[ad_1]
أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن البعض من أفراد المجتمع قد يتعرض إلى الاحتراق الوظيفي النفسي بسبب طبيعة وظائفهم وضغوط العمل، فهناك العديد من الوظائف تجعل الفرد في حالة توتر طوال الوقت وانشغال الذهن.
وبيّن أن الاحتراق الوظيفي يعتبر من أشكال الضغط العصبي المرتبط بالعمل، وهو حالة من الإجهاد البدني أو النفسي تتضمن إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، نتيجة ضغوط العمل طويلة الأمد التي لم يتم التعرف عليها ومعالجتها، وينطوي هذا النوع من الاحتراق على إرهاق عقلي أو عاطفي أو جسدي، مصحوبا في كثير من الأحيان بإحساس بالتشاؤم واليأس.
وتابع أن الاحتراق الوظيفي هو رد فعل على ضغوط العمل الطويلة أو المزمنة ويتميز بثلاثة أبعاد رئيسية: الإرهاق، والتشاؤم، والإحساس بضعف القدرة المهنية، وهو ما قد يدفع الشخص إلى كره وظيفته، وضعف طاقته الإنتاجية في العمل، ويمكن أن يزيد من هذا الضغط نمط الحياة العام، وأنماط التفكير كالبحث عن الكمال أو التشاؤم.
وأضاف أن أغلب الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي هم في الواقع أشخاص مميزون، حيث يحتل العمل قيمة عليا في حياتهم، إلا أنهم يفتقرون إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أو أنهم يشغلون وظائف ذات ضغط عمل مرتفع، مثل الوظائف الخدمية، كالتعليم والرعاية الصحية والصحافة الميدانية، إذ صنفت منظمة الصحة العالمية الاحتراق الوظيفي على أنه مرض؛ لأنه يؤدي إلى الكثير من الأمراض الصحية والنفسية والاجتماعية.
وأشار الحامد إلى أن هناك بعض الأسباب التي تساهم في زيادة قابلية شخص للإصابة بالاحتراق النفسي وهي: أولاً: أسباب متعلقة بالعمل مثل الشعور بفقدان السيطرة على مهمات العمل، وعدم الشعور بالتقدير على العمل الجيد، القيام بالأعمال الرتيبة أو غير المجدية، ثانياً: أسباب تتعلق بنمط الحياة مثل العمل كثيراً دون الحصول على الراحة، افتقاد العلاقات الداعمة الوثيقة، القيام بمهام ومسؤوليات متعددة دون الحصول على مساعدة كافية من الآخرين، عدم الحصول على ساعات نوم كافية، ثالثاً: أسباب تتعلق بالعلاقة المتوترة مع المدير المباشر، فهذا يسبب حالة عدم الرضا الوظيفي، والتي قد تتطوَّر إلى حالة الاحتراق الوظيفي، رابعاً: عبء العمل، إذ يعاني الكثير من الموظفين من ضغط عمل غير طبيعي، بحيث يطلب منهم إنجاز مهمات ضخمة جداً في ساعات قليلة، الأمر الذي يجعل الموظف دائم التوتر والتعب والضغط النفسي، وبعد ذلك يصبح عرضة إلى الإصابة بالاحتراق الوظيفي، خامساً: عدم الرضا بالراتب الشهري، إذ يشعر الكثير من الموظفين بعدم الرضا نتيجة لانخفاض أجورهم الشهرية، حيث يشعرون أنهم ملتزمون في العمل ومخلصون له، ولكن أجورهم لا تتناسب مع طبيعة أعمالهم، سادساً: العمل الروتيني الذي يخلق الشعور بالضيق النفسي لدى الموظف، فلا يوجد مجال للإبداع والابتكار والتجديد.
وعن مواجهة الاحتراق الوظيفي اختتم استشاري الطب النفسي بالقول: هناك بعض الخطوات التي تساعد على التخفيف من حدة التوتر، وتشمل: تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، تجنب كل العوامل التي تؤدى إلى الوصول للمرحلة الحرجة في العمل من خلال أخذ إجازة لاستعادة النشاط وتجديد الدافع للعمل، ممارسة الرياضة لكونها مفيدة للصحة الجسدية، كما يفيد المشي بشكل يومي، إذ تسهم هذه الرياضة البسيطة في تخفيف من حدة التوتر، وضرورة اتباع نظام غذائي متوازن، وتنظيم عادات النوم، إذ يحتاج الجسم إلى وقت للراحة لإعادة تجديد الطاقة، وهذا هو السبب في أن عادات النوم الصحية ضرورية للحفاظ على الإنتاجية، وتجنب الكافيين قبل النوم، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بفترة كافية، تنظيم الوقت لإنهاء الأعمال المهمة التي يتطلبها العمل.
[ad_2]
Source link