الزايدي لـ«عكاظ»: ممنوع من دخول المطبخ.. ولا أنسى حنطة أمي ! – أخبار السعودية

الزايدي لـ«عكاظ»: ممنوع من دخول المطبخ.. ولا أنسى حنطة أمي ! – أخبار السعودية

[ad_1]

الحديث مع المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة المكرمة، سليمان الزايدي لايمل، تجد نفسك أمام موسوعة علمية ثقافية وإنسانية تعجز عن وصفها. لازالت ذاكرة ضيفنا تحتفظ بصورة الطفل في القرية، بعاطفة ورحمة والدته، بحنطتها التي زرعتها وسقتها وحصدتها لتقدمها له وجبة شوربة.. ويستعيد بشجن صوت جده الذي كان يحيي به المكان.

• استقبالك لشهر رمضان هذا العام.. كيف؟

•• رمضان شهر خير وبركة تتساقط فيه الخطايا، ويقرب الناس من بعضهم البعض أكثر من أي شهر آخر، وفي رمضان يصفح المسلم ويعفو عمن ظلمه تقربًا الى الله.. وتقوى اللحمة الاجتماعية، ويزيد نسيج المجتمع قوة وترابطًا، لذا يخرج منه المسلم بلا أحقاد، وبلا منغصات.

• متى بدأت الصيام؟

•• عادة الصّغار يقلدّون الكبار، ويسعون للتدرّب على الصّيام قبل التّكليف، والذي أذكره أنني بدأت بالصّيام النّصفي وصغير السّن – قبل التكليف – يجد نفسه منتصف النهار لا يستطيع مقاومة العطش والجوع، فيأكل ويشرب، ويزعم أنه قد صام لإثبات الذات.

• ما قراءتك للمشهد المحلي والدولي؟

•• نحمد الله على الأمن الذي تنعم به بلادنا، وعلى الاستقرار الذي مكّن من تسارع برامج التنمية المستدامة وتوطينها على أرضنا. بفضل الله ثم حسن سياستنا، بلادنا اليوم جاذبة للإنسان وللاستثمار الأجنبي. في حين تعيش كثير من أمم الأرض خلافات داخلية، وحروبًا بينية وذلك نتيجة لطغيان الإنسان، ولغياب الحكمة، ولانتهاك الحقوق. ومما يؤسف له أن بعض المحللين الفضائيين يتحدثون عن أسلحة الدمار الشامل، وكأن العالم يتّجه إلى نزهة. لقد ذهب ضحية أسلحة الدمار الشامل في الحربين العالميتين أكثر من 80 مليون إنسان معظمهم من المدنيين الأبرياء. إن النتيجة الحتمية لفقدان الأمن والاستقرار تفكك الدول، والانهيارات الاقتصادية، والاجتماعية. والإحصاءات تتحدث عن موت إنسان كل ثانية نتيجة الجوع، ومقدرات الشعوب تذهب إلى المزيد من التسلح.

أنا ممنوع

• هل أنت ممن يجيد طبخات رمضان وأطباقه؟

•• أنا ممنوع من دخول المطبخ، وملتزم بهذا القرار ومحترم له.

• طبقك المفضل في رمضان؟

•• أطباق رمضان تكاد تكون متقاربة في المجتمع السعودي، لكن أفضل طبق رمضاني لازلت أحتفظ بطلاوته وحلاوته، كان من يد والدتي رحمها الله، وهو شوربة (حب الحنطة) التي زرعتها، وأسقتها، وحصدتها، وطبختها، وأطعمتها بيدها الحانية.

• قضيت رمضان في القرية، وفي المدينة ما الفرق؟

•• النسيج الاجتماعي في القرية أسرٌ ممتدة، يعتني فيها الكل بالكل، ويتكامل الفرد مع المجموع، والطابع العام بساطة أهل القرى في رمضان، أما المكون الاجتماعي في المدينة فهو متعدد المشارب، والعلاقات الاجتماعية فيه ضعيفة، وكل يوم تزداد ضعفًا، والناس يهتمون بمنافسات الأطعمة والأشربة التي تستنزف ما في الجيوب.

رمضان والدوري

• ما الذكريات الأثيرة من رمضان؟

•• الذكريات الأثيرة كثيرة، منها ذكريات القرية: بصفاء بيئتها، ونبل أهلها، وبساطة حياتها.. وذكريات المدينة: بثقافتها، وتنوع مجتمعها، وكثرة متطلباتها، وعدم تحمل الإنسان لضغوطها.. وذكريات الغربة: حيث تظهر قوة إرادة المسلم أمام المغريات في مجتمع غير مسلم. والطالب في الغربة يفتقد لروح العائلة التي تتحلق حول مائدة الإفطار في جو روحاني جاذب، فغالبًا يحل وقت الإفطار وأنت في قاعة الدّرس. يتناول فذّات من التّمر في قاعة الدرس مواصلًا الاستماع والنقاش. حاليًا في بعض الدوريات الرياضية العالمية يُوقف اللعب فيما لا يزيد على دقيقة عندما يحين وقت الإفطار ليسمح للاعب المسلم بتناول تمرات وشربة ماء ثم يواصل الرّكض خلف الكورة.

