الأسر السورية اللاجئة والنازحة لبنان تكابد شظف العيش في شهر رمضان

الأسر السورية اللاجئة والنازحة لبنان تكابد شظف العيش في شهر رمضان

[ad_1]

ورغم رفع القيود المرتبطة بفيروس كورونا إلى حد كبير، إلا أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن ذلك طال تأثيرها ملايين العائلات اللاجئة والمجتمعات التي تستضيفهم.

ويتفاقم هذا التأثير جراء الأزمات المالية التي اجتاحت لبنان وسوريا، ومؤخراً بسبب الصراع في أوكرانيا والقائم بين اثنين من أكبر مصدري الحبوب وبذور الزيت في العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل دقيق القمح وزيت الطبخ بنسبة تتراوح بين الثلث والنصف في كل من لبنان وسوريا واليمن.

صمت على نحو غير معتاد

يعيش أحمد، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 44 عاما، مع زوجته وأطفاله الخمسة في شمال لبنان. كان أحمد يأمل في أن ينعم ببعض من الراحة له ولعائلته في شهر رمضان هذا العام.

لكن احتفالهم بالشهر الكريم، على مدار العامين الماضيين، طغى عليه الصمت على نحو غير معتاد، وسط القيود التي سرت على مستوى البلاد والمتعلقة بفيروس كورونا.

يعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية تسببت في ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والوقود والمقومات الأساسية الأخرى بشكل كبير ودفعت 90 بالمائة من اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد إلى حالة من الفقر المدقع.

ويواجه أحمد في شهر رمضان الحالي صراعا يتمثل بمجرد إطعام أسرته.

يعمل السيد أحمد في مجال البناء، وقد وجد، حتى الآن من هذا العام، ثلاثة أسابيع فقط من العمل في وقت تضاءلت فيه الفرص الوظيفية.

لتر واحد من الزيت يساوي نصف يوم عمل

يقضي أمسياته وهو يمشي من متجر إلى آخر بالقرب من منزله في جبل لبنان، محاولا شراء خضروات رخيصة الثمن قبل أن تتخلص منها المتاجر، كل ذلك بهدف العودة إلى المنزل وبيده ما يضعه على مائدة الإفطار في نهاية كل يوم صيام.

وعن هذه التجربة المريرة، يقول أحمد:

“في الماضي، لم نكن قادرين على تناول وجبة إفطار وفيرة؛ ولكن كان يمكننا على الأقل شراء التمر وتحضير السلطة. أما هذا العام، فسوف نتناول وجبة بسيطة مكونة من عنصر واحد أو اثنين فقط. حتى قلي البطاطس صار مكلفا، لأن لترا واحدا من الزيت يساوي نصف يوم عمل.”


طفلة سورية أمام خيمتها في مخيم فايدة 3، وهو عبارة عن مستوطنة خيام غير رسمية. للاجئين  السوريين  في وادي البقاع، لبنان.

UNICEF/Alessio Romenzi

طفلة سورية أمام خيمتها في مخيم فايدة 3، وهو عبارة عن مستوطنة خيام غير رسمية. للاجئين السوريين في وادي البقاع، لبنان.

 

ما من أجواء احتفالية في رمضان

بالنسبة للكثير من الأشخاص في المنطقة سيبقى رمضان هذا العام يمثل تحدياً من حيث توفير الوجبات الأساسية للأسر الصائمة، بدلا من الأطباق والأجواء الاحتفالية التي تميز عادة الشهر الفضيل.

آخر مرة أكلت فيها اللحوم أنا وأولادي كانت قبل عام، خلال شهر رمضان

شمسة هي أم لطفلين وتبلغ من العمر 32 عاما. اضطرت لمغادرة سوريا مع اندلاع الأزمة في عام 2011، وهي تعيش حاليا في مأوى مهترئ من القماش المشمع والخشب في سهل البقاع اللبناني.

تقول السيدة شمسة:

“آخر مرة أكلت فيها اللحوم أنا وأولادي كانت قبل عام، خلال شهر رمضان. وهذا العام، سيمر رمضان مثل أي يوم آخر. سوف نأكل الفول، وهو الشيء الوحيد الذي يمكنني تحمل شرائه.”

ذكرى مؤلمة للأوقات السعيدة

داخل سوريا نفسها، تبدو الصورة مماثلة، حيث لا يزال ما يقرب من 7 ملايين شخص في عداد النازحين عن ديارهم ويعاني 55 بالمائة من إجمالي السكان من حالة من انعدام الأمن الغذائي. بالنسبة للكثيرين، فإن رمضان يعتبر ذكرى مؤلمة للأوقات السعيدة التي كانوا يقضونها قبل الأزمة.

اضطرت خديجة، البالغة من العمر 31 عاما، هي وعائلتها إلى مغادرة منزلهم في حي باب دريب في حمص وسط قتال عنيف شهدته المدينة في عام 2013، وانتقلوا عدة مرات بحثا عن الأمان قبل أن يستقروا في حي الوعر المحاصر سابقا في عام 2019.

تتذكر خديجة كيف كانت الأجواء الرمضانية في الماضي:

“أذكر كيف كنا في رمضان نطبخ العديد من وجبات الإفطار. أما الآن، فلا يمكننا تحمل أكثر من وجبة واحدة نظرا لأن الأسعار قد ارتفعت. في كل عام – خاصة خلال شهر رمضان – نعتقد أنه سيكون الأصعب، لكنه يزداد صعوبة أكثر فأكثر.”

أما في الأردن، أظهر تقييم حديث أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبنك الدولي أن 64 في المائة من اللاجئين يعيشون على أقل من 3 دينارات أردنية (5 دولارات أمريكية) في اليوم.

وقد أطلقت المفوضية، هذا العام، حملتها الرمضانية السنوية لجمع التبرعات بهدف مساعدة 100 ألف أسرة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها وتقديم المساعدات النقدية لها وأشكال أخرى من الدعم.

نقلنا هذه القصة، بتصرف، عن موقع مفوضية اللاجئين.


نازحون سوريون يرتدون كمامات ويمارسون التباعد الجسدي.

© OCHA

نازحون سوريون يرتدون كمامات ويمارسون التباعد الجسدي.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply