«الهجين التكتيكي» لغوارديولا وكلوب يهيمن الآن على كرة القدم الأوروبية

«الهجين التكتيكي» لغوارديولا وكلوب يهيمن الآن على كرة القدم الأوروبية

[ad_1]

«الهجين التكتيكي» لغوارديولا وكلوب يهيمن الآن على كرة القدم الأوروبية

تغيرت عام 2008 والمديران الفنيان لمانشستر سيتي وليفربول قادا عملية التغيير


الاثنين – 29 شوال 1443 هـ – 30 مايو 2022 مـ رقم العدد [
15889]


غوارديولا وكلوب قادا الطريق إلى كرة القدم الحديثة (غيتي)

لندن: جوناثان ويلسون

ربما كان أكثر ما يثير الدهشة في هذا الموسم من وجهة النظر التكتيكية هو درجة الإجماع والتوافق. فمن الممكن أن تؤثر الإمكانيات المالية للأندية في نتائج بعض المباريات، وسيظل هناك دائماً لاعب بارع قادر على تغيير مسار المباريات بإمكانياته وقدراته الهائلة والقيام بأشياء استثنائية، لكن بالنسبة لتلك الأندية التي تتبع فلسفة معينة في اللعب، فمن الواضح تماماً أنها تلتزم بطريقة لعب معينة تعتمد على الدفاع المتقدم والضغط العالي على حامل الكرة والاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة.
وهناك ميل لتصوير الأمر وكأن هناك تعارض بين المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا والمدير الفني لليفربول يورغن كلوب، من خلال القول بأن أحدهما يركز على الاحتفاظ بالكرة، في حين يركز الآخر على سرعة استعادتها من المنافس. ربما يكون هذا منطقياً ومعقولاً، رغم المنافسة الشرسة بينهما خلال الموسمين الماضيين، لكن ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو أنه لا أحد يشكك حقاً في الطريقة التي يتم من خلالها الحكم عليهما. ومن الواضح تماماً الآن أن ما يمكن تسميته بـ«عصر الاستنزاف»، إن جاز التعبير، والذي شهد فوز اليونان ببطولة كأس الأمم الأوروبية، وكرة القدم التي كان يقدمها المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، والمدير الفني الإسباني رافائيل بينيتيز، والمدير الفني الأسكوتلندي أليكس فيرغسون في سنوات المدرب البرتغالي كارلوس كويروز، قد مضى عليه وقت طويل للغاية.
لقد تغيرت كرة القدم في عام 2008. ولا يعود السبب في ذلك فقط إلى أن هذا هو العام الذي شهد تعيين غوارديولا على رأس القيادة الفنية لبرشلونة. فقبل ذلك الوقت، كانت مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا قد شهدت تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة مرة واحدة فقط، لكن منذ ذلك الحين لم ينخفض المتوسط إلى أقل من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة سوى مرة وحيدة. وقد حدث ذلك نتيجة اجتماع عدد من العوامل، من بينها بالطبع التحسينات الكبيرة التي طرأت على جودة الملاعب وأدوات التدريب والكرات التي تلعب بها المباريات، وهو ما يعني أن اللمسة الأولى يمكن أن تكون حاسمة في أعلى المستويات. كما أدى تحرير قانون التسلل إلى تراجع خطوط الدفاع، وتراجعت التدخلات العنيفة إلى حد كبير، وهو ما أدى إلى زيادة المساحات داخل الملعب، بالشكل الذي سمح للاعبي خط الوسط بالتقدم للأمام وتقديم مستويات أفضل بعدما كانوا يكتفون في السابق بالقيام ببعض الأدوار الخططية والتكتيكية ويتعرضون للكثير من الانتقادات.
وفجأة أصبح من الممكن للفرق الأكبر، التي أصبحت أكبر نسبياً مما كانت عليه من قبل، أن تمارس سيطرة أكبر على المباريات أكثر من أي وقت مضى، وأن تفكر في أفضل طريقة لاستغلال المساحات داخل المستطيل الأخضر والاستحواذ على الكرة، بدلاً من تعطيل اللعب في خط الوسط. وقد أدى ذلك بدوره إلى الشعور بانزعاج كبير عندما تقابل الأندية القوية بعضها بعضاً وتجد صعوبات في الاستحواذ على الكرة. وكانت هذه أحد الأسباب التي جعلت لاعبي مانشستر يونايتد يفقدون الانضباط الخططي والتكتيكي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2009 ويشعرون بالإهانة لأنهم لم يستحوذوا على الكرة سوى 40 في المائة فقط.
