حيرة محبي المسلسل الأميركي «بريدجيرتون» تتكرر في الواقع

حيرة محبي المسلسل الأميركي «بريدجيرتون» تتكرر في الواقع

[ad_1]

حيرة محبي المسلسل الأميركي «بريدجيرتون» تتكرر في الواقع

الوفاة بلدغة النحل تجمع بين بطل العمل وشاب مصري


الأحد – 14 شوال 1443 هـ – 15 مايو 2022 مـ


لدغة النحلة يمكن أن تسبب الوفاة عند بعض الأشخاص (جامعة نورث إيسترن الأميركية)

القاهرة: حازم بدر

قبل شهور أثار محبو المسلسل الرومانسي الخيالي الأميركي «بريدجيرتون»، تساؤلات حول إمكانية وفاة شخص ما بسبب لدغة نحلة، وذلك على خلفية أحداث المسلسل التي اختارت فيها مؤلفته جوليا كوين، نهاية بدت غريبة لـ«إدموند» كبير عائلة بريدجيرتون، وهي الوفاة بسبب لدغة نحلة.
محبو المسلسل ظنوا أن سبب الوفاة هذا هو من بنات أفكار المؤلفة، ولكنّ الموقع الرسمي لجامعة «نورث إيسترن» الأميركية، فاجأهم بتعليق من أستاذ للعلوم الصحية بالجامعة، يؤكد أن لدغة النحلة يمكن أن تكون مميتة لبعض الأشخاص، وهو ما حدث في مصر على أرض الواقع أول من أمس، عندما توفي شاب من محافظة الغربية متأثراً بلدغة نحلة.
وأعلنت السلطات الصحية بمحافظة الغربية (شمال القاهرة) وفاة الشاب المصري نادر خالد الجزار (32 عاماً) إثر تعرضه للدغة نحلة، وهو الأمر الذي أثار موجة من الريبة والشك على مواقع التواصل الاجتماعي، حسمها وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية عبد الناصر حميدة، والذي قال إن لدغة النحلة يمكن أن تسبب «صدمة تحسسية حادة» لبعض الأشخاص، قد تؤدي لتوقف القلب، وهو ما حدث مع الشاب المصري.
وكان سبب «الصدمة التحسسية» كنتيجة للدغة النحل، قد تكرر أيضاً، في تعليق روبرت باجينسكي، الأستاذ المساعد ومدير الشؤون متعددة التخصصات في كلية بوفيه للعلوم الصحية في جامعة نورث إيسترن، على وفاة «إدموند» كبير عائلة بريدجيرتون، ضمن أحداث المسلسل الأميركي.
وبينما تمكن الأطباء في حالة الشباب المصري من معرفة سبب الوفاة، بعد أن صار المجتمع الطبي يعرف أن هناك ما تُعرف بـ«الصدمة التحسسية الحادة»، التي يمكن أن تصيب بعض الأفراد، ذهب باجينسكي في تعليقه المنشور في 31 مارس (آذار) الماضي، إلى أن الفترة الزمنية التي تدور حولها أحداث المسلسل في القرن التاسع عشر، لم يكن العالم قد عرف بعد أن لدغات النحل يمكن أن تكون سبباً للوفاة.
وقال: «يمكن أن تكون هذه الفترة قد شهدت وفيات بسبب لدغات النحل، ولكن التوصيف العلمي لإمكانية حدوث صدمة تحسسية حادة مميتة لبعض الأشخاص نتيجة للدغات النحل، لم يحدث إلا في عام 1902».
ويشرح باجينسكي أن الصدمة التحسسية الحادة هي حساسية مفرطة، حيث يبالغ خلالها الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مستضد «لدغة نحلة» إلى الحد الذي يبدأ فيه استجابة أعلى للمستضد الغازي، ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة في بعض الأشخاص إذا توافرت ظروف معينة، ولكن عادةً ما تظهر الحساسية المفرطة ما بين 20 دقيقة وحتى ساعتين بعد التعرض لمستضد.
