[ad_1]
لقد لمس العالم الضرر المدمر الذي تسببه الأسلحة المتفجرة على المراكز السكانية مرارا وتكرارا، من سوريا إلى إثيوبيا وميانمار والعراق. وصدم تدفق الصور القادمة من أوكرانيا الكثيرين. إضافة إلى الوفيات، يعد استخدام هذه الأسلحة سببا لضرر طويل الأمد، إذ يدمر سبل العيش والبنية التحتية الحيوية مثل مرافق الرعاية الصحية.
وقد دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش باستمرار الدول إلى تبني التزام بتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
فيما يلي ندرس تأثير هذه الأسلحة على السكان المدنيين، وبعض الطرق التي تعمل بها الدول والأمم المتحدة والشركاء في جميع أنحاء العالم للحد من تداعياتها على الإنسان.
ما هي الأسلحة المتفجرة؟
الأسلحة المتفجرة هي منظومات تستخدم ذخائر أو أجهزة ينتج أثرها المدمر الأساسي عن تفجير مادة شديدة الانفجار، ما يؤدي إلى نشوء منطقة عصف وتشظٍ؛ هناك العديد من أنواع الأسلحة المتفجرة المختلفة التي تستخدمها القوات العسكرية الوطنية والجماعات المسلحة من غير الدول.
تشمل الأمثلة الأسلحة النارية غير المباشرة، مثل المدفعية والصواريخ وقذائف الهاون؛ الأسلحة التي تطلق صواريخ، مثل أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق؛ القنابل الكبيرة التي تُلقى من الجو والبحر؛ صواريخ باليستية سطح – أرض؛ والعبوات الناسفة.
وتشكل الأسلحة المتفجرة ذات «الآثار الواسعة» مجموعة فرعية رئيسية من الأسلحة المتفجرة. وهي تشمل الأسلحة التي تستخدم ذخائر ذات نصف قطر مدمر كبير أو تلك التي تطلق في صواريخ أو التي تطلق ذخائر متعددة على مساحة واسعة.
يتم خوض النزاعات المسلحة بشكل متزايد في المراكز السكانية. أدى هذا التوسع الحضري للحرب إلى آثار مدمرة وموثقة جيدًا على المدنيين، غالبا بسبب استخدام أنظمة الأسلحة المصممة لساحات القتال المفتوحة التقليدية.
وللكثير من هذه الأسلحة آثار متوقعة وعشوائية عند استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان، وتؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين وإلى آثار إنسانية مدمرة.
ما هي الآثار والعواقب الإنسانية لاستخدام هذه الأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان؟
عندما تُستخدم الأسلحة المتفجرة في القرى أو البلدات أو المدن أو غيرها من المناطق المأهولة بالسكان، فإنها تخلق نمطا ثابتا من الضرر الفوري وطويل الأمد بالنسبة للمدنيين، مما يدمر الأرواح وسبل العيش والبنية التحتية الحيوية.
وبالإضافة إلى التأثير الفوري، يتأثر العديد من المدنيين بالآثار غير المباشرة وطويلة الأجل للأسلحة – التي يشار إليها أيضا بآثار ارتدادية. الأطفال معرضون على نحو خاص لأشكال مختلفة من الصدمات النفسية أو العاطفية.
تتعرض مرافق الرعاية الصحية للقصف، مما يعيق تقديم الرعاية الطبية. وتتعرض المساكن والبنية التحتية الأساسية، مثل مياه الشرب ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة الإمداد بالكهرباء، للضرر أو التدمير، مما يزيد من مخاطر وانتشار الأمراض ويزيد من أعباء نظام الرعاية الصحية.
ويتم تفجير المدارس، مما يؤدي إلى انقطاع أو وقف الوصول إلى التعليم، ويشكل خطرا كبيرا على الأطفال وغالبا ما يكشف عن عدم المساواة بين الجنسين. يمكن أن يساهم استخدام هذه الأسلحة في المناطق المأهولة أيضا في نزوح واسع النطاق، مما يجبر الناس على مغادرة منازلهم، غالبا لفترات طويلة وفي ظروف محفوفة بالمخاطر.
