ستتقدم رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (ليغا) بطلب «إلغاء عقد (كيليان) مبابي» وتنوي مقاضاة باريس سان جرمان الفرنسي حتى أمام السلطات الأوروبية، وفق ما أفاد أمس الجمعة محاميها في باريس.
وأوضح خوان برانكو أن «نقطة الدخول» في الإجراءات «المتدرجة» ضد سان جرمان ستكون «شرعية عقد مبابي»، مضيفاً: «لم يكن ينبغي أبداً على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن يصادق على صحة هذا العقد».
واعتبر «أنه كان يتوجب على المديرية الوطنية للرقابة والإدارة وفي مناسبتين يوم الخامس والعشرين من يونيو (حزيران) 2021 أن تلاحظ الخرق الذي ارتكبه باريس سان جرمان لقواعد اللعب المالي النظيف على المستوى الوطني وكذلك الأوروبي».
وكان متوقعاً أن ينضم مبابي إلى ريال مدريد الإسباني هذا الصيف بعد وصوله إلى نهاية عقده مع سان جرمان لكنه قرر، وخلافاً للرغبة التي أبداها مرات عدة، البقاء مع نادي العاصمة الفرنسية وسط الحديث عن إغرائه بعقد خيالي من قبل إدارة سان جرمان.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني التي شككت بمطابقة سان جرمان لقواعد اللعب النظيف المطبقة من قبل الاتحاد الأوروبي (ويفا)، وحتى أن رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريس اتهم الخميس مبابي بالخضوع «لضغوطات سياسية واقتصادية» من أجل تجديد عقده.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة في أحد فنادق باريس، كشف محامي رابطة الدوري الإسباني أنه يعتزم التقدم بطلب «إلغاء عقد مبابي من وزيرة الرياضة» إميلي أوديا – كاستيرا، ثم ربما التقدم بـ«استئناف أمام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لكي يتواصل مع المديرية الوطنية للرقابة والإدارة من أجل القيام بعملية تدقيق» في حسابات سان جرمان.
وأخيراً، في حال لم تنجح الخطوات السابقة، أكد أنه يريد طرح القضية أمام محكمة باريس الإدارية.
وإذا لم تسفر هذه الاستئنافات الوطنية عن نتائج، أفاد برانكو بأنه سيلجأ إلى القضاء الأوروبي «للطلب من المفوضية الأوروبية التدخل من أجل تحقيق المطابقة في اللوائح»، أو حتى الشروع «بعد ذلك في إجراء رسمي بتهمة إساءة استخدام النفوذ»، وأخيراً وفي نهاية العملية قد تصل القضية إلى محكمة العدل الأوروبية.
وتابع: «من الواضح للجميع أن باريس سان جرمان يتصرف خارج القواعد، بما في ذلك مناورات احتيالية»، مشيراً إلى أن رابطة الدوري الإسباني قاضت مانشستر سيتي الإنجليزي، على غرار سان جرمان.
وأوضح أن الدافع وراء هذه الدعاوى القضائية كان رغبة الرابطة في إعادة تعريف القواعد من أجل نظام مالي كروي أكثر عدالة وشفافية.
وتتهم رابطة الدوري الإسباني سان جرمان «بمواصلة انتهاك اللوائح الحالية للعب المالي النظيف» وتحقيق حالة من عدم التوازن في المنافسة الرياضية والاقتصادية.
وكان خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم قد أعلن أن الأخيرة تقدمت بشكوى بشأن ظروف انتقال المهاجم النروجي إرلينغ هالاند إلى مانشستر سيتي الإنجليزي «الأسبوع الماضي»، على أن تتقدم بشكوى أخرى بشأن تمديد المهاجم الفرنسي كيليان مبابي عقده مع باريس سان جرمان «هذا الأسبوع».
وشرح تيباس من وجهة نظره خلال حدث صحافي في بلد الوليد أنه «لا أريد الدفاع عن ريال مدريد بالنسبة لمبابي، بل أريد الحفاظ على كرة القدم الأوروبية».
وتابع: «هذا الأسبوع سنتقدم بشكوى ضد باريس سان جرمان، والأسبوع الماضي تقدمنا بواحدة ضد مانشستر سيتي».
وتعاقد سيتي بطل إنجلترا مع هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 75 مليون دولار بعد تفعيل البند الجزائي لتحريره، ولكن مع عمولات الوكيل وراتب اللاعب، تصل قيمة الصفقة إلى ما يقرب من 300 مليون يورو.
في المقابل، فإن العقد الجديد بين مبابي وسان جرمان بطل فرنسا، سيملي على الأخير دفع ما بين 40 إلى 50 مليون كراتب سنوي للمهاجم الدولي الذي مدد عقده لفترة ثلاث سنوات إضافية حسب تقارير صحافية.
وقال تيباس: «السماح بهذه العمليات أخطر من دوري السوبر الأوروبي» الانفصالي والذي لم يبصر النور بعدما ولد المشروع ميتاً لإطلاق دوري أوروبي مغلق مخصص للأسماء الكبيرة في كرة القدم الأوروبية.
وأضاف: «سينتهي المطاف بباريس سان جرمان بخسائر تقدر بـ200 مليون يورو. تصل خسائرهم الحالية إلى 300 مليون وسوف يمددون مبابي بهذه الظروف».
وتجاهل رئيس «ويفا» السلوفيني ألكسندر تشيفرين انتقادات تيباس قبل المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في مايو (أيار) الماضي، ورد قائلاً في مقابلة مع وكالة «الصحافة الفرنسية»: «بالنسبة لي، ليس من الصحيح أن ينتقد أحد الدوريات آخرـ ما أعلمه هو أن عرض ريال مدريد لمبابي كان مشابهاً لعرض باريس سان جرمان».