• هل تعد برنامجًا رمضانيًا للشهر الكريم؟

•• غالبًا نجد أنفسنا في المملكة أمام برامج يقتضيها شهر رمضان، فساعات العمل تتغير، ورتم الحياة اليومية في المجتمع يجعلك أمام برامج ملزم بالتفاعل معها.

• أين تفضّل قضاء شهر الصيام؟

•• صمت رمضان في أكثر من مدينة في المملكة وفي خارج المملكة، ومنذ عام 1411 أكرمني الله بالعمل والعيش في مكة المكرمة، والصيام فيها لا يقارن بغيرها من المدن وأستثني المدينة النّبوية.

يا جاري • من تدعو لمائدة الإفطار؟

•• الذي يقبل دعوتك اليوم على طعام الإفطار هو المتفضّل عليك، لأن الناس في هذا الزمن ترفع شعار «يا جاري أنت في دارك وأنا في داري»، وسأكون سعيدًا جدًا لو قبلتَ دعوتي.

• ما برنامجك التلفزيوني المفضّل؟

•• أنا أتابع الحوارات الفكرية، وتستهويني برامج عبدالله المديفر، فهو محاور ذكي، وأجده في معظم الأحيان يطرح الأسئلة التي تدور في ذهني كمتابع، وهذا هو المطلوب من المحاور، كما أنه يختار ضيوفه من ثقافات وتخصصات ومسؤوليات متعددة.

• كم ساعة تقرأ، وما أبرز الكتب المفضّلة؟

•• مع الأسف المد الإلكتروني وما ينشر فيه أخذ معظم أوقات الناس، وقراءاتي بصورة عامة في مجال علوم التربية، وحقوق الإنسان.

• عادة رمضانية تتمنى عودتها؟

•• صوت جدي رحمه الله وهو ينادي في الحي ويقول:

يا نايم وحّد الدّايم، قوموا لسحوركم.

تجربتي في العمل

• دعاء رمضاني لا تمل من تكراره؟

•• اللّهم إنّك عفوّ كريمٌ تُحبُّ العفو فاعفُ عني.

• كاتب تحب تقرأ له؟

•• على مستوى الصحافة اليومية أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية لشجاعته، وجرأته، ولحربه المقدسة التي يشنها على الفساد، فهو كاتب يكتب بالسكين. وأقرأ للمفكر الدكتور رضوان السيّد والذي منح الجنسية السعودية في عام 2022.

• قارئ تؤثر سماع تلاوته؟

•• لأصوات أئمة الحرمين الشريفين حلاوة وطلاوة، لكنني متأثر بالشيخ محمد سعيد نور أقدم القراء في الإذاعة السعودية، فلقراءته شجن يستدر الدّموع، ويستحوذ على مشاعرك بعذوبة صوته، وتذوب معه في تجليات روحانية تأخذ بالألباب.

• بما خرجت من عملك في: التربية، الشورى، حقوق الانسان، الصحافة، الكشافة، الرياضة، القطاع الثالث؟

•• لقد شرفت بخدمة بلادي في أكثر من موقع في الداخل وفي الخارج، فمثلاً التربية: هي العشق الأبدي الذي قضيت فيه معظم حياتي طالبًا ومسؤولاً، منها عشرون عامًا مديرًا للتعليم وقد عاصرت مراحل انتشار التعليم رأسيًا وأفقيًا، والتجديد والتطوير للنظام التربوي، والانفتاح الواسع على تعليم الفتاة، وبرامج محو الأمية، والارتقاء بتأهيل المعلمين، وبناء المدارس، وتجهيزها بأحدث التقنيات. لقد شهدت وشاركت عن قرب في نهضتنا التربوية والتعليمية المباركة.

الشورى: في الشورى قضيت تحت قبّتها ثلاث دورات، والشورى مدرسة شاملة جامعة تجعلك تقبل الرأي الآخر وتحترمه، وتجيد الاستماع والتحدث لتتمكن من إقناع العقول الكبيرة تحت القبة. وأعضاء مجلس الشورى يمثلون النموذج الحقيقي للمسؤولية الوطنية الشاملة التي لا تلتفت للإقليمية والقطرية على حساب الوطن.

