يبدو أن رياضة البادل تعيش في حالة زهو بين الرياضات الأخرى إذ تجد زخماً هائلاً على المستوى الخليجي وتشهد ازدحاماً كبيراً بين الشباب والشابات في الموسم الحالي ولعل سهولة قانون اللعبة وإمكانية بناء ملاعبها بأسعار معقولة ساعد في أن تتجاوز رياضات منافسة لم تتجاوز لفت الأنظار كما فعلت رياضة البادل.
هذه الرياضة كانت حاضرة بقوة في منافسات الرجال والسيدات ضمن دورة الألعاب الرياضية الخليجية الثالثة التي تستضيفها الكويت حتى 31 مايو (أيار) الحالي.
وأدرجت منافسات البادل ضمن البرنامج الرسمي للدورة الخليجية بالكويت والذي يتضمن 16 لعبة رياضية، وشملت منافساتها الرجال، والسيدات أيضاً في أول حضور لهن في الدورات الخليجية.
وامتازت مباريات البادل لدى الفئتين بالتحدي والتشويق، برغم تكوين بعض الفرق المشاركة خاصة في فئة السيدات منذ فترة وجيزة، كما أن المواكبة الجماهيرية أثبتت أن هذه اللعبة تحظى بشعبية كبيرة.
من ناحيته، شارك منتخب السعودية للسيدات لرياضة البادل لأول مرة في تاريخه في دورة الألعاب الخليجية التي تجرى حالياً في الكويت وقدم مستويات جيدة لكنه أظهر حاجته لمزيد من الخبرات وخوض المنافسات في الأعوام المقبلة، وذلك لبناء رصيد من المواجهات التي تزيد من موهبة اللاعبات اللاتي شاركن لأول مرة في بطولة خارجية.
وضمت القائمة السعودية الرسمية أريج فارح والشقيقتين سارة سلهب ونجوى سلهب ونورة السليمان ورغدة بن وثلان ورنا الشهري.
وشهدت أيضاً المنافسات مشاركة منتخب السعودية للرجال ولم يقدم المستوى المأمول وأظهر حاجته أيضاً إلى المزيد من العمل في الفترة المقبلة.
وكان خالد السعد رئيس الاتحاد السعودي للباتل قد قال في حوار لـ«الشرق الأوسط» في السابع من مايو الماضي أنه وفقاً للأرقام، فقد وصل عدد ممارسي لعبة البادل في السعودية إلى ما يقرب من 11 ألف ممارس، وذلك خلال الستة أشهر الأخيرة فقط.
وشدد على أن أهداف اتحاد السعودية للبادل كثيرة، وقد يراها البعض صعبة، «وقبل نهاية 2024 نحن حريصون على أن توجد ملاعب البادل في جميع مناطق المملكة، ويرجح أن تصل إلى أكثر من 900 ملعب. ووصول عدد الممارسين للعبة إلى 500 ألف شخص. وفي الجزء الدولي حريصون على أن تكون تشريعات ولوائح البادل السعودي أيقونة دولية يستفاد منها ويحتذى به».
من ناحيته، أوضح عمر الزنكي رئيس اتحاد البادل تنس في الكويت، أن استضافة منافسات البادل تنس لأول مرة ضمن دورة الألعاب الرياضية الخليجية جاءت بعد مخاطبة اللجنة الأولمبية الكويتية التي رحبت بالفكرة بعد انتشار شعبية اللعبة في الكويت وعلى المستوى الخليجي رغم أنها لعبة غير أولمبية، إلا أن الخطوة لاقت نجاحاً غير مسبوق وأصداء فاقت التوقعات.
وتوجه بالشكر والتقدير إلى أسرة البادل تنس وجميع من ساهم في نجاح مشاركة اللعبة في الدورة الخليجية التي شهدت منافسات قوية بين المنتخبات الخليجية المشاركة.
ويمكن تلمس الإنجاز والخط التصاعدي لهذه اللعبة من كلام قائدة المنتخب العماني فاطمة النبهاني المتوجة مع زميلاتها بذهبية السيدات في الدورة الخليجية.
وقالت فاطمة النبهاني، لاعبة التنس السابقة، بعد الفوز بالذهبية: إن لعبة البادل حديثة جداً في السلطنة، حيث شيد أول ملاعبها في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتابعت: «تجمعنا قبل البطولة بثلاثة أسابيع دون وجود مدرب أو استعداد جدي، ورغم ذلك حققنا البطولة، كما توجنا بالبطولة الخليجية التي أقيمت في دبي».
وأعربت فاطمة النبهاني عن سعادتها بالحصول على الذهبية في أول ظهور للعبة بدورات الألعاب الخليجية، معتبرة أن التنظيم كان أكثر من رائع.
وتوج منتخب عمان للسيدات باللقب بعد فوزه في جميع مبارياته، حيث تغلب على نظيره الكويتي 2 – 1. وقبلها على البحريني والإماراتي والسعودي بنفس النتيجة أيضاً.
وتألف الفريق العماني من اللاعبات فاطمة النبهاني وعزة الهنانية وسارة البلوشية ومريم البلوشية وإيثاء البلوشية ومليحة العويدية وفرح الزبير وجود لشكو.
وأحرزت الكويت الميدالية الفضية والإمارات الميدالية البرونزية.
وعلى صعيد رياضة البادل فئة الرجال توج المنتخب القطري بالميدالية الذهبية متفوقاً على نظيره الكويتي في المباراة النهائية وعبر عبد العزيز الكواري لاعب المنتخب القطري المتوج مع فريقه بذهبية البادل للرجال عن سعادته بالتتويج بالميدالية الذهبية في المشاركة الأولى لهذه اللعبة الحديثة التي بدأت بالانتشار في منطقة الخليج العربي.
وتابع: «سعداء جدا بإحراز الذهبية في أرض الكويت، وقد حرصنا على الفوز في جميع المباريات التي خضناها وهو ما حدث فعلا بتتويجنا بالمركز الأول».
كما أشاد بالتنظيم الرائع للدورة وبالمستوى المميز للاعبي المنتخب الكويتي، مؤكداً: «لقد تطور اللاعبون الكويتيون كثيراً في فترة قصيرة، وهذا ليس غريباً لأنهم أصحاب مواهب ومهارات».
وحقق المنتخب القطري العلامة الكاملة في الدورة بفوزه في مبارياته الأربع ليحصد الميدالية الذهبية، ونالت الإمارات الفضية والكويت البرونزية.
وشارك الإعلامي القطري الشهير محمد سعدون الكواري ضمن منتخب قطر للبادل وأظهر مستويات فنية عالية خلال منافسات منتخب بلاده.