[ad_1]
جاء ذلك مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأربعاء عقب انتهاء جلسة غير رسمية لمجلس الأمن الدولي بصيغة آريا تحت عنوان “ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في أوكرانيا” نظمتها بعثتا ألبانيا وفرنسا.
وقال خان للصحفيين في المقر الدائم:
“المبدأ الذي أريد التأكيد عليه أيضا هو أن الوقت ليس وقتا للحديث، بل إنه وقت العمل. لا يمكن للقانون الدولي أن يقف موقف المتفرج السلبي. لا يمكن أن يكون خامدا. إنها بحاجة إلى التحرك بحذر ليوفر الحماية ويصر على المساءلة.”
في اليوم التالي لبدء التحقيق في الثاني من آذار/مارس، كان السيد خان قد نشر فريق في المنطقة. كما زار أوكرانيا مرتين في الفترة الماضية، حيث جال على ليفيف وكييف وبوتشا، وغيرها من المدن الأوكرانية.
كما أن فريقه -المؤلف من خبراء في الطب الشرعي وعلماء والمحامين- قد ذهب إلى مناطق أخرى أيضا، وفي نفس الوقت أجرى تحقيقات المستقلة، وبنى أيضا علاقات مع السلطات الأوكرانية.
وقال السيد خان إن أوكرانيا لديها مدع عام ممتاز. هناك عمل كبير تم القيام به على المستوى الإقليمي من قبل اليوروبول وخاصة يوروجُست، مشيرا إلى أنه قد تم توقيع اتفاق لإنشاء فريق تحقيق مشترك في أول يوم أمس. وهذه أول مرة في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية، يشارك مكتب المدعي العام في فريق التحقيق المشترك مع بولندا وليتوانيا وأوكرانيا. وبالتوازي مع ذلك، هناك أكثر من تسع دول أوروبية أخرى تجري تحقيقات هيكلية وغيرها.
دور التكنولوجيا
وفي حديثه مع الصحفيين اليوم، قال السيد خان إن الحقيقة لا يجب أن تكون شبحا لا يمكن فهمه، موضحا أنه يمكن استيعابها (الحقيقة) عن طريق “تشمير الأكمام”، من خلال العمل، من خلال إجراء جهود استقصائية قديمة الطراز وبتسخير التكنولوجيا الحديثة، سواء كانت قمرا صناعيا أو رادارا، ودمجها لرؤية ما يبدو أنه حقيقي وضمانة العدالة الدولية.
وفي هذا السياق أكد المدعي العام أن الأمر لا يعود إلى شاهد بعينه. الأمر لا يرجع إلى هيئة مقاضاة وطنية معينة. وليس الأمر متروكا له. “هناك قضاة فوقنا، قضاة مستقلون سيقيمون الأدلة ويوازنونها ويتخذون القرارات في نهاية المطاف.”
علينا القيام بعمل أفضل
وقال المدعي العام للمحكمة إن علينا أن نشعر بالخجل لأنه في عام 2022، مازلنا نرى في أجزاء كثيرة جدا من العالم “عنفا قد يشكل جرائم إبادة جماعية”. قد يكون التركيز في هذه اللحظة بالذات على أوكرانيا، بحسب السيد خان، ولكن في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، “نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل.”
غير أنه شدد على أهمية إدراك أن هناك أملا، مشيرا إلى أمثلة على ذلك الأمل، وداعيا جميع الأفراد إلى الانخراط في العمل بما في ذلك وسائل الإعلام، المنظمات غير الحكومية والسلطات الوطنية.
وأكد “لا ينبغي لأحد أن يكون متفرجا لأننا إذا لم ندافع عن العدالة الآن فمن سيدافع عن العدالة لأي منا.”
المحكمة تتبع الأدلة
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد حدد مسؤولية جهة معينة وبعبارة أخرى، إن كان الرئيس بوتين موضع اهتمام في أي من جرائم الحرب، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على التجرد والموضوعية في عمل مكتبه، قائلا:
“نحن نتبع الأدلة. نحن لسنا (أشخاصا) غير جديرين أو غير لائقين حتى نقوم باتخاذ قرار (تكون) أهدافه (محددة)، من ثم نحاول الحصول على أدلة تناسب الأهداف المحددة مسبقا. لن يتخذ هذا النوع من الإجراء مدعٍ عام محلي في محكمة صلح محلية، وبالتأكيد ليس لائقا على المستوى الدولي.”
وأوضح أنهم يتبعون الأدلة ولا أحد لديه تصريح مرور مجاني من أي جانب، سواء أكان ذلك أوكرانيا أم الاتحاد الروسي، سواء كانت قوات رسمية أو قوات غير نظامية.
القانون ليس قائمة انتقائية
“فالقانون واضح”، بحسب السيد كريم خان الذي أشار إلى هناك معايير واضحة. ولا أحد يستطيع أن يقول في عام 2022 في ظل انتشار الإنترنت، وتويتر وغيرهما من الوسائل الحديثة، إنه لا أحد يعرف ما هي هذه القوانين.
“الجميع يعرف ما هي هذه القوانين. السؤال هو، هل يعتقد الناس أن القانون الجنائي الدولي هو ’قائمة انتقائية‘ يمكنك أن تأخذ منها ما تريد وتتجاهل ما لا تريده؟”
ولفت الخبير القانوني الانتباه إلى حقيقة أنه لا توجد دولة مثالية. “لا أحد منا كذلك، كانت هناك درجة من الازدواجية. هناك درجة من الانتقائية، لكنني أعتقد أننا الآن في لحظة حرجة للغاية نحتاج فيها إلى إدراك أن “أي إزعاج مؤقت ناتج عن الامتثال للقانون على مستوى الدولة، فهو أفضل بكثير، وهو أقل إيلاما بكثير من البديل: أي أفضل من الغرب المتوحش الذي لا يمكن التنبؤ به والذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الكوارث على نطاق عالمي.”
وعن كيفية التعاون مع الولايات المتحدة رغم أنها ليست طرفا موقعا على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية- هو المعاهدة التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية- ذكّر السيد خان بما قاله قبل انتخابه مدعيا عاما وهو أنه سينخرط مع الدول الأطراف وغير الأطراف في نظام روما.
هناك طرق مختلفة للوصول إلى الحقيقة
أما بشأن التواصل مع روسيا التي حول الاتصال بها ثلاث مرات، وما ذكره الممثل الروسي في اجتماع اليوم، وهو أن “المحكمة الجنائية الدولية هي مجرد أداة سياسية وليس لها أي شيء مشترك مع العدالة”، أوضح خان أنه من المعروف في الملاحقات القضائية المحلية أنه قد يكون هناك عدم تعاون من أفراد مختلفين يرغب المرء في التحدث إليهم. “هذا لا يعني أن يتراجع المرء، هذا يعني أنه يجب النظر في مناهج أخرى.”
وأكد مدعي عام المحكمة الجنائية من جديد أنه ليس لديه أجندة مسبقة:
“أنا لا أؤيد روسيا أو أعارضها. أنا لا أؤيد أوكرانيا أو أعارضها. تلك قضية سياسية. ما نؤيده، -هذا ليس أمرا مقتضبا- هو القانون الذي يعمل لأجل البشرية، وحماية الإنسانية.”
وقال السيد خان أن هناك دائما طرقا مختلفة لمحاولة الوصول إلى الحقيقة. وطالما أن لدينا القدرة على التحمل والتركيز الاستراتيجي والخطة الموضوعة، فهناك دائما خيارات مختلفة لمحاولة الوصول إلى الحقيقة.
[ad_2]
Source link