[ad_1]
ومتحدثا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، قال تيد شيبان في إحاطة افتراضية أمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة حول الحصول العادل على اللقاحات في حالات النزاع والأزمات الإنسانية: “الجائحة لا تزال بعيدة عن نهايتها.”
وقال إن ثمّة لقاحات آمنة ومتاحة يمكن أن تحمي ضد الوفاة والإصابة الشديدة التي تتسبب بها جائحة كـوفيد-19، كما يمكن أن تساعد على تجنب المتغير المقبل.
الأشهر الستة المقبلة حاسمة
لفت شيبان الانتباه إلى الحاجة الملّحة لزيادة مستوى التطعيم ضد كوفيد-19 في الدول التي لم تتوفر لها هذه الفرصة في عام 2021، ومع أكثر من ستة ملايين حياة فُقدت حتى هذا التاريخ.
وتابع يقول: “إن الأشهر الستة المقبلة حاسمة. فقد تم إعطاء أكثر من 11.1 مليار جرعة لقاح ضد كوفيد-19 عالميا و124 من بين 194 دولة من أعضاء منظمة الصحة العالمية طعّمت أكثر من 40 في المائة من مواطنيها، و51 دولة وصلت إلى أكثر من 70 في المائة من مواطنيها. ولكنّ النسبة تصل فقط إلى 11 في المائة في الدول منخفضة الدخل.”
وأوضح ذلك بالقول إن 83 في المائة من المواطنين في الدول الأفريقية الأعضاء في منظمة الصحة العالمية و51 في المائة في منطقة شرق المتوسط والتي تشمل أفغانستان، ظلّوا غير مطعمّين.
ودعا إلى اتخاذ الإجراءات السريعة المطلوبة في عام 2022 لتسريع التطعيم. “فنافذة الفرصة تضيق تدريجيا.”
فشل المساواة في التطعيم
حذر تيد شيبان مما وصفه بالمجازفة بفقدان الزخم بسبب فشل المساواة في التطعيم.
وقال لأعضاء مجلس الأمن الذي يعقد هذه الجلسة ضمن أجندة صون السلام والأمن الدوليين إنه لمعالجة الفجوة في المساواة في الحصول على التطعيم، والتي لا تزال تمثل تهديدا للأمن الصحي العالمي، يجب فعل ما يلي:
- أولا، مواصلة الدعم القوي والإجراءات لتنفيذ قراري 2532 و2565 مع التركيز على ضمان استمرار وضع الدول لقاح كوفيد-19 كأولوية.
- ثانيا، الوفاء بتقديم الـ 4.8 مليار دولار التي تم التعهد بها خلال قمة كوفاس، وتحويل الالتزامات إلى دعم ملموس للدول منخفضة الدخل والتي لديها احتياجات.
- ثالثا، الدعوة إلى – والمساعدة في – ضمان وصول كامل وآمن وبدون إعاقة بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية الممرات الآمنة وتوصيلها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
- رابعا، العمل مع الفرق القطرية التابعة للأمم المتحدة والشركاء لضمان تخطيط وطني قوي لتقديم التطعيم ومن شأن ذلك معالجة احتياجات جميع الفئات التي تعيش في المناطق الوطنية، بصرف النظر عن الجنسية وحالة الهجرة أو اللجوء.
- خامسا، الانخراط بالمناقشات المهمة حول هندسة حالة الطوارئ الصحية العالمية.
ورسم صورة قاتمة، قائلا إنه منذ كانون الثاني/يناير 2022، بلغ عدد الدول التي حصل مواطنوها على تغطية تطعيمية كاملة عند – أو أقل من – 10 في المائة انخفض من 43 دولة إلى 18 دولة حاليا.
وشدد شيبان على أن شراكة تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تركز، من أمور بين أخرى، على 43 دولة كانت نسبة التطعيم فيها عند 10 في المائة أو أقل من التغطية الكاملة للقاحات وواجهت أكبر التحديات لزيادة تغطية التطعيم.
وتابع يقول: “الهدف هو تطعيم جميع البالغين واليافعين، بدءا من كبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتعرّضون لخطر كبير بسبب كوفيد-19.”
تحديات كبيرة ولكن التطعيم أولوية
أشار شيبان إلى وجود الكثير من الأولويات الصحية والإنسانية والاقتصادية الأخرى في الدول، لكنه دعا إلى انتهاز كل فرصة لجمع أو إدماج التطعيم ضد كوفيد-19 مع غيرها من التدخلات الصحية والإنسانية، والاستفادة من هذه الاستثمارات لتقوية النظم الصحية على المدى الطويل.
ففي الكثير من الدول، تم دمج التطعيمات ضد كوفيد-19 مع حملات الحصبة والتطعيمات الروتينية الأخرى.
وكان شيبان قد اختتم مهمة في إثيوبيا حيث زادت الحملات التطعيم من 4 في المائة في كانون الثاني/يناير إلى أكثر من 20 في المائة الآن، بما في ذلك في بعض المناطق المتضررة من الصراع.
وقال: “أتحدث إليكم الآن من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سنجتمع هذا الأسبوع مع الحكومة والشركاء الأساسيين لمعالجة الحاجة الملحة بشكل أفضل وتوسيع نطاق تغطية التطعيم في عموم البلاد التي يعيش فيها حوالي 100 مليون شخص.”
وأكد على العمل مع الشركاء داخل البلد لدعم التواصل الواضح لزيادة الطلب وتحسين الوصول المريح للقاح.
دمج الأولويات الإنسانية
وأوضح أنه في الحالات الإنسانية، من أفغانستان إلى اليمن، فإن معالجة المستويات المنخفضة من معدلات التغطية التطعيمية يتطلب الدمج مع الأولويات الإنسانية، والعمل مع الشركاء الإنسانيين، والحفاظ على جهود كل بلد لتحديد وتجاوز العقبات الأولية أمام زيادة معدلات التطعيم في أوساط المواطنين المتأثرين بالكوارث الوطنية والطبيعية والصراعات وانعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وتابع يقول: “نحن ندرك أهمية الحاجز الإنساني، وهي آلية تم إنشاؤها ضمن مرفق كوفاكس لضمان الوصول إلى لقاحات كوفيد-19 للفئات المعرّضة للخطر والضعيفة الذين يعيشون في الدول التي تعتبر حالات إنسانية.”
وأكد شيبان أن شراكة تسليم لقاح كوفيد والشركاء يقدّمون الدعم المنسق لجميع تلك الدول، ويحشدون الانخراط السياسي ويقدّمون التمويل المرن (21 مليون خلال الشهرين الماضيين) والإرشادات الاستراتيجية والمساعدة الفنية.
في حالات النزاع، الجائحة لا تشكل القضية الأكثر إلحاحا التي يواجهها الناس
من جهتها، أشارت الدكتورة إسبيرانزا مارتينيز، كبيرة مستشاري مكتب المدير العام باللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى ما تسببت به جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم بما في ذلك مقتل أكثر من 6 ملايين شخص- ومن المحتمل أن يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير لأن هذه ليست سوى الأرقام المبلغ عنها رسميا.
وقالت في إحاطتها أمام مجلس الأمن حول “الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 في النزاعات والأزمات الإنسانية” إن النجاحات في تطوير وإنتاج اللقاحات تعني أن العديد من البلدان بدأت في استعادة الإحساس بالحياة الطبيعية. غير أنها شددت على أن إنهاء الجائحة، يتطلب تطعيم الجميع في كل مكان – “وهذا ليس هو الحال في المناطق المتضررة من النزاع.”
ولفتت الدكتورة مارتينيز الانتباه إلى انه في حالات النزاع، تكون النظم الصحية التي مزقتها النزاعات أقل قدرة على احتواء انتشار الأمراض عبر خطوط المواجهة والحدود الدولية.
