بعد نجاحه اللافت في قيادة الأخضر إلى المونديال، يترقب السعوديون اليوم ما سيقدمه المدرب الفرنسي رينارد من حلول فنية في مواجهة المنتخب الكولومبي «أحد أعرق المنتخبات اللاتينية»، والتي تعد من أقوى المواجهات التجريبية التي سيخوضها الأخضر ضمن استعداداته المونديالية.
ويطمح المدرب الفرنسي لتأسيس مجموعته الخضراء استعداداً لنهائيات المونديال وكذلك البطولات التي تعقبها كون الهدف هو إيجاد جيل جديد قادر على المنافسة في المحافل الدولية.
وقصة نجاح رينارد مع الأخضر تردد صداها سريعاً، فخلال 23 مباراة أشرف عليها في جميع المواجهات الرسمية والودية، حقق خلالها الفريق 15 انتصاراً مع 6 تعادلات وهزيمتين فقط، كانت الأولى أمام جامايكا ودياً بنتيجة 1 – 2، أما الهزيمة الأولى في اللقاءات الرسمية فكانت ضد اليابان بنتيجة 0 – 2، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
وتصدر الأخضر مجموعته في التصفيات بعد حصوله على 23 نقطة من 10 مباريات، بالفوز في 7 مواجهات مع تعادلين وهزيمة واحدة، متفوقاً على منتخبات اليابان وأستراليا، بالإضافة لتسجيل لاعبيه 12 هدفاً مع استقبال 6 أهداف فقط في شباكهم، ليتأهل الفريق إلى كأس العالم ويثبت رينارد أحقيته بالاستمرار مع المنتخب لمدة 5 سنوات قادمة، من أجل مواصلة النجاحات وتحقيق إنجازات جديدة على الصعيدين القاري والعالمي.
كان الفرنسي رينارد بدأ مسيرته التدريبية مع بعض الأندية المغمورة قبل أن يصبح مساعداً للمدرب كلود لوروا في منتخب غانا. وبعد مسيرة من التقلبات والانكسارات والصدمات، حصل رينارد أخيراً على فرصته مع منتخب زامبيا ليقودهم في الولاية الأولى إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2010. ثم يحقق معهم اللقب الثمين في الولاية الثانية عام 2012، ليعود من جديد إلى فرنسا بهدف النجاح في بلاده لكنه يفشل مع سوشو بعد هبوط الفريق رسمياً.
وتحدى رينارد الجميع مع أفيال ساحل العاج ليقودهم للفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا 2015، لكن دورته التدريبية استمرت على المسار نفسه، بعودته إلى فرنسا وفشله مع فريق ليل الذي حصل معه على 13 نقطة في 13 مباراة، ليرحل بعيداً عن فرنسا هذه المرة ويبدو أنها بلا رجعة، بعد أن وجد نجاحاً آخر مع أسود الأطلس بعد قيادتهم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 بعد غياب دام 20 عاماً، ثم رحلته الأخيرة مع الأخضر السعودي ونجاحه في تحقيق هدفه الرئيسي بالصعود إلى المونديال عالمي، وأخيراً تجديد عقده حتى عام 2027 مع الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ورغم أن عقد رينارد الذي بدأ منذ عام 2019 كان ينص على تمديد مباشر للعقد في حال بلوغه مونديال قطر 2022، إلا أن اتحاد كرة القدم السعودي اتخذ خطوة استثنائية بتمديد العقد.
بقيت الإشارة إلى أن رينارد يعتبر المدرب رقم 55 في تاريخ المنتخب السعودي الذي يعود إلى عام 1957 ويصنف ثالث أكبر عدد مباريات خاضها مدرب في فترة واحدة مع المنتخب السعودي، حيث لعب الأخضر تحت إشرافه 28 مباراة مقابل 40 مباراة دولية للمدرب السعودي خليل الزياني كبير المدربين السعوديين و31 مباراة دولية للبرتغالي بيسيرو و30 مباراة للبرازيلي باكيتا، علماً بأن المدرب السعودي القدير ناصر الجوهر هو أكثر المدربين قيادة للأخضر عبر 61 مباراة دولية خلال خمس فترات تدريبية بين عامي 2000 و2011.