لماذا تذهب تذاكر المباريات إلى غير مستحقيها؟

لماذا تذهب تذاكر المباريات إلى غير مستحقيها؟

[ad_1]

لماذا تذهب تذاكر المباريات إلى غير مستحقيها؟

كلما اقترب فريق من المجد قلّت فرص أنصاره في متابعته في الملعب


السبت – 27 شوال 1443 هـ – 28 مايو 2022 مـ رقم العدد [
15887]


إينتراخت فرانكفورت وكأس الدوري الأوروبي بعد الفوز على غلاسكو رينجرز في النهائي (أ.ب)

لندن – أدريان تشيلز

لم أغفر لنفسي أبداً حضور المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1991 والتي جمعت توتنهام ونوتنغهام فورست. كنت قد تعرضت لكسر قوي في الساق وأنا ألعب كرة القدم قبل عام، وأرسل لي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تذكرة لحضور المباراة لتشجيعي والرفع من معنوياتي. أنا لست من مشجعي توتنهام أو نوتنغهام فورست، لكنني كنت متحمساً للغاية لحضور تلك المباراة، نظراً لأنني لم أحضر أي مباراة نهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أبداً. حسناً، لقد كنت متحمساً حتى اللحظة التي جلست فيها على مقعدي، وعندئذ تحولت مشاعري إلى شيء أشبه بالشعور بالذنب أو العار.
كنت جالساً بين مشجع متحمس لنوتنغهام فورست ومشجع آخر متحمس لتوتنهام، وأخبرني كل منهما بالمعاناة الكبيرة التي تحملاها من أجل الحصول على تذكرة المباراة، في الوقت الذي فشل فيه عدد كبير من زملائهما في الحصول على تذكرة. وعندئذ، انتابني شعور سيئ، خصوصاً أنني لست من مشجعي أي من الفريقين، ولم تكن لديَّ أي مصلحة في التواجد هناك. كرة القدم ليست مكاناً للحياد، فإما أن تكون مشجعاً لهذا الفريق أو ذاك. فإذا وصل الفريق الذي أشجعه إلى نهائي بطولة كبرى، فسأشعر بغضب شديد لو اضطررت إلى مشاركة هذه التجربة مع شخص لا يهتم بنتيجة المباراة ولا يشجع أياً من الفريقين! وفي الحقيقة، لم أكن أشعر بالراحة لكوني هذا الشخص غير المتحمس لما يحدث خلال اللقاء. لقد فاز توتنهام بهدفين مقابل هدف وحيد، وشعرت كأنني كنت في حفل زفاف لغرباء، أو في حالة نوتنغهام فورست كأنني في جنازة شخص لم أكن أعرفه!
ومؤخراً، شاهد 43.883 شخصاً مباراة غلاسكو رينجرز وإينتراخت فرانكفورت في نهائي الدوري الأوروبي على ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» بإشبيلية، لكن تم تخصيص 19.000 تذكرة فقط من هذه التذاكر لمشجعي الفريقين، أما التذاكر الـ24.883 الأخرى فقد ذهبت للضيوف من الشركات والمحايدين الذين يشجعون العديد من الأندية الأخرى. في الحقيقة، يتعين على هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 24.883 شخصاً إلقاء نظرة فاحصة على أنفسهم، لأنهم حصلوا على تذاكر لمشاهدة مباراة بين ناديين لا يشجعون أياً منهما، وبالتالي حرموا المشجعين الحقيقيين لهذين الناديين من فرصة ثمينة لمشاهدة هذه المباراة التاريخية.
إن هؤلاء المشجعين المحايدين، أو بالأحرى الأشخاص الذين يسعون لمجرد قضاء وقت جيد في الخارج ولا يهتمون بهوية الفريق الذي يلعب، يقتلون كرة القدم منذ فترة طويلة. كما أن الأمر يزداد سوءاً كلما تقدم فريقك في البطولات ومسابقات الكأس. فأثناء عملي في المباراة النهائية لكأس العالم 2006 في برلين، ركبت حافلة مليئة بمسؤولين تنفيذيين من شركة سامسونغ، وكانوا جميعاً يرتدون بدلات وحصلوا على تذاكر ذهبية للإقامة في أجنحة سيجدون بها طاولات ضخمة مليئة بأشهى أنواع الطعام والشراب الفاخر، ثم سيحضرون المباراة النهائية.
وخارج الأرض، اصطدمت بشاب كنت قد التقيت به أثناء تصوير عمل عن منصة غاز في بحر الشمال قبل عامين. لقد أخبرني في ذلك اليوم بأنه لم يكن يهتم بكرة القدم على الإطلاق. وعندما سألته عما يفعله هناك، أخبرني بأن والد صديقة ابنه قد حصل على بعض التذاكر ثم منحه تذكرة لحضور المباراة. أما داخل الملعب، فقد كان المشجعون الحقيقيون لمنتخبي فرنسا وإيطاليا يحتشدون في مناطق صغيرة بشكل مخزٍ خلف المرميين. لقد شعرت بأن كل شيء يسير بشكل سيئ للغاية.
لقد كان الأمر خاطئاً تماماً – بل وأسوأ بكثير في الواقع – عندما ذهبت مرة أخرى إلى نهائي كأس العالم: فرنسا ضد كرواتيا في موسكو في عام 2018، هذه المرة كان الأمر يعنيني بسبب أصولي الكرواتية، فقد كنت مشجعاً لمنتخب كرواتيا، وكنت متحمساً للغاية لذلك. لكن بجواري كان يجلس رجل في منتصف العمر يرتدي ملابس أنيقة ولم يحضر أي مباراة لكرة قدم من قبل. عرفت من شريط بطاقة العمل الذي يرتديه حول رقبته أنه مكسيكي. لقد كان يحتفل بالأهداف التي كان يحرزها كلا الفريقين بنفس الحماس، وهو ما يعني أنه لا يشجع أياً من المنتخبين!
لقد كان يحتفل بالأهداف من خلال الوقوف والرقص وهو يلتقط صور سيلفي! وبعد نهاية المباراة، كان يحتفل بفوز فرنسا بنفس الطريقة، وإن كان بقوة أكبر. لقد كنت أحدق إليه بشكل قاتم وقاتل. إن ما شعرت به آنذاك ربما كان أكثر إهانة مما كنت سأشعر به لو قام مشجع فرنسي مبتهج بالانتصار بالرقص أمامي وهو يعزف على الأكورديون وينفخ دخان سجائره في وجهي!



أوروبا


دوري أبطال أوروبا


الدوري الإنجليزي الممتاز



[ad_2]

Source link

Leave a Reply