علاوة على ذلك، “في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح، لا يمثل فيروس كورونا القضية الأكثر إلحاحا التي يواجهها الناس لأن الاحتياجات الأساسية – مثل الغذاء والماء والمأوى – غالبا ما لا تتم تغطيتها.”
ثلاثة طلبات لتحقيق تطعيم شامل في مناطق النزاع
النبأ السار هو أنه مع زيادة الإمداد بجرعات اللقاح، تزداد أيضا احتمالية حصول الناس على لقاحات، بحسب كبيرة مستشاري مكتب المدير العام باللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أشارت إلى إلى ثلاث طلبات تقدمت بها اللجنة من هذا المجلس والدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبلدان المتضررة من النزاعات، لتحقيق ذلك في حالات النزاع، وهي:
- أولا، كفالة احترام القانون الإنساني الدولي.
- ثانيا، إدماج تطعيمات كوفيد-19 في استراتيجية صحية أوسع نطاقا وتعزيز النظام الصحي بالترادف.
- ثالثا، إشراك المجتمع المحلي في أنشطة التطعيم وتوفير الموارد الكافية لمشاركة المجتمعات المحلية.
وأكدت الدكتورة مارتينيز أن اللجنة الدولية – كجزء من حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر – ستواصل أداء دورها.
وقالت “يعد الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 ضرورة إنسانية. يعتمد تعافينا الجماعي على ذلك، لأنه كلما طالت مدة انتشار كوفيد في أي مكان، سيظل يمثل تهديدا في كل مكان.”
مؤسسة كير: نظم جنوب السودان الصحية كانت هشة قبل كوفيد
الدكتور إيمانويل أوجوانغ، تحدث بالنيابة عن منظمة كير الدولية (CARE International) بجنوب السودان حيث الأنظمة الصحية حتى قبل أن يضرب فيروس كورونا، كانت هشة للغاية. إذ إن 56٪ من الناس لا يتمتعون بإمكانية الوصول الكافي إلى الخدمات الصحية وعليهم السير أميالاً وأميالاً للوصول إلى العيادة.
وقال د. إيمانويل أوجوانغ إن منظمته واجهت نقصا في العاملين الصحيين الماهرين إذ إن 30٪ من النساء فقط أنجبن أطفالهن بمساعدة قابلات ماهرات، مما يعني أن لدينا بعضا من أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم، والتي تتعلق بأسباب يمكن الوقاية منها.
عندما ضرب فيروس كوفيد، تلقى 49 ٪ فقط من أطفال جنوب السودان اللقاحات القياسية المخصصة للأطفال.
يمكنكم أن تتخيلوا التحدي الهائل الذي واجهه النظام الصحي في جنوب السودان عندما اضطررنا فجأة إلى بدء نشر لقاحات كوفيد وتطعيم 12 مليون شخص، يعيش الكثير منهم في مناطق معزولة عن بقية البلاد لعدة أشهر من العام بسبب الفيضانات الموسمية، قال د. أوجوانغ.
قصة نجاح
غير أن القصة التي أراد ممثل منظمة كير الدولية الحديث عنها اليوم هي كيفية عمل وزارة الصحة في جنوب السودان وشركائها معا في حزيران/يونيو وتموز/يوليو من عام 2021 لإجراء “سلسلة من الاستثمارات الذكية التي زادت بشكل كبير من قدرتنا الجماعية على طرح لقاحات كوفيد، حتى في المناطق المتضررة من الصراع”.
في الواقع، على الرغم من اضطرارها إلى إرسال 70.000 جرعة لقاح في أيار/مايو من عام 2021 بعد شهرين فقط، قال د. إيمانويل أوجوانغ إن وزارة الصحة تمكنت من إعطاء 60.000 جرعة تقريبا من لقاحات كوفيد المتوفرة لديها.
إحدى النقاط الرئيسية التي أكد عليها د. أوجوانغ، هي أن التكلفة الحقيقية لإيصال لقاح كوفيد الشامل في جنوب السودان أعلى بكثير من التقديرات العالمية الحالية.
