[ad_1]
وعدّ رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله عويقل السلمي الأندية الأدبية القلب النابض للحراك الثقافي في أي مجتمع، وفي بلادنا المباركة كونها ذاكرة وطنية بالفعل الثقافي؛ لا يمكن تجاهلها، أو إلغاؤها أو تهميشها أو تهشيمها، وإنْ بتأسيس كيانات جديدة بلا روح وبلا تاريخ أو جذور أو هوية، مؤكداً أن الأندية تتكئ على رصيد تراكمي من التجربة والتاريخ والخبرة في إدارة الشأن الثقافي فضلاً عن بنيتها الثقافية والتحتية.
ويرى الدكتور السلمي أن مجرد التفكير في المساس بها؛ مغامرة يترتب عليها اقتلاع الذاكرة وطمس الهوية العميقة والعريقة للأدب، المؤسس على يد محمد حسن عواد وعزيز ضياء وأبو مدين وابن خميس وابن إدريس وابن حميّد وغيرهم، متطلّعاً إلى أن تمنح وزارة الثقافة والجهات المعنية الأندية فرصتها لتنتعش في ظل المناخ الذي صنعته «الرؤية»، بحكم أن لديها برامج عالمية منها الأدب التفاعلي والترجمات وبرامج قنطرة لنقل الأدب ونظرياته لكل العالم ومشاريعها تتوالى.
وعزا مستقبل الأندية إلى ما تملكه من الخبرة والبنية التحتية، ما يمكّنها من أن تسد كل ثغرة، بما لها من سبق الاهتمام بالمبدعين وترجمة كتب النقاد للغات مختلفة وإقامة ملتقيات ومؤتمرات تجاوزت الـ80 مؤتمراً وطبعت أكثر من خمسة آلاف إصدار أدبي ونقدي وإبداعي.
ويذهب السلمي إلى أن التحدي أمام الأندية في ما حدده أعضاء مجلس الشورى؛ يتمثل في عدم وضوح مرجعيتها وتأرجحها لسنوات بين وزارتي الإعلام والثقافة، إضافةً إلى ما تعانيه من ضعف الدعم المقدم لها من هذه الوزارات ومن القيود البيروقراطية التي تفرضها عليها، وغياب الرؤية الثقافية الموجهة في القطاع الثقافي ككل، مؤملاً أن يجري العمل على دعمها والالتفات إليها، ما يجعلها قادرة -مع وزارة الثقافة والهيئات المعنية- بالاضطلاع بدور ريادي قادم.
وأكد رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن الزهراني أن الأندية الأدبية ذاكرة الوطن الثقافية على مدى نصف قرن، بما أدّت من دور في مراحل التأسيس على أيدي رموز الوطن الأدبية وما واكبته من مراحل مسيرة الوطن بكل اقتدار، وما زالت تواصل عطاءاتها الأدبية والثقافية بتميز شهد به المنصفون من داخل الوطن وخارجه. وعدّها منطلق حراك مشهدنا الأدبي والثقافي بنشاطاتها الشمولية والمتميزة لتشمل جميع الأطياف والفئات والأعمار، مشيراً إلى أن فترة ما بعد الانتخابات شهدت المئات من الأمسيات والندوات والمحاضرات والمهرجانات والملتقيات والمسابقات التي شارك فيها الآلاف من المبدعين والمفكرين والأدباء السعوديين والعرب، وتبنّت المواهب الشابة في نشاطاتها ومطبوعاتها، بل والبراعم الصغيرة، لافتاً إلى أن الأندية رفدت المكتبة العربية بآلاف الكتب القيمة، بعضها غدت مراجع للدارسين والباحثين في شتى المجالات الثقافية. وقال الزهراني: تلقينا بعض النقد الهادف الذي أفدنا منه، ولم نلتفت للكثير من النقد الجارح الذي نعرف أسبابه وحيثياته ودوافعه، مضيفاً أن ميزانية كل ناد (الإعانة السنوية) لا تكفي لإقامة مهرجان أو ملتقى واحد، «إلا أننا تغلبنا على ظروفنا وبحثنا بطريقتنا عن داعمين ورعاة لمشاريعنا الكبيرة وأنجزنا بجهودنا الذاتية مقار فاخرة لأنديتنا، أصبحت من أملاك الثقافة في شتى مناطق المملكة، دون أن نجد من الوزارة آنذاك أي دعم»، موضحاً أنه عندما حلت أزمة كورونا وتعذر الحضور المباشر، لم تقف الأندية مكتوفة الأيدي، بل فتحت قنوات التواصل الإلكتروني، وواصلت نشاطها، وأقامت الأمسيات والمحاضرات والملتقيات والمهرجانات بكامل أركانها، وكسبت حضوراً ثقافياً مميزاً وتفاعلاً ملفتاً، وإشادة بتجربة العالم الافتراضي.
[ad_2]
Source link