[ad_1]
فقد خلفت عقود من الحرب الأهلية في لبنان إرثا من مئات الآلاف من الألغام الأرضية والذخائر العنقودية التي لا تزال تشكل خطرا على حياة الناس.
رِم سريبي من كمبوديا هي واحدة من أصغر العاملين في مجال إزالة الألغام الذين دربتهم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) ليتم نشرهم مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
كانت تتحدث عن تجربتها قبيل الاحتفال السنوي في 29 أيّار/مايو باليوم الدولي لحفظة السلام.
“بعمر الحادية والعشرين، أنا واحدة من أصغر خبراء إزالة الألغام الذين تلقوا تدريبات على يد دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام التي تعمل جنبا إلى جنب مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.
هذه أول مهمة لي لحفظ السلام وعائلتي فخورة جدا بي. لقد جئتُ من بلد عانى من حرب أهلية تسببت في الكثير من الألم والمعاناة، ودمرت كل شيء؛ منازلنا وعائلاتنا ومدارسنا.
عندما كنت طفلة صغيرة، لم أتخيّل مطلقا خلال مليون سنة أنني سأعمل في مهمة لحفظ السلام وخاصة كأنثى تزيل الألغام.
في حياتي، قابلت الكثير من ضحايا الحروب الذين فقدوا أطرافهم وأفراد أسرهم. لقد اخترتُ هذا المسار الوظيفي الإنساني حتى أتمكن من المساهمة في إنقاذ حياة الناس من حوادث الألغام وأساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية، على الرغم من أن إزالة الألغام مجال عمل محفوف بالمخاطر وخطير للغاية.
لدينا جميعا دور نقوم به في مجتمعاتنا من أجل تحسين ظروفنا المعيشية، والجميع في كل مكان يستحق أن يكون سعيدا وأن يعيش في مجتمعات خالية من الألغام الأرضية.
نحو جنوب لبنان يخلو من الألغام
مع اليونيفيل ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وشركاء آخرين، نعمل على إزالة الألغام الأرضية، التي لا تزال تشكل خطرا على حياة الأشخاص القاطنين في جنوب لبنان. نقوم حاليا بإزالة الألغام بالقرب من قرية ميس الجبل على طول الخط الأزرق*. كل يوم نقوم بتطهير حقول الألغام لجعل هذه المنطقة آمنة.
منذ عام 2006، طهرت فرق نزع الألغام التابعة لليونيفيل 4,885,900 متر مربع من الأراضي في جنوب لبنان، وتخلصت من 47,221 قطعة بما في ذلك الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المتفجرة.
نقوم بإزالة الألغام باليد وباستخدام المعدات الميكانيكية. نواجه العديد من التحديات خلال عملياتنا اليومية، خاصة خلال موسم الأمطار عندما تصبح التربة موحلة للغاية، مما يجعل عملنا أكثر صعوبة. نواجه أيضا ثعابين سامة وصخورا كبيرة في حقول الألغام.
العديد من حقول الألغام حيث نعمل عادة، تقع في مناطق مفتوحة وقريبة من المزارع والقرى المحلية. لذا، نتواصل مع المجتمعات المحلية من أجل سلامتها حتى لا يقترب سكانها من منطقة عملياتنا.
الحلم بالتنزه والزراعة في الحقول
بالنسبة لي، فإن الجزء الأكثر مكافأة في هذه الوظيفة هو معرفة أن الأرض التي نقوم بتطهيرها ستستخدم يوما ما من قبل المجتمعات التي جئنا هنا لخدمتها.
يوما ما، سأرى جنوب لبنان خاليا من الألغام، حيث يركض الأطفال والعائلات في الحقول، وتنطلق الأسر في نزهات خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويستخدم المزارعون الحقول للزراعة والأطفال يمشون إلى المدارس بأمان. هذا حلمي الذي يجعلني أستمر بعملي.
تتطلب إزالة الألغام الأرضية عملا جماعيا وتنسيقا كبيرا. كانت القدرة على العمل مع مجموعة متنوعة من الزملاء من البلدان الأخرى وكذلك الشركاء المحليين، مثل الجيش اللبناني وعمّال إزالة الألغام والمنظمات الشريكة الأخرى، فرصة استثنائية.
العاملات في مجال إزالة الألغام
أعمل حاليا مع تسع نساء أخريات في إزالة الألغام مع عمليات حفظ السلام. إنه لمن المثير والملهم أن نرى النساء يتحدين الصور النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، ويعملن فيما كان يُنظر إليه أساسا على أنه عمل للرجال. من خلال شجاعتنا واحترافنا، نفتح الأبواب للعديد من النساء ليتبعن خطواتنا.
بصفتنا عاملات في إزالة الألغام، وقوات حفظ السلام، نلعب دورا حيويا في عائلاتنا ومجتمعاتنا عبر إظهار المساهمات التي تقدمها النساء نحو السلام والمساواة بين الجنسين.”
*يمتد الخط الأزرق لمسافة 120 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية للبنان، وقد وضعته الأمم المتحدة في عام 2000 بهدف تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
[ad_2]
Source link