كما دعا إلى التركيز على الجندر (النوع الجنساني) في قلب حملة نشر لقاح كوفيد-19 إذا أردنا ضمان استجابة عادلة وفعالة.
خمس نقاط لمكافحة كوفيد
وقد حث جميع أعضاء مجلس الأمن على دعوة منظومة الأمم المتحدة ومجتمع المانحين الدوليين والحكومات المضيفة إلى اتخاذ الإجراءات التالية:
- أولا، ضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع الأشخاص المحتاجين.
- ثانيا، التأكد من أن تغطي نماذج وميزانيات تكلفة لقاح كوفيد جميع جوانب التوزيع، وتعكس تكاليف العالم الحقيقي لطرح اللقاحات حتى الشوط الأخير.
- ثالثا، التأكد من أن المنظمات غير الحكومية والمنظمات التي تقودها النساء والعاملين في مجال الصحة في الخطوط الأمامية لديهم أدوار ذات مغزى في نشر لقاح كوفيد، ليس فقط في تقديم الخدمات – ولكن في اتخاذ القرار بشأن الاستجابة.
- رابعا، الاستثمار في النهج المجتمعية من القاعدة إلى القمة.
- وأخيرا، القيام باستثمارات ملموسة لضمان نشر منصف للقاح كوفيد حتى لا يتخلف أحد عن الركب.
الإمارات العربية المتحدة: لكوفيد تداعيات كبيرة على العالم
تُعقد جلسة مجلس الأمن اليوم بشراكة من قبل المملكة المتحدة وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي كلمتها، قالت السيدة سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، إن هذه الجلسة تُعدّ دفعة مهمة لتسريع الالتزام الجماعي بالتطعيم العالمي وتحقيق وعد وقيَم القرارين 2565 و2532.
وحذرت من الموجات الجديدة من كوفيد-19 ومتغيراته ووصفت ذلك بأنه دليل على ألا أحد في مأمن حتى يكون الجميع في مأمن.
وتابعت قائلة: “إن تأثير كوفيد-19 على الأمن العالمي كبير ويتجاوز القيود على التنقّل واضطرابات سلسلة التوريد. لقد تسببت الجائحة في ضغوط اجتماعية واقتصادية – وفي بعض الحالات، تسببت بدمار – على المجتمعات الهشّة بالفعل، من خلال تقويض سبل العيش والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.”
وتحدثت عن أوضاع النساء والفتيات اللاتي يتحمّلن العبء الأكبر من تلك التداعيات.
وقالت إن بإمكان مجلس الأمن دعم تنفيذٍ أسرع لقرار 2565 عبر اتخاذ الخطوات التالية:
- أولا، من المهم أن نواصل، كمجلس أمن، التأكيد على الفوائد الأمنية للقاح. إنه حافز مهم للمساهمة المستدامة في حملات التطعيم العالمية خاصة من خلال كوفاكس والحاجز الإنساني.
- ثانيا، يساعد تحسين وصول المساعدات الإنسانية على تعزيز جهود التطعيم، وتوفير السلامة والتنقل لكل من العاملين الصحيين والمرضى.
- ثالثا، يجب على المجلس تشجيع الكيانات العاملة بموجب ولايته لضمان التنسيق على المستوى القطري بحيث يكون التطعيم ضد فيروس كورونا جزءا من حزمة الخدمات الأساسية التي تقدمها الأمم المتحدة وشركاؤها.
- رابعا، يجب على المجلس أن يدعو إلى مراعاة النوع الاجتماعي في التطعيم. حيث تتلقى النساء جرعات أقل في العديد من البلدان الهشة بسبب الحواجز المادية والاجتماعية، مما يطيل من الآثار الأمنية للجائحة.
وقالت في ختام كلمتها: “من الواضح أننا يجب أن نكون قادرين بشكل جماعي على استبعاد كوفيد-19 كمصدر للهشاشة.”
[ad_2]
Source link