وهذا التوجه الذي تنتهجه الجامعة هو جزء من السباق المحموم بين المؤسسات الأكاديمية التعليمية المختلفة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 وتسجيل المراكز المتقدمة ضمن ركب الرؤية، علماً أن التعليم العام سبق هذه الخطوة قليلاً في بادرة عظيمة عندما أعلنت وزارة التعليم تفعيل مناهج الموسيقى 1443، بالتعاون مع وزارة الثقافة، في برنامج يهدف إلى تعريف عام للموسيقى والمفاهيم والقواعد الفنية والأنماط الموسيقية التراثية لمختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى التعريف ببعض الشخصيات الموسيقية العالمية، وقد تم التنسيق بين كافة الجهات المختصة للبدء خلال العام الدراسي القادم.
لن أتحدث عن عقود من انحسار الموسيقى والفنون في المدارس السعودية وما حدث خلال تلك العقود من أحداث ونكبات فكرية، ولكنني أجد نفسي ملزمة لتسجيل حروف -ولو قليلة- بحق هذا العهد الجميل -الشجاع الذي تجاوز عقبات الماضي وتخطى أفكار التشدد ببسالة (أعادتنا إلى ما كنا عليه) من اعتدال ووسطية، وتناغم بين الدين والحياة، فأصبحت الموسيقى -مثلاً- فناً يُدرّس ويُدرْس، فن الممكن الجميل الذي لفظ بتهوفن أنفاسه على ضفاف أعذب أنهار النوتات الخالدة محتقراً العالم الذي لا يستشعر أن الموسيقى أنبل وحي للحكمة والفلسفة، وقال عنها أرسطو إنها أسمى من أن تكون مجرد أداة لهو ومجون، فهي تطهير للنفوس وراحة للقلوب، فالموسيقى غذاء الروح كما قال شكسبير، وإذا أردت الحكم على شعب ما فاستمع إلى موسيقاه (نيشته).
سماع الموسيقى يريح الأعصاب لا يؤججها، وسماعها يحرك العاطفة ولا يفخخها، وسماعها يفجر المشاعر ولا يفجر المدن والأرواح البريئة، فاسمعها عزيزي «المحتقن» واعتدل، علها ترمم ما هدمه التطرف في روحك الجميلة «فمن لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج».. الغزالي.
[ad_2]
Source link