وفي العام التالي، أظهر إنتر ميلان الإيطالي بقيادة مورينيو أنه من الممكن الفوز (أو على الأقل الخسارة بفارق ضئيل بما يكفي للفوز في مجموع المباراتين) رغم استحواذك على الكرة بنسبة 19 في المائة فقط! لقد أصبح التكتل الدفاعي في الخلف، والتمركز الصحيح، والسماح للمنافس بالاستحواذ على الكرة كما يشاء لكن على بُعد 30 ياردة فقط أو أكثر من المرمى، طريقة قابلة للتطبيق للتفوق على الأندية التي تعتمد على طريقة الاستحواذ على الكرة. وبدأت كرة القدم تبدو في بعض الأوقات مثل كرة اليد. لكن كانت هناك طريقة أخرى، وهي تلك الطريقة التي يعتمد عليها كلوب، الذي لا يحب الاستحواذ السلبي على الكرة، ويفضل الضغط المتواصل والقوي على حامل الكرة بشكل جماعي مدروس بعناية، ثم التحول السريع من الدفاع للهجوم بمجرد الحصول على الكرة.
صحيح أن الأندية التي تلعب تحت قيادة غوارديولا تضغط على المنافس، لكن ليس بنفس الشراسة أو بنفس الرؤية المباشرة في كيفية استغلال الهجمات المرتدة السريعة. سوف يحصل الفريق على الراحة المناسبة إذا أتيحت له الفرصة لذلك، لكن إذا لم تكن هناك فرصة، فإن غوارديولا يكون سعيداً بإعادة تشكيل فريقه داخل الملعب وبدء العملية من مرة أخرى، وهو الأمر الذي قال إنه قد يستغرق 15 تمريرة. يركز غوارديولا على الاستحواذ على الكرة، بينما يعتمد كلوب على التلقائية وتفكير كل لاعب في الموقف الذي يواجهه داخل الملعب.
لكن مع تراجع آمال غوارديولا في دوري أبطال أوروبا وخسارته أمام المنافسين الذين يعتمدون على الهجمات المرتدة السريعة، أصبح يتعين عليه أن يغير طريقة اللعب بعض الشيء لمواجهة ذلك. وفي بعض المباريات، يبدو أنه كانت هناك نية واضحة من جانب غوارديولا للإبقاء على خمسة لاعبين خلف الكرة في جميع الأوقات، لكن في مباريات أخرى كان يتم التركيز بشكل أكبر على الضغط على المنافس بقوة، وهو الأمر الذي كان يمثل تهديداً كبيراً على مانشستر سيتي من خلال الهجمات المرتدة السريعة. في غضون ذلك، رأى كلوب الإرهاق المتراكم – الجسدي والذهني – لكرة القدم التي تعتمد على الضغط المتواصل على المنافس، واتخذ خطوات من أجل التحكم في وتيرة المباريات بشكل أكبر، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء تعاقده مع تياغو ألكانتارا، الذي ربما يكون أكثر اللاعبين تميزاً في السابق تحت قيادة غوارديولا.
علاوة على ذلك، فإن توماس توخيل، وأنطونيو كونتي، وستيفانو بيولي، وتشافي، وجوليان ناغيلسمان، وتوماس فرانك، وبريندان رودجرز، وجيان بييرو غاسبريني، والغالبية العظمى من المديرين الفنيين المعاصرين يعتمدون بدرجات متفاوتة على الطريقة نفسها في اللعب. وتكون الاستثناءات، بين الأندية الكبرى، نادرة للغاية وتكون نتيجة الانبهار باللاعبين البارزين أصحاب الأسماء الكبيرة واللامعة، وغالباً ما يكون مصحوباً بسوء إدارة بشع! وحتى لو كان المدير الفني الألماني رالف رانغنيك يتمتع بسلطة أكبر، فمن الواضح أنه كان سيعاني بشدة لقيادة فريق يجد صعوبة في استيعاب كريستيانو رونالدو، الذي كان وجوده المزعزع للاستقرار في يوفنتوس أحد الأسباب التي أدت إلى العودة إلى المدير الفني الإيطالي ماكس أليغري مرة أخرى.
ويُعد ريال مدريد، حتى الآن، مثالاً رائعاً على الكيفية التي يمكن من خلالها للاعبين العظماء أن يحولوا نتائج المباريات فجأة لصالح أنديتهم بعدما كانت الأمور تسير ضدهم، لكن باريس سان جيرمان يعد المثال الأكثر إثارة للاهتمام لثقافة الاعتماد على اللاعبين المشاهير أصحاب الأسماء اللامعة، والاعتماد على ثلاثي هجومي مهاري للغاية يستلزم الدفع بخط وسط قوي للغاية من أجل القيام بالأدواء الدفاعية بأفضل طريقة ممكنة لتعويض عدم قيام هذا الثلاثي الأمامي بواجباته الدفاعية. أما الفلسفة الحقيقية الوحيدة الخارجة عن المألوف فتتمثل في الطريقة التي يلعب بها دييغو سيميوني مع أتليتكو مدريد، رغم أنه مع كل موسم يمر، يزداد الإحساس بأن هذا المشروع يتراجع بشكل ملحوظ.
من النادر في كرة القدم الحديثة أن تكون الخطوط واضحة للغاية. لقد طبق غوارديولا أسلوب اللعب الذي يستفيد من الظروف المتغيرة، ووجد كلوب طريقة للتغلب عليه من خلال الهجمات المرتدة السريعة، ثم غير غوارديولا خطته للتغلب على ذلك من خلال الجمع بين الاستحواذ على الكرة والتأمين الدفاعي تجنباً للهجمات المرتدة، وبالتالي فمن الواضح أن هذين المديرين الفنيين الرائعين قد استفادا كثيراً من وجودهما في الفترة نفسها من أجل تطوير أفكارهما التي ساعدت في تغيير شكل كرة القدم الحديثة.



المملكة المتحدة


الدوري الإنجليزي الممتاز



[ad_2]

Source link

Leave a Reply