إن استخدام هذه الأسلحة دائما ما يترك مخلفات الحرب القابلة للانفجار التي يمكن أن تقتل وتجرح المدنيين، ولا سيما الأطفال، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الأعمال العدائية. كما يمكن للمخلفات أن تمنع أو تؤخر أعمال إعادة الإعمار أو الإنتاج الزراعي، وكذلك عودة اللاجئين والمشردين.
ما الذي تفعله الأمم المتحدة وشركاؤها لتقليل عدد القتلى المدنيين؟
منذ عام 2009، يدعو الأمناء العامون للأمم المتحدة، بمن فيهم أنطونيو غوتيريش، مرارا وتكرارا أطراف النزاع إلى تجنب استخدام هذه الأسلحة، لا سيما من خلال جدول أعمال نزع السلاح، الذي يلتزم بدعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في وضع إعلان سياسي يتناول استخدام الأسلحة المتفجرة. في المناطق المأهولة بالسكان، فضلاً عن القيود والمعايير المشتركة والسياسات التشغيلية، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.
في عام 2019، ناشد السيد غوتيريش، جنبا إلى جنب مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أطراف النزاع استخدام الاستراتيجيات والتكتيكات التي تبعد القتال عن المناطق المأهولة بالسكان و “محاولة الحد من القتال في المناطق الحضرية تماما”.
التوثيق الكامل للتأثير الإنساني على الأمد القصير والطويل لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك جمع البيانات عن الضحايا المدنيين، هو المفتاح لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
قامت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم بنشر العديد من الدراسات لإثراء النقاش وتحسين السياسات والممارسات العسكرية.
تبنت بعض القوات العسكرية سياسات لتجنب أو تقييد استخدام أسلحة متفجرة معينة في مواقف معينة من أجل حماية المدنيين بشكل أفضل، مثل القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.
ماذا يحدث أيضا على المستوى العالمي؟
على مدى العقود الماضية، قامت ائتلافات الحكومات والمجتمع المدني بحملات ناجحة لإبرام صكوك جديدة تعالج الضرر الإنساني، مثل اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، واتفاقية الذخائر العنقودية، وإعلان المدارس الآمنة.
منذ عام 2010، قادت الجهات الفاعلة الإنسانية، بما في ذلك المجتمع المدني، جهودا لزيادة الوعي حول الأثر الإنساني العشوائي والخطير لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
لا تزال عملية التشاور لوضع إعلان سياسي دولي يعالج الضرر الإنساني الناجم عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان – بقيادة أيرلندا – مستمرة منذ عام 2019، بعد سنوات من جهود الدعوة الثابتة. بعد فجوة بسبب الجائحة، اجتمعت الدول في نيسان/أبريل الماضي للتفاوض بشأن إعلان سياسي، من المتوقع أن ينتهي في حزيران/يونيو 2022.
وقد أعرب الأمين العام عن دعمه الكامل لهذه العملية، ويواصل الدعوة لإعلان سياسي يتضمن التزاما واضحا بتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
ما الفرق الذي قد يحدثه الإعلان السياسي؟
إن اعتماد إعلان سياسي بشأن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة من شأنه أن يقطع شوطا طويلاً نحو الحد من الأضرار الإنسانية المرتبطة بذلك، من خلال الاعتراف بأن الصراع لا يمكن خوضه في المناطق المأهولة بالسكان بنفس الطريقة التي يتم خوضها في ساحات القتال المفتوحة.
ينبغي للدول أن تلتزم بوضع سياسات تنفيذية تستند إلى افتراض عدم استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان لتعزيز تغيير السلوك، وتعزيز الخطوات الملموسة لحماية المدنيين وتعزيز الامتثال للقانون الدولي الإنساني في نهاية المطاف.
[ad_2]
Source link