يستعد القائمون على «مجتمع التأتأة الذكي» للمنافسة على عدد من الجوائز الإقليمية والعالمية، بعد نجاح المشروع السعودي؛ الذي يقضي على التأتأة خلال 5 أيام، في الحصول على «جائزة جدة للإبداع المجتمعي».
وبيّن المشرف العام على «المجتمع»، الدكتور عبد الله كريشان، أن «هذا المشروع هو الأول من نوعه في السعودية والشرق الأوسط الذي يغير حياة المتأتئين للأفضل من خلال التحكم في التأتأة، وفي مدة وجيزة جداً لا تتجاوز 5 أيام، من خلال برامج نوعية ومهنية عالية تسهم، ولله الحمد، في تحقيق الأهداف المنشودة»، لافتاً إلى أن «عدد المتأتئين في المملكة يصل إلى 350 ألف شخص طبقاً للإحصاءات الرسمية».
وأرجع كريشان مشكلة التأتأة إلى «عدم انتظام منظومة النفس، التي لها عاملان؛ إما وراثي، وإما صدمات نفسية»، مشيراً إلى أن «التأتأة تظهر عادة في مراحل عمرية مبكرة، وقد تستمر إلى ما بعد ذلك».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المشروع الذي يعمل به، «بدأ منذ سنتين، جرى فيهما حل مشكلة التأتأة لأكثر من 400 شخص من أعمار مختلفة، مشيراً إلى أن 90 في المائة من الذين جرى تخلصهم من التأتأة بهذا المشروع، راجعوا في السابق أطباء نفسيين ومراكز نطق وتخاطب ولم يستفيدوا الفائدة المرجوة لعدم استكمال الرحلة كاملة».
وقال كريشان: «هذا المشروع تقدمت فيه السعودية على دول عدة متقدمة؛ منها أميركا وفرنسا، حيث اعتمد كثير من الدول التأتأة ظاهرة طبيعية ومن المهم التكيف معها، وهو ما لا نؤيده، ونعمل من خلال مشروعنا الذي يقدم ورشات عمل تخصصية لمدة 5 أيام تعمل على جانبين؛ هما السلوك، والعادة، وضبط منظومة التنفس كاف لعلاج هذا الاضطراب عند خروج الكلام والتحدث».
وأشار المشرف العام على مشروع «مجتمع المتأتئ الذكي»، الدكتور عبد الله كريشان، إلى أن الخطوة المقبلة عقب الحصول على «جائزة جدة للإبداع المجتمعي»، هي «حصد مزيد من الجوائز المحلية والإقليمية، حيث سيجري التقدم إلى (جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في التميز في الإبداع المجتمعي على مستوى الشرق الأوسط)، ومن ثم المشاركة في جوائز عالمية مماثلة».
وأكد مدير برامج «مجتمع المتأتئ الذكي»، أحمد المهنا، أن التكريم «سيساهم في إيصال صوت المتأتئين للعالم بشكل أكبر»، لافتاً إلى أنها «ليست قضية المتأتئين فقط، ولكنها يجب أن تكون قضية المجتمعات؛ لأن الشخص المتأتئ يحتاج من المجتمع الوعي والتفهم بحالته للخروج من هذه الحالة بأقل الأضرار بعد العزيمة والإصرار».
وتُعرف «التأتأة» بمواجهة صعوبة في النطق، ووجود اضطراب عند خروج الكلام والتحدث، وقد تشتد بحسب حالة الشخص، لتكون الأسوأ عندما يكون الشخص متعباً أو متحمساً أو تحت الضغط النفسي.