حقوق الإنسان: بدأ اهتمامي بحقوق الإنسان من خلال عضويتي في الجمعيّة الوطنيّة لحقوق الانسان، ثم من خلال عضويتي، ورئاستي للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، وحاليًا أشرفُ على فرع الجمعيّة بمنطقة مكة المكرمة.

والدفاع عن كرامة الإنسان، وعن حقوقه المدنية هاجس دول العالم اليوم، والتشريعات والأنظمة التي صدرت في المملكة في السنوات الأخيرة أعطت حفظ حقوق الإنسان جلَ اهتمامها.

الصحافة: بدأت العمل في بلاط الصحافة وأنا طالب في المرحلة المتوسطة، حيث كنت أزود صحيفة الندوة العريقة بأخبار مدرستي، ثم توسع نشاطي، واعتمدتني الصحيفة مراسلاً لها في مدينة الطائف بمكافأة شهرية مقدارها مئتي ريال.. وعندما التحقت بالجامعة تحولت للعمل بصحيفة عكاظ، وبذلت فيها نشاطاً ملحوظًا توزع بين المقابلات مع رؤساء دول، وشخصيات مهمة، ولغزارة ما كان ينشر تحت اسمي من أخبار أطلق الصحفي الشهير بـ«عكاظ» آنذاك عبدالله علي أحمد على الصفحة الأولى بالصحيفة الاحتلال الزّايدي. وبعد عودتي من الدراسة في الخارج أشرفت على مكتب مؤسسة اليمامة الصحفية بالطائف لخمس سنوات تقريبًا.

الكشافة: نشاط الكشافة عمل تطوعي، وهو من النشاطات التي تطبع الشباب بالقوّة والفتوّة، وتكوّن شخصياتهم، وتوجه مسارهم، وتدمجهم في وقت مبكر في خدمة المجتمع.

وشخصيًا أعادتني تجربتي في قيادة نشاط الحركة الكشفية في الحج إلى سنوات شرخ الشباب. وهي من أفضل تجاربي وأنفسها وأقربها إلى نفسي. كما أن عضويتي السابقة في اتحاد البرلمانيين الكشفيين العرب، وفي اتّحاد الكشاف المسلم أثرت ثقافتي وتجاربي. وشباب الكشافة في بلادنا يقدمون أنفس الخدمات التطوعية في الحج.

الرياضة: قضيت ما يقارب (20) عامًا في عضوية الاتحاد السعودي لألعاب القوى إبّان رئاسة الأمير الرياضي نواف بن محمد لهذا الاتحاد، وقضيت دورتين في عضوية الاتحاد السعودي للتربية البدنية..كما شغلت رئاسة الاتحاد العربي لألعاب القوى لخمس دورات، ففي الاتحاد السعودي عشت أهم انجازاته على المستويات الإقليمية والعربية والقارية والعالمية.

الاتحاد العربي: يتكون مجلس الاتحاد بالانتخاب، وله لجان متخصصة، وينظم أربع بطولات (بطولة الكبار، بطولة الشباب، بطولة الناشئين، اختراق الضاحية)، ويتنقل ببطولاته على خريطة العالم العربي، وقد انعكس تكويني التربوي على تجمعات أبطال الاتحاد مما أذاب الكثير من الخلافات التي تنشأ بين الشباب العرب.. ولتقوية مسيرة رياضة أم الالعاب كنّا نطلب في برنامج البطولة مقابلة رئيس الدولة التي تقام فيها البطولة حيث أقدم له الشباب العرب فيحصلون منه على الدعم والتشجيع. وتشرفنا بلقاء عدد من رؤساء الدول والرؤساء والوزراء في الدول العربية.

– القطاع الثالث: هذا القطاع مهم وهو القطاع غير الرّبحي، والمملكة تشجع المواطنين للمساهمة فيه بجهدهم التطوعي، وممارسة حقهم في الإقرار والتمكين، وعندما كنت عضوا في مجلس الشورى شاركت في صياغة نظام الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية الذي صدر عن المجلس في عام 1428. وأنا منتمٍ لهذا القطاع منذ أن كنت في الوظيفة الرسمية، وحاليًا أشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعيّة الإحسان والتّكافل الاجتماعي بمكة المكرمة، وهي من كبريات الجمعيات في العاصمة المقدسة.

• كلمة ترغب أن تختم بها حديثنا.

· أشكر جريدة عكاظ التي شرفت بالعمل فيها ذات يوم، وأنا متابع لها وأجد مزاحمة الإعلام الجديد للصحف الورقية لم يفقدها رونقها وتألقها وسبقها الصحفي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply