[ad_1]
كلوب ولاعبوه يعيشون ليلة ساحرة بحلم إنهاء الموسم برباعية تاريخية… ورانغنيك يشعر بالحرج ويدعو لإعادة بناء مانشستر
كان ينظر لمباراة ليفربول ومانشستر يونايتد على أنها مواجهة الديربي الكبير لكرة القدم الإنجليزية نظراً لعراقة الفريقين وسطوتهما على البطولات وجماهيريتهما العريضة، رغم تقلب السنوات والظروف على الناديين، لكن ما يحدث ليونايتد من تراجع وصل لحد الانهيار خلال الأعوام الأخيرة حوّل هذه القمة إلى مباراة عادية غير متكافئة مستسلماً أمام الغريم التاريخي.
لقد عاش يونايتد وجماهيره ليلة تعيسة جديدة بسقوطه في ملعب «أنفيلد» معقل ليفربول برباعية نظيفة، بينها ثنائية للمصري محمد صلاح وهدفين آخرين من الكولومبي لويس دياز والسنغالي ساديو ماني في مباراة مؤجلة من المرحلة الثلاثين، علماً بأن يونايتد سقط أيضاً في معلبه «أولد ترافورد» ذهاباً بنتيجة قاسية 5 – صفر. وفشل يونايتد في تحقيق أي انتصار على ليفربول في آخر ثماني مباريات بينهما بالدوري، كما فشل في تسجيل أي هدف في خمس من آخر ست مباريات في ملعب أنفيلد.
وفي وقت يتطلع فيه ليفربول لنهاية موسم نارية، حيث يصارع على أربع جبهات بعد أن وصل إلى نهائي كأس إنجلترا، ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تتويجه بكأس الرابطة، ومحارباً لمانشستر سيتي على قمة الدوري، يبدو أن يونايتد في طريقه للخروج بأسوأ حصيلة، خالي الوفاض، حتى من فرص التأهل لدوري الأبطال.
ورفع ليفربول رصيده إلى 76 نقطة متقدماً بنقطتين عن سيتي قبل مباراة الأخير مع ضيفه برايتون، فيما تجمد رصيد يونايتد عند 54 نقطة من 33 مباراة في المركز السادس.
واعترف الألماني رالف رانغنيك مدرب يونايتد المؤقت، الذي خاض المباراة دون الهداف كريستيانو رونالدو بعد وفاة مولوده الجديد بأنه شعر بالإحراج وهو يشاهد فريقه مستسلماً أمام لاعبي ليفربول وقال: «الأمر محرج ومخيب للآمال، وربما مهين، يجب أن نتقبل أنهم يتفوقون علينا منذ ست سنوات… لديهم لاعبون أفضل منا وهذا الأمر انعكس في النتيجة»
وأضاف: «ستكون هناك عملية إعادة بناء بالتأكيد، هذا الأمر كان واضحاً في أول ثلاثة أو أربعة أسابيع بالنسبة لي، بالنسبة لنا الأمر محرج بشدة كجهاز فني أن نجلس هنا وأن نشارك في مؤتمر صحافي مثل هذا، علينا أن نعترف بأنهم كانوا أفضل منا».
وواصل: «علينا أن ننقد أنفسنا، الطريقة التي لعبنا بها في أول 45 دقيقة لم تكن ما نريده، في ظل غياب جميع لاعبي خط الوسط المدافعين قررنا المشاركة بخمسة مدافعين، لا أعتقد أن الشوط الأول له أي علاقة بالتشكيل الذي لعبنا به. الطريقة التي تلقينا بها الهدف الأول لم تكن ضمن خطة لعبنا، الأمر يؤثر على ثقتنا».
وختم بالقول: «غيرنا طريقة لعبنا من خمسة مدافعين إلى أربعة، وأول 25 دقيقة من الشوط الثاني كانت أفضل بكثير، لكننا لم نحرز هدفاً أيضاً… الهدف الثالث الحديث يطول بشأنه أيضاً».
بـ«اليوغا» احتفل صلاح بهدفيه (رويترز)
وأمِل مانشستر يونايتد خيراً في نهاية موسم 2017-2018 حين حل وصيفاً لجاره مانشستر سيتي في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، معتقداً أنه وجد ضالته بلاعبه السابق النرويجي أولي غونار سولشاير لإعادته إلى الطريق الصحيح، بعدما تاه تماماً منذ اعتزال مدربه الأسطورة الأسكوتلندي أليكس فيرغسون نهاية موسم 2012 – 2013.
لكن الأيام أثبتت أن شيئاً لم يتغير، فرحل سولشاير في يناير (كانون الثاني) بعد فشله في قيادة «الشياطين الحمر» إلى أي لقب إن كان محلياً أو قارياً وحل بدلاً منه الخبير الألماني رانغنيك بمهمة مؤقتة حتى نهاية الموسم على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الأعوام التي مرّت على يونايتد منذ اعتزال فيرغسون بعد موسم أخير للسير قاد به «الشياطين الحمر» إلى لقبهم العشرين في الدوري الممتاز، أظهرت أن هناك مشكلة عميقة في مكان ما أوصلت الفريق لدرجة تجعل من الخسارة أمام ليفربول برباعية نظيفة نتيجة «مقبولة»، إذا ما قورنت بمجريات المباراة والتفوق التام لفريق المدرب الألماني يورغن كلوب الذي سبق أن اكتسح غريمه بخماسية نظيفة في معقله أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. واختار فيرغسون قبل رحيله مواطنه ديفيد مويز ليكون خليفته بعد النجاح الذي حققه مع إيفرتون، لكنه لم يصمد في «أولد ترافورد» حتى نهاية الموسم، فرحل عن يونايتد تاركاً المهمة للهولندي لويس فان غال ومن بعده الخبير البرتغالي جوزيه مورينيو وثم سولشاير وصولاً إلى رانغنيك، من دون أن يتغير أي شيء.
وفي قراءته للحالة التي وصل إليها يونايتد، يرى رانغنيك أن المشكلة تكمن في عدم الثبات الفني مع ميل الإدارة الأميركية للنادي إلى استبدال المدربين سريعاً بحثاً عن الحلول.
ويسير يونايتد نحو الاستعانة بخدمات المدرب الهولندي إريك تن هاغ الذي سيصبح، في حال التعاقد معه، خامس مدرب لفريق «الشياطين الحمر» يواجه المدرب الألماني يورغن كلوب منذ قدوم الأخير إلى ليفربول في موسم 2015 – 2016. ما يظهر اختلاف الفلسفة بين الغريمين التقليديين.
ومنذ وصول كلوب إلى «أنفيلد»، نجح في قيادة ليفربول إلى لقب الدوري لأول مرة منذ 1990 وإلى إحراز دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والكأس السوبر الأوروبية والكأس الإنجليزية، وها هو يقف الآن على عتبة دخول التاريخ في حال نجح في إحراز ألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ليضيفها إلى لقب كأس الرابطة.
وجاء الفوز الأخير لليفربول ليضعه على مسافة 22 نقطة من يونايتد غريمه التاريخي، حيث بات الأخير مهدداً حتى بالغياب عن دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي ودعها من ثمن النهائي بالخسارة إياباً على أرضه أمام أتليتكو مدريد الإسباني، فيما لم يذهب حتى إلى هذا البعد في كل من مسابقتي الكأس وكأس الرابطة المحليين، إذ خرج في الأولى من الدور الرابع على يد ميدلزبره من الدرجة الثانية وفي الثانية من الدور الثالث على يد وستهام.
رانغنيك شعر بالحرج والمهانة (إ.ب.أ)
أما ليفربول، فقد وصل إلى نهائي الكأس بتخطيه مانشستر سيتي في نصف النهائي، كما بلغ نصف نهائي دوري الأبطال حيث يلتقي فياريال الإسباني.
وعلى غرار ليفربول، أعطى الثبات الفني ثماره عند الجار اللدود سيتي، إذ توج بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا بلقب الدوري ثلاث مرات وكأس الرابطة أربع مرات والكأس مرة، فيما وصل الموسم الماضي إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.
مقارناً وضع يونايتد بغريمه التقليدي ليفربول وجاره سيتي، قال رانغنيك الذي سيبقى في النادي مستشاراً فنياً بعد انتهاء مهمته التدريبية: «إذا نظرتم إلى هذين الناديين اللذين يسيطران حالياً على الدوري الإنجليزي الممتاز، فهما جاءا بمدربين وليس هذا فقط، بل قاما بتغيير الأمور برمتها فيما يخص التشكيلتين». ورأى أن ليفربول وسيتي شكلا فريقيهما مستندين إلى «ما هو نوع اللاعبين الذين هم بحاجة إليهم؟ ما هو نوع كرة القدم التي يريدون لعبها؟»، مضيفاً: «عنوان كل شيء هو – كيف نريد أن نلعب؟ وتحت هذا العنوان وخلال كل فترة انتقالات، قام المنافسون بخلق الفريقين الموجودين حالياً في كل من الناديين».
ووصف رانغنيك تشكيلة ليفربول الحالية كأنها «25 سيارة فورمولا 1»، مقارنة بخمول الفريق الموجود حالياً في يونايتد وتواضع مستوى الكثير من اللاعبين الذين يخوض بعضهم سباقه الأخير مع «الشياطين الحمر». وأشار رانغنيك إلى أن خطط يونايتد لإعادة البناء لن تستند فقط على رحيل بعض اللاعبين بل لأن عقود عدد لا بأس به من اللاعبين تصل إلى نهايتها، وقال: «من الواضح بالنسبة لي بأنه سيكون هناك ستة، سبعة، ثمانية وربما عشرة لاعبين جدد. وقبل التوقيع مع هؤلاء اللاعبين، هناك حاجة لمعرفة نوع كرة القدم التي يريد المدرب الجديد أن يلعبها، ووفقاً لذلك قم بإحضار اللاعب الذي يتناسب مع هذا المتطلبات».
وليفربول يجسد هذه الفلسفة بأفضل طريقة. بعد سبعة أعوام على وصول كلوب إلى «أنفيلد» بات الفريق قوة لا تقهر ليس محلياً وحسب بل قارياً بوجود لاعبين مثل الحارس البرازيلي أليسون بيكر، وترنت ألكسندر – أرنولد، والأسكوتلندي أندي روبرتسون، والهولندي فرجيل فان دايك، والبرازيلي فابينيو، وجوردن هندرسون، والسنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح الذين يشكلون العمود الفقري للفريق الذي توج بطلاً للدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
ومع ضم الكولومبي لويس دياز في يناير، منح كلوب المزيد من القوة النارية لخط هجومه الذي ينال مساندة رائعة من الإسباني تياغو ألكانتارا العائد إلى مستواه السابق بعد تعافيه من الإصابات المتلاحقة.
ويرى محمد صلاح صاحب ثنائية من رباعية فوز ليفربول أن المنافس سهّل مهمة فريقه، وقال: «لقد سهلوا مهمتنا في وسط الملعب والدفاع، كانوا دائماً يحاولون منحنا الكرة في موقف لاعب ضد لاعب وهذا جعل الأمور أفضل لنا». وأضاف: «عندما دافعنا حافظنا على نظافة شباكنا، كنا نريد تسجيل هدف واحد وبمجرد إحرازه نفكر في الثاني ثم الثالث. قدمنا أداءً رائعاً هنا وعلى أرضهم. نتمنى أن نستمر بهذا الأداء».
وهذه أول أهداف صلاح من اللعب المفتوح منذ 19 فبراير (شباط)، وجاء بعد يوم واحد من تأكيد المدرب كلوب ثقته في عودة مهاجمه المصري إلى هز الشباك سريعاً. وعزز صلاح صدارته لقائمة الهدافين برصيد 22 هدفاً وبفارق خمسة أهداف عن الكوري الجنوبي سون هيونغ – مين مهاجم توتنهام.
وبعد تسجيله الهدفين قام صلاح (29 عاماً) باحتفالية الـ«يوغا» وهي طقوس جسدية وعقلية وروحية يمارسها المهاجم في حياته اليومية وساعدته على إنهاء الأيام العجاف القليلة عن التسجيل في آخر ست مباريات. بعد هزّه الشباك للمرة الـ21 في الدوري هذا الموسم معززاً صدارته لترتيب الهدافين، وقف أمام الجماهير ورفع رجله اليسرى ووضعها على ركبة القدم اليمنى مغلقاً يديه.
في الـ«يوغا»، تُسمى هذه الحركة بـ«وضعية الشجرة» (فيركشانا بالهندية) وترمز إلى التوازن والتمركز، ويحلو للبعض أن يفسّرها على أنها تعبير من صلاح عن التزامه مع ليفربول، هو الذي يجري في الأشهر الأخيرة مفاوضات مطوّلة بشأن تجديد عقده مع النادي الذي ينتهي في 2023.
إلا أن الدولي المصري سبق وقام بهذه الاحتفالية للمرة الأولى في موسم 2018 – 2019 عندما سجل الهدف الثاني لفريقه على ملعب أنفيلد خلال الفوز 2 – صفر على تشيلسي، وقال حينها: «أنا رجل يوغا. أمارسها وقد خطرت (الاحتفالية) في ذهني».
كررها أحياناً خلال مبارياته مع المنتخب الوطني ومواجهات أخرى مع فريقه، إلا أن يملك احتفاليتين تقليديتين وهما إما بسط يديه أو ركعة السجود التي يمارسها أيضاً العديد من اللاعبين المسلمين حول العالم. قال عنها المصري في حديث لشبكة «سي إن إن» في 2018 «ليست تقبيل الأرض. بل هي بمثابة الصلاة أو شكر الله لما منحني إياه، لذا نعم، هي صلاة (للشكر) وصلاة من أجل الفوز».
[ad_2]
Source link