وقال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا، في حديث للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من نيروبي، إن عدد المتضررين من الجفاف كان يقدر بنحو 13 إلى 14 مليون شخص، لكن هذا الرقم ارتفع منذ ذلك الحين إلى ما بين 15 و16 مليون شخص. وأكد على أنه إذا فشل موسم الأمطار مرة أخرى هذا العام، فقد يرتفع العدد إلى 20 مليوناً.

وكانت مجموعة مرحلة الأمن المتكامل قد أعلنت أحدث نتائجها والتي تشير إلى أن ما يقرب من 6 ملايين شخص في الصومال وحدها قد تأثروا حتى الآن، و1.4 مليون شخص منهم بالفعل في ظروف طارئة، وهناك 81 ألف شخص آخر يعتبرون في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخامس، ما يعتبر ظروفا كارثية أو شبيهة بالمجاعة.

زيادة انعدام الأمن الغذائي

قال دانفورد إن هذا الجفاف يحدث مع زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة بشكل كبير. فقد قدر برنامج الأغذية العالمي أن حوالي 81 مليون شخص في جميع أنحاء شرق أفريقيا يعانون من انعدام الأمن الغذائي مما يمثل زيادة بنسبة 60 في المائة منذ عام 2021. وقال المسؤول في برنامج الأغذية العالمي إن الأسباب التي أدت إلى ذلك هي مزيج من النزاعات الجارية والآثار المناخية بما في ذلك الجفاف والفيضانات وآثار كوفيد-19 وارتفاع تكاليف الغذاء، لا سيما نتيجة للصراع في أوكرانيا.

وفيما يتعلق بالجفاف، فإن الأرقام مقلقة للغاية. ففي إثيوبيا هناك 7 ملايين شخص متضرر، وما بين خمسة إلى ستة ملايين في الصومال، وفي كينيا 3.5 مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت حكومة جيبوتي أيضاً أن الجفاف يؤثر على جزء كبير من سكانها الريفيين.

© FAO/Giuseppe Bizzarri

عمال في دار السلام يشحنون أكياس القمح في تنزانيا., by © FAO/Giuseppe Bizzarri

“الأخذ من الجياع لإطعام المتضورين جوعا”

ودعا المدير الإقليمي المجتمع الدولي إلى الإسراع في توفير التمويل. وقال إن برنامج الأغذية العالمي أطلق نداء في كانون الثاني / يناير طلب فيه 327 مليون دولار على مدى ستة أشهر. لكنه لم يتلق سوى 64 مليون دولار. وأشار إلى أن توقعات الأشهر الستة المقبلة تتطلب 473 مليون دولار.

وقال دانفورد إن برنامج الأغذية العالمي والجهات الإنسانية الفاعلة الأخرى لن تكون قادرة على الاستجابة بالمستويات المطلوبة. وأضاف، “الناس سيموتون. إنها بهذه البساطة.” 

وقال المدير الإقليمي إن “الوقت ينفد” وشدد على أن البرنامج لا يملك القدرة على الاستجابة إلا إذا توفرت لديه مستويات التمويل المطلوبة. وأكد أن الوضع أجبر برنامج الأغذية العالمي على اتخاذ بعض الخيارات الصعبة للغاية من خلال “عملياً الأخذ من الجياع لإطعام المتضورين جوعا.”

وقال مسؤول برنامج الأغذية العالمي إن الوضع في جميع أنحاء المنطقة يتدهور بسرعة كبيرة وشدد على الحاجة إلى إنهاء الصراعات، وزيادة الاستثمارات في معالجة تغير المناخ، ورفع الدعم للتعويض عن ارتفاع الأسعار. وأضاف، “نحن في وضع خطير للغاية وأخشى أن نخطو بخطى حثيثة نحو الأسوأ”.