تواجه إدارة نادي الوحدة مصاعب جديدة بعد أيام فقط من تأهل فريقها مجدداً إلى دوري المحترفين السعودي، حيث أظهر بيان لجنة الكفاءة المالية، أن النادي يحتاج إلى سداد ديون مترتبة لديه تتجاوز 46 مليون ريال من أجل الحصول على شهادة الكفاءة التي تسمح له بتسجيل أسماء جديدة من اللاعبين المحترفين، سواء المحلين أو الأجانب.
ورفض أكثر من مسؤول رسمي وحداوي الحديث عن موضوع الكفاءة المالية وخطط التسديد للمستحقات المالية المترتبة على النادي.
واستقبلت شريحة واسعة من الوحداويين خبر عودة الفريق إلى دوري المحترفين بشكل «فاتر»، حيث لم يتم الإعلان عن احتفالات كبرى أو دعم من قِبل الشرقيين لمسيرة الفريق، في إشارة إلى استمرار الاستياء من هبوط الفريق لدوري الأولى الموسم قبل الماضي.
وعلى الرغم من أن دوري المحترفين السعودي تبقى عليه 10 أسابيع فقط، فإن الحلول معدومة لدى الإدارة بشأن تسديد الديون المستحقة والتي يمكن من خلالها الحصول على الشهادة اللازمة من أجل تسجيل الأسماء الجديدة.
وقد يساهم هذا الوضع الصعب من حيث الديون على الاحتفاظ بغالبية العناصر الموجودة بالفريق، بما فيهم المدرب الحبيب بن رمضان الذي انتهت مهمته بالصعود بالفريق لدوري المحترفين، إلا أن بقاءه قد يكون أحد الخيارات وإن كان ذلك يتطلب وجود شهادة «برو»، وأيضاً تسديد مستحقات متأخرة للمدرب نفسه.
أما على مستوى اللاعبين المحترفين، فمن الصعوبة إجراء مخالصات مالية معهم جميعاً والبحث عن أسماء جديدة؛ مما قد يجعل خيار الإبقاء على أكثر من لاعب منهم هو الأنسب، حيث حدوث انفراجة مالية بشأن ديون النادي والحصول على الشهادة المتعلقة بالكفاءة.
ومن المقرر أن يعود اللاعب البرازيلي أنسليمو إلى قائمة الوحدة في الموسم المقبل بعد نهاية اعارته لنادي النصر والحال لعدد من اللاعبين في أندية أخرى، سواء محلين أو أجانب، إلا أن العائق الأكبر يتمثل في كيفية تسليم هؤلاء اللاعبين مستحقاتهم المتأخرة على النادي والتي تم تأجيلها لمنحهم المجال للانتقال بنظام الإعارة لأندية في دوري المحترفين لرفض العديد منهم اللعب في دوري الأولى.
ولم ينجح الوحدة في تسجيل أسماء أجنبية جديدة في فترة التسجيل الصيفية في الموسم الماضي حينما كان يلعب في دوري الأولى، ونجحت المساعي في الحصول على الشهادة قبل انطلاق فترة التسجيل الشتوية، حيث ساهمت الأسماء الأجنبية، خصوصاً في إعادة الفريق للمنافسة والتي تكللت بالصعود في ختام الدوري بالاستفادة من خسارة هجر الذي كان يتقدم في جدول الترتيب أمام الشعلة في الجولة قبل الأخيرة.
من جانبه، قال قائد الفريق السابق عبد الستار أدماوي، إن عودة الفريق إلى دوري المحترفين يجب أن يتبعها عمل كبير والتفاف كل أهالي مكة المكرمة ورجال أعمالها حول النادي والابتعاد عن الخلافات والصراعات؛ لأن النادي كان ولا يزال ملكاً للجميع ويتعين عليهم مساندته وإنقاذه بالدعم المالي.
وبيّن أدماوي لـ«الشرق الأوسط»، أن الخلافات السابقة يجب أن تطوى؛ فالوحدة عاد ويحتاج إلى التفافة أكبر، وعلى الإدارة كذلك الاستفادة من الأخطاء التي حصلت سابقاً وهبطت بالفريق، ويجب أن تكون الاستفادة فعلية من خلال العمل وليس الوعود.
وشدد على أن الوحدة فريق كبير وقادر على إعادة قيمته وتواجده، خصوصاً أن هناك أندية لديها إمكانات ضعيفة مقارنة بالأندية الجماهيرية والغنية مالياً، مثل الفتح والتعاون والفيصلي وحتى الفيحاء، إلا أنها حققت منجزات، سواء في بطولة الدوري أو كأس الملك.
وعن رأيه بعودة بعض الأسماء إلى صفوف الفريق يتقدمهم البرازيلي أنسليمو، قال أدماوي «في رأيي أن أنسيلمو قدم أفضل مستوياته مع الوحدة، إلا أن تجربته مع نادي النصر لم تكن مميزة؛ ولذا أتمنى أن يعود للوحدة بشكل أفضل مما كان عليه مع النصر وكما عهده الوحداويون لأن اللاعب الأجنبي يجب أن يكون مؤثراً ولا يمكن أن يتم التغني على الدوام بما قدمه سابقاً ما لم يكن أداؤه الفني الحالي يشفع له».
وشدد على أن وجود الدعم الحكومي الكبير ممثلاً في وزارة الرياضة والاستراتيجيات التي أطلقت للدعم الكبير تمثل نقلة تاريخية كبيرة يتوجب على الأندية الاستفادة منها ولم تبقَ الكثير من الإعذار للإدارات بشأن عدم تقديم فرقها بالصورة التي تسعد أنصارها.