يقول إنه في الحالات التي تظهر فيها الحساسية المفرطة ما بين 20 دقيقة وحتى ساعتين، يكون رد الفعل الشديد الذي يهدد الحياة يقع في نهاية سلسلة من أعراض الحساسية التي قد يعاني منها الناس، فقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة من الشعور بالدفء والوخز في أيديهم أو أقدامهم أو وجههم أو حلقهم، وتورم في الشفتين واللسان والممرات الهوائية العلوية والسفلية، مما قد يسبب أزيزاً وصعوبة في التنفس، وتغيرات في النبض ومعدل ضربات القلب، والدوخة، أو الإغماء، وفي النهاية، وإذا تُركت الحساسية المفرطة دون علاج، يمكن أن تكون قاتلة.
ويوضح باجينسكي أنه في معظم الحالات، يكون الشخص الذي يعاني من رد فعل تحسسي شديد قد تعرض لمسببات الحساسية مرة واحدة على الأقل من قبل، حيث «يحتاج الجسم إلى تعريف مسببات الحساسية أولاً، قبل أن يبالغ في رد فعله في المرة القادمة».
ويضيف: «في الوقت الحاضر، يعرف الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية شديدة أنهم معرضون لبعض مسببات الحساسية، ويمكن أن يكون الناس مستعدين لمثل هذا الحدث عن طريق حمل حاقن (إبينيفرين) التلقائي، المعروف أكثر باسم (EpiPen) لعلاج ردود الفعل التحسسية الشديدة في حالات الطوارئ»، وهو من اخترع شيلدون كابلان، خريج جامعة نورث إيسترن.
ورغم أهمية حاقن (إبينيفرين) التلقائي، فإن ذلك لا يُغني عن أهم خطوة يجب اتخاذها، إذا كان لدى شخص ما رد فعل تحسسي، وهو الاتصال بالطوارئ، كما يؤكد باجينسكي.
ويتابع: «حتى إذا بدا أن الشخص قد تعافى، فمن الضروري أن يتلقى عناية طبية متخصصة، لأن هناك خطر (التأق الارتدادي)، الذي قد يتعرض له، وهو تأخر تكرار الأعراض الشديدة».
وتكشف التفاصيل العلمية التي أشار إليها باجينسكي، وما نُشر عن حالة الشاب المصري، أنه ينتمي إلى الأشخاص الذين يعانون من رد الفعل السريع جداً لأي صدمة تحسسية.
وتعرض الشاب المصري للإغماء مباشرةً بعد تعرضه للدغة النحل خلال عمله في محطة لجمع المحاصيل الزراعية، لينقل بعدها إلى أحد المستشفيات الخاصة، حيث لم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذه.
وقال وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية عبد الناصر حميدة أول من أمس، إن الأطباء قاموا بإنعاش قلبي رئوي له، مستخدمين جهاز الصدمات الكهربائية، إلا أن القلب لم يتجاوب، نظراً لمعاناة الشباب من حساسية زائدة، وهو ما يعد من الحالات النادرة جداً.
من جانبه، يصف نبيل عبد المقصود، أستاذ السموم بكلية الطب جامعة القاهرة، مثل هذه الحالات النادرة، بأنها تلك التي تجمع لديها أربعة عوامل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، هذه العوامل، بأنها تعرض الشخص لأكثر من لدغة، ونوع النحل المسبب للدغات، لأن الذكر تأثيره أقوى من الأنثى، ومكان اللدغة، فكلما اقتربت من المخ كانت أخطر، وأخيراً وجود حساسية مفرطة لدى الشخص، تسبب رد فعل مناعياً مبالغاً فيه.
ويضيف عبد المقصود أن ظروف وفاة الشاب المصري تكشف عن أن كل هذه العوامل قد تجمعت لديه، وتسببت في وفاته بشكل فوري، ولم تكن هناك أي فرصة لإنقاذه.
وعموماً، فإن الوفاة بسبب لدغات النحل نادرة، وتشير إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض بأميركا، إلى أنه خلال 17 عاماً (من 2000 إلى 2017)، حدث ما مجموعه ألف و109 حالات وفاة من لدغات الدبابير والنحل في دول كبيرة مثل أميركا، بمتوسط سنوي بلغ 62 حالة وفاة، وكان ما يقرب من 80% من الوفيات بين الذكور.



مصر


أخبار مصر



[ad_2]

Source link

Leave a Reply