[ad_1]
السؤال البديهي الذي يجب أن تطرحه الدوائر الغربية، ما الذي ترمي إليه هذه العقوبات؟ الإجابة كما قدمها السياسيون الغربيون في شقين: الأول هو إضعاف الاقتصاد الروسي، مما يؤثر على استقرار الحكم ويزعزع الثقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشارع الروسي، إلا أن نتائج هذه العقوبات كانت عكسية ونسبة المعارضين للحرب ضئيلة جدا في الشارع الروسي، وشعبية الرئيس بوتين بازدياد. أما الشق الثاني فهو التأثير على آلة الحرب الروسية، صحيح أن هناك الكثير من الصعوبات التي عانت منها القوات الروسية وخصوصا في بداية الحرب وفشل السيطرة على كييف، وهذا ما أجبر القيادة الروسية إلى تغيير خططها العسكرية. ولكن هذا ليس له أي علاقة بالعقوبات الغربية، بل إن القوات المسلحة كما الاقتصاد الروسي، استعادت صلابتها وبدت أكثر قدرة على تحقيق اختراقات وتقدم عسكري مضطرد، هذا لا يعني النصر في الحرب، ولكنه يعني أن القوات الروسية لم تتأثر بالعقوبات المشار إليها.
العقوبات الغربية على روسيا جعلت توريد الحبوب الأوكرانية مسألة في غاية الصعوبة وإن تمت فبكميات قليلة نسبيا، كما أن عزل روسيا عن نظام سويفت جعل توريد الحبوب الروسية مسألة لا تقل صعوبة، وإذا علمنا أن كلا البلدين يصدران ما نسبته 30% من الحبوب على مستوى العالم فيمكن تفهم أزمة الغذاء التي بدأ يعاني منها العالم، والتي تهدد بمجاعات يمكن أن تعصف بعدد كبير من دول العالم الثالث، مع أن هذه الدول لا ناقة لها ولا جمل في الحرب الأوكرانية أو في الصراع بين الغرب وروسيا. الأسوأ أن المجتمعات الأوروبية نفسها بدأت تعاني من ارتفاع أسعار المواد الأساسية حيث ارتفعت أسعار المحروقات بنسب تصل حتى 40% وهذا ما أدى إلى ارتفاع معظم المواد الأساسية وعلى رأسها المواد الغذائية.
بعد تجربة الأشهر الماضية فإن العقوبات الغربية على روسيا هي أشبه بمن يطلق النار على قدميه. بل إن موسكو استفادت من العقوبات على قطاع الطاقة فما تعذر عليها تصديره وجدت تعويضه في ارتفاع أسعار النفط. من الواضح أن على الغرب تغيير استراتيجيته، وهذا لا يتم إلا عبر الاعتراف المر بأنه فشل في سياسة العقوبات ضد روسيا فشلا ذريعا.
[ad_2]
Source link