[ad_1]
ليلى الدرازي، من أصل لبناني، هي إحدى المستفيدات من هذه المراكز. ولدت ليلى ذكرا، ولكنها، ومنذ الصغر، عرّفت نفسها على أنها أنثى.
بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية وازدواجية الميل الجنسي، الذي تحييه الأمم المتحدة في 17 أيار/مايو، حكت ليلى قصتها لبيغوم باساران، الموظفة بقسم الإعلام في المنظمة الدولية للهجرة في تركيا.
“ما الذي يدفع الناس إلى الفرار من منازلهم؟ يفر الناس من الحرب والجوع والعنف والفقر المدقع وحتى على سبيل المغامرة أو الوقوع في الحب. غادرت لبنان. كنت في خطر حقيقي من التعرض للقتل لأنني ولدت بالجسد الخطأ، وأردت التحدث عنه.
عندما كنت في التاسعة من عمري، نظرت إلى نفسي في المرآة، ولم أستطع أن أفهم لماذا لم يكن لدي جسد فتاة. لقد حددت هويتي على أنني فتاة ضمن شقيقاتي الخمس. أحببت أن ألعب معهن. كنت أرتدي ملابس والدتي عندما كنت أمضي الوقت معهن. بالكاد قضيت أي وقت مع أشقائي الذكور.
تعرضت للضرب والرفض
عندما رآني والدي هكذا ضربني. ضربني بالعصا بقوة حتى أغمي علي وسال الدم من أذني. طعنني مرة أخرى في ذراعي، وما زلت إلى اليوم أعاني من تلك الندبة الجسدية. لم يقبلني قط.
واليوم، رغم أنني أب، ما زلت لا أشعر بأنني ذكر. أنا محاصرة في جسدي. لا أريد أن يكون لدي لحية. ما تراه ليس من أكونه: أنا ليلى.
لا أريد أن يكون لدي لحية. ما تراه ليس من أكونه: أنا ليلى
لم يكن الأمر سهلا، لقد تعرضت للتنمر العنيف في المدرسة. طردني والدي من المنزل، واضطررت للعمل من أجل كسب لقمة العيش حتى أتمكن من إكمال المدرسة.
ثم أتت المرحلة الجامعية. ربما تعتقدون أنني كنت سأجد بعض التسامح هناك. لكن ذلك لم يحدث. تكررت القصة نفسها: تعرضت للتنمر والتمييز باستمرار. أعلم أن التعليم هو مفتاح النجاح والتسامح. وكان التعليم بمثابة الفاكهة المحرمة بالنسبة لي. كلما حاولوا عرقلة تطوري، كنت أزداد تشوقا وحرصا لتحقيق أهدافي.
إخفاء الهوية
بعد إكمال الجامعة عملت في مجال الإعلام وأخفيت هويتي. شيئا فشيئا، بدأت في التعرف على المزيد من الأشخاص مثلي. كنا نتواصل من خلال إشارات سرية في النهار، لكن في الليل كنت أخفي لحيتي، وأرتدي شعرا مستعار، واستمتع بشعور الحرية، كوني أنثى.
على الرغم من بعض اللحظات الثمينة، كانت الحياة لا تزال معقدة جدا. تزوجت من مثلية لإرضاء عائلتي، وأنجبنا طفلين رائعين خلال زواجنا الذي دام سبع سنوات.
تزوجت من مثلية لإرضاء عائلتي، وأنجبنا طفلين رائعين
أخيرا، قررت التوقف عن إنكار هويتي والعمل من أجل حقوق مجتمع الميم. لقد تواصلت مع أشخاص آخرين في هذا المجتمع وأصبحت ناشطة، وأقوم بالتدوين وإدارة موقع معني بشؤون مجتمع الميم.
على الرغم من كل الصعوبات، والحياة المزدوجة، والمحرمات، كنت أعيش حياة جيدة في لبنان: إذ كان لدي منزل، وسيارة جميلة، وعمل جيد، وأصدقاء، وأطفال رائعون.
جاء رجال لقتلي
ذات ليلة كنت في المنزل عندما سمعت صراخا من الخارج وعرفت أن رجالا أتوا لقتلي. في نظرهم، كانت حياتي خطيئة وكنت استحق الموت. قفزت من الشرفة وهربت.
لم آخذ معي أي شيء لأنني كنت فقط أريد تجنب القبض علي وقتلي. وصلت المطار الساعة الثالثة فجرا، ووصلت اسطنبول قبل الفجر.
عندما وصلت إلى تركيا، شعرت بالإلهام من الحرية التي يتمتع بها أفراد مجتمع الميم. منحوني الأمل في أن أكون المرأة التي أنا عليها. كونت صداقات جديدة وبدأت أرتدي ثيابا جميلة وأضع مكياجي وأخرج معهن في المدينة. ولكن مع ذلك، على الرغم من التضامن الذي يحظى به مجتمعنا، إلا أنني، في المجتمع الأوسع، واجهت نفس التمييز وخطاب الكراهية الذي واجهته في لبنان.
أم وأب
لقد حدث شيئان جيدان. أولا، منذ ستة أشهر، ساعدتني زوجتي السابقة في جميع الوثائق الخاصة بطفليّ وأحضرتهما أختي إلى هنا(تركيا)، وهما يعيشان معي الآن. أنا أمهما وأبوهما.
ثانيا، تواصلت مع مركز للمهاجرين تديره المنظمة الدولية للهجرة، مما ساعدني في الأمور القانونية، مثل إلحاق طفليّ بالمدرسة والحصول على رعاية صحية منتظمة. لقد ساعدني المركز حتى في الحصول على وظيفة في مطعم عربي.
الحياة مستقرة، وانتهى الذعر، وطفلاي معي. ومع ذلك، هذه ليست نهاية رحلتي. لقد عاملتني تركيا بصورة جيدة، إلى حد كبير. أريد أن أعيش كما أنا دون قلق. ومرة أخرى، ينبغي أن أشكر المنظمة الدولية للهجرة لمساعدتي على السير في هذا الطريق.
ذهبت إلى مكتب الهجرة الإقليمي لإجراء مقابلة، وبعد يومين تم كنحي وضع اللاجئة المشروط. لم أتلق أي معلومات أخرى حول إعادة التوطين.
في الانتظار
أنا مستعدة. لست متأكدة بشأن المكان الذي سينتهي بنا الحال إليه. أعتقد أنه سيكون من الجيد الانتقال إلى بلد يتحدث شعبه الإنجليزية أو الفرنسية لأنني أجيد هاتين اللغتين.
أريد أن اختم حديثي بالقول إن التمييز أمر لا طائل ولا فائدة منه. لا يحقق شيئا. إنه يضر بالناس فقط ويضر بالمجتمع.
بالنسبة لي، لقد جعلني أقوى، والآن لدي عائلة جديدة: مجتمع الميم. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على مجتمعي وعائلتي. إنها حياتي، وهي رمز لهويتي.
وأنا أعرف شيئا واحدا مؤكدا، لقد ولدنا جميعا متساوين، ونستحق جميعا أن نُعامل على هذا الأساس”.
[ad